المحتوى الرئيسى

بعد إثارتهم دهشة المواطنين.. نكشف سبب افتراش «الرحالة» شوارع بنها

04/16 09:12

الأبراج السكنية تزعجهم.. والفقر ينهش في جسد قريتهم

وسائل بدائية.. والعادات تحاصرهم عن المدنية 

يتمتعون بطقوس خاصة.. وبالرغم من معانتهم الحياتية إلا أنهم يعشقون الحرية، إنهم رحالة "قرية الصوة" بمحافظة الشرقية الذين يأتون إلى "بنها العسل" بمحافظة القليوبية كما يطلقون عليها ويعتبرونها بيتهم وملجأهم الذى يأتون إليه فى شهر أبريل فى كل عام، ويرحلون عنها مع انتهاء فصل الصيف

"التحرير" اقتربت من أهالي قرية الصوة الذين يفترشون شوارع بنها خلال فصل الصيف للتتعرف عن كثب على هؤلاء الذين أثاروا دهشة المواطنين.

وأوضح عامر عبدالحى قائلا: اعتدت المجيء إلى مدينة بنها منذ 15عاما، ولكن لم يكن المكان كذلك فى السابق، بل كان القمح والأرز يملآن الأرض من كل اتجاه، ولم نكن نستطيع القيام بجمع الغلة بمفردنا فنستعين ببعض من أهالى القرى المجاورة بالشرقية حتى نتشارك جميعا فى الرزق.

الرحالة ينظرون بحزن وغضب إلى منطقتهم التي يعتبرها البعض نموذجا مجسما لعالم التسول، فشبابهم كغيرهم من بقية الشباب يشكون البطالة والغلاء وقلة الفرص، لكنهم يهربون من ضيق الحال والفقر والجوع ليعملوا جميعا وبكل جهدهم للعودة إلى قريتهم مرة أخرى، حاملين معهم ما يكفى لقضاء جميع احتياجتهم المعيشية من مال وغلة وماعز وخلافه.

ومع أن الرحالة يهربون من فقر قريتهم البدائية إلا أن أبراج بنها تزعجهم أيضا، ويوضح ذلك عبد الحي في حديثه لـ"التحرير": «تبدل الحال والأرض كلها تحولت إلى مبانى وأبراج سكنية، ونحن المتضررون فى النهاية، لأننا نعتمد اعتمادا كليا على العمل وقت الصيف»، موضحا: «نعمل فى تربية الجمال والماعز والبط والعجول لحساب الغير، مقابل نسبة من قيمة الماشية حسب التقدير».

وتضيف رزقة محمد أنهم يضطرون للجلوس بالخيام طوال فصل الصيف لإطعام أطفالهم، لاسيما أن كل أسرة منهم لا يقل عدد أطفالها عن 5 أطفال وأحيانا 6 أطفال.

وعن مصدر دخلها، تشير رزقة إلى ذلك بتعبيرها «ما نحصل عليه في فترة الصيف»، لافتة إلى عدم وجود مصدر دخل ثابت لهم باقي العام.

وبينت أعمالهم بقولها: «كل فرد فى الأسرة مسئول عن عمل محدد ومطلوب منه إنجازه بداية من رعاية المواشى والماعز والجمال وجمع الغلة وإحضار المياه من الماسورة المجاورة لهم فى جراكن كبيرة، ونستعين بالحمير لقضاء حاجاتنا المعيشية كوسيلة نقل ونقوم بالعمل من بعد الفجر مباشرة وحتى أذان المغرب»، مردفة: «الحمد لله ربنا وحده يسترنا نحن وبناتنا طوال الفترة التى نقضيها هنا» .

فيما تلتقط الحديث الحاجة فاطمة لتقول إنها تعمل فى مجال رعاية المواشى منذ زمن طويل، فهى تذهب للجزار وتتفق معه على شراء المواشى الصغيرة وتقوم رعايتها له ثم تأخذ نصف القيمة، وتفعل ذلك أيضا للأهالى حيث إنهم أصبحوا غير قادرين على تربية البط والدجاج والمواشى بالإضافة إلى جمع البيض.

وأوضحت أنها تقوم كل موسم بشراء جاموسة صغيرة تعمل على إطعامها حتى تستطيع إعطائها الحليب طوال فترة الصيف وتقوم ببيعها فى نهاية الموسم لتشترى أخرى حتى تضمن زيادة فى الربح، وأضافت أنهم أيضا يقومون بعمل "الرقاق" الذى يتم بيعه للموظفين.

وعن عادتهم وطقوسهم.. تقول رابحة مرزوق إنهم لا يقومون بطهى اللحوم سوى مرة واحدة فى الأسبوع وهم لا يملكون أى أجهزة لذا يشعلون الخشب ويحاوطونه بالطوب الأحمر حتى يستطيعوا وضع الأوانى عليها فلا يسقط الطعام، كما أن أيام السبت والثلاثاء والخميس مخصصة للخبز الذي يخبزونه على ظهر "أصعة" لقلة الإمكانيات، أما باقى الأسبوع فيكون من حظ الباذنجان والعدس والبطاطس والفول أو أولاد الحلال وبواقى الطعام.

«أبين زين وأشوف الودع».. هكذا عملت سندس على لفت الانتباه حيث اقتربت منا وعرضت علينا بخفة ظل قراءة الكف ووضرب الودع فتحدثت وقالت: «توارثت قراءة الكف من والدتى وجدتى ولكن معظم النساء بقريتنا يتمتعن بفن ومهارة فى قراءة الناس من أعينهم».

وتابعت: «بعض النساء بقريتنا يقمن بدق الوشم ورسم الحناء وصبغ الشعر باللون الأصفر لأنه بالنسبة لنا من علامات الجمال».

وضع الرحالة حاليا لم يعد كما كان من قبل فترحالهم بهدف الحصول على مورد مالى يعينهم على مواجهة الأعباء الاقتصادية الصعبة فى ظل ارتفاع وغلاء الأسعار المستمر دون أى رقابة من أجهزة الدولة المنوط بها مراقبة هذا الأمر.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل