المحتوى الرئيسى

الإخوان وصدام مع 'السادات' والسجن لسب الذات الملكية.. أبرز محطات 'إمام الدعاة'

04/16 03:50

حلّت أمس ذكري ميلاد "إمام الدعاة" فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي، الذي رحل عن عالمنا يونيو ١٩٩٨، العلامة الذي ترك بصمة في الجيل الذي عاصره وكذلك الذي جاء بعد وفاته حيث تذاع حلقاته كل يوم جمعة عقب صلاة الجمعة علي قنوات كثيرة إلي يومنا هذا، وكذلك كل يوم في شهر رمضان قبيل آذان المغرب، خاض فضيلة الشيخ عدة صراعات ومرت حياته بعدة محطات هامة مع رؤساء مصريين وفصائل سياسية علي رأسها جماعة الاخوان المسلمين الذي بدأت علاقة الامام بها في ثلاثينيات القرن الماضي في شكل لقاءات شبه يومية مع مؤسس الجماعة حسن البنا والذي قال عنه الشيخ: "أحببت حسن البنا، وانبهرت بعلمه الغزير"، الامر الغريب والذي لا يعرفه أحد أن أول بيان للإخوان المسلمين، كتبه الشيخ الشعراوي بخط يده في حضور الشيخ أحمد شريت، وأرسلاه للشيخ الباقوري لأخذ رأيه فيه؛ فوافق على كل ما جاء فيه، وعلّق على ذلك قائلًا: "هو حد يقدر يقول بعدك حاجة يا شعراوي، فكلنا لا ينسى مواقفك العظيمة السابقة وما تقوله في الأزهر".

وأعلن الشيخ اعتزاله جماعة الإخوان المسلمين بعد توجهها للعمل بالسياسة بدلًا من الدعوة.

من المعروف أن الشيخ الشعراوي كان بينه وبين الرئيس عبد الناصر خلاف شديد، وكان دوما غير راضي بما فعله عبد الناصر بمؤسسة الأزهر التي كان يراها لابد أن تكون جامعة لدراسة العلوم الدينية فقط، رافضا دراسة أي علوم مدنية، ولكن ما حدث أنه في عهد عبد الناصر تقرر تدريس الطب والهندسة، وظل الشيخ على رأيه وقناعاته، إلا أنه ذات يوم رأى رؤية قال عنها: "لقد أتاني عبد الناصر في المنام، ومعه صبي صغير وفتاة؛ الصبي يمسك بمسطرة والفتاة بسماعة طبيب، ويقول لي ألم يكن لدي حق أيها الشيخ، فقلت بلى أصبت أنت وأخطأت أنا".

تولي الشعراوي وزارة الأوقاف، في نوفمبر 1976، بعد اختياره عن طريق رئيس الحكومة ممدوح سالم، "الشعراوي" اتخذ مكتبا صغيرا لنفسه بجوار الباب ولما سأله السادات أجاب قائلا «علشان لما تطردوني يبقى الباب قريب»، وطلب إعفائه من المنصب قبل أقل من سنة إلا أن الرئيس جعله ينتظر حتى تغيير الوزارة كاملة.

ارادت جيهان السادات من الشيخ تأييد قانون الاحوال الشخصية، ولكن الشيخ رفض لما رآه مخالفا للشريعة الإسلامية، وبعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد لم يدوم صمت الشيخ طويلًا حتى تحدث في دروسه عن صفات اليهود السلبية، ليطالب رئيس الوزراء الإسرائيلي رسميا بوقف حلقات الشيخ ومنعت التسجيلات ولم تعد إلا بعد التدخل من عثمان أحمد عثمان.

احتج السادات علي الشعراوي بالقرآن قائلًا: «أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم» ورد الامام في حديث مسجل «إلا في معصية الله، أطيعوا الله الأول، الله لم يجعل لولي الأمر طاعة مستقلة».

انتفض الشعراوي أيضا لِما جاء في خطبة السادات عن الشيخ أحمد المحلاوي «مرمي في السجن زي الكلب»، فأرسل برقية إلى الرئاسة قال فيها «السيد الرئيس محمد أنور السادات، إن الأزهر الشريف لا يخرج كلابا، ولكنه يخرج دعاة أفاضل وعلماء أجلاء».

كان لتوفيق الحكيم ويوسف إدريس مع "الشعراوي" معركة بدأت بما كتبه توفيق حكيم بمقالاته: "حديثي مع الله"، وسرعان ما تغير عنوان الحكيم إلى "حديثي إلى الله"، بعد رد الشيخ الشعراوي على الحكيم بأن هذا كل ما ينقل، عن الله حديثًا لم يقوله الله فله الويل.

ولم تنتهِ مواجهات الحكيم بعد، فقد واجه الروائي يوسف إدريس والذي ألصق بالشيخ اسم "راسبوتين المسلم"، وجاء المقال في صحيفة الأهرام تحت عنوان "عفوا يا مولانا"، والذي أثار غضب ملايين محبي الشيخ الشعراوي لدرجة أن وزير الثقافة آنذاك، والدكتور أحمد هيكل قال إن هذا الكلام ساقط، وأكد على أن الشيخ مفخرة لمصر، وقد تراجع يوسف إدريس عما كتبه، وكتب اعتذرا.

جاء في نص الاعتذار: "أن ما نشر هو بالتأكيد خطأ فني مطبعي سقط إصلاحه سهوا بحسن نية، وأنا لا يمكن أن أتولى بنفسي أي تجريح لشخصية عظيمة كشخصية الشيخ الشعراوي، وكنت قد صححت الجملة في البروفات، ولكن التصحيح لم ينفذ ما جعل الفقرة تبدو هجوما غير معقول أن يصدر مني تجاه الشيخ الذى أكن له -رغم الفوارق الفكرية- أعمق آيات الود والتقدير والحب والاحترام، وأنا -حتى في قمة خلافي معه- حين اتهمنا فضيلته بالكفر، أنا والأستاذين الجليلين توفيق الحكيم وزكي نجيب، رردت عليه ردا كان عنوانه "عفوا يا مولانا".

مر الشيخ الشعراوي بتجربة السجن ايضا، حيث كان يتمتع بطبيعة ثائرة في وجه الفساد عندما كان صبي، وعندما كان في معهد الزقازيق رأس اتحاد الطلاب ولما اندلعت ثورة الأزهر 1934، خرج الشعراوي وأنشد بعض الأبيات التي اعتبرت حينها عيبًا في الذات الملكية، فتم القبض عليه.

وقال الشعراوي تعليقا على ذلك: "إنني كنت الوحيد الذي ظل طليقا لفترة طويلة، فقد كان رجال الحكومة يأتون للقبض عليّ ولكنهم كانوا يخطئونني، ويقبضون على أناس غيري فاضطروا إلى القبض على أبي وأخي، فسلمت نفسي إليهم وأخذوني إلى مأمور الزقازيق الذي اصطحبني إلى وكيل النيابة، فقلت له أنني لن أتكلم حتى يخرج المأمور، ثم قلت: الحقيقة إنها مصيبة أمة التي يعمل فيها بوليس جاهل، يسوي بيننا وبين اللصوص، وكان القاضي فيه وطنية تحكمه وكان يمد حبسنا كل أربعة أيام حتى حكم علينا بسجن شهر، وكنا قد قضينا شهرا في السجن، وتم الإفراج عننا".

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل