الأتراك يصوتون اليوم على «دستور أردوغان».. ودعوات لرفضه

يتوجّه الناخبون الأتراك، اليوم، إلى صناديق الاقتراع للتصويت فى الاستفتاء الشعبى المثير للجدل على مشروع التعديلات الدستورية الذى تقدم به حزب «العدالة والتنمية» الحاكم ويتضمن الانتقال من النظام البرلمانى إلى الرئاسى، وسيتمكن 55 مليوناً و319 ألفاً و222 ناخباً تركياً من التصويت للاستفتاء الدستورى السابع للجمهورية التركية الذى يفتح الباب لـ«أردوغان» للبقاء فى السلطة حتى 2029.

زعيم حزب «العمل القومى» يهدد بالاستقالة إذا تسببت التعديلات فى التأسيس لنظام «فيدرالى»

يأتى الاستفتاء، الذى انقسمت توجهات الناخبين إزاءه، بعد تسعة أشهر على محاولة الانقلاب على أردوغان، الذى دعا الأتراك إلى التصويت اليوم الأحد حول إصلاح دستورى ينص خصوصاً على إلغاء منصب رئيس الوزراء لمصلحة تعزيز موقع الرئيس الذى سيمتلك صلاحيات واسعة، ويجرى فى 167 ألفاً و140 صندوقاً بجميع ولايات البلاد، فيما جرى تخصيص 461 صندوقاً لأصوات النزلاء فى السجون، ويجرى الاستفتاء فى حراسة نحو 33 ألفاً و600 شرطى فى إسطنبول لضمان حسن سير الاقتراع.

وعقد الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، أمس، آخر مهرجاناته الانتخابية لكسب أصوات الناخبين قبل استفتاء حاسم على تعزيز صلاحياته الرئاسية، وعنونت صحيفة حرييت «الرسائل الأخيرة»، بينما شارك الرئيس فى أربعة مهرجانات انتخابية، ورئيس الحكومة بن على يلديريم فى خمسة تجمعات كلها فى إسطنبول، بهدف إقناع أكبر عدد ممكن من الناخبين الذين ما زالوا مترددين قبل هذا التصويت الذى تبدو نتائجه غير محسومة. وقال أردوغان فى أول مهرجان «إن شاء الله سيكون غداً يوم عيد لتركيا»، داعياً الأتراك إلى التوجه إلى مراكز الاقتراع.

واضطر «أردوغان»، الجمعة، لطمأنة حلفائه القوميين بعدما اتهم زعيم حزب العمل القومى دولت بهجلى أحد مستشارى أردوغان بأنه اعتبر أن الفيدرالية احتمال قائم بعد الاستفتاء. وقال الرئيس التركى «لا يوجد شىء من هذا القبيل». ويعارض حزب العمل القومى أى شكل من أشكال الفيدرالية يمنح المناطق الكردية فى جنوب شرق تركيا نوعاً من الحكم الذاتى.

واعتبر مراقبو المنظمة أن «الأوضاع فى تركيا مشحونة، فيما سيجرى الاستفتاء فيها فى ظل حالة الطوارئ وبقاء آلاف الصحفيين والقضاة والمعارضين فى السجون». ورد أردوغان على هذه الانتقادات قائلاً: «أصبحوا الآن يقولون إنه إذا ما صوّت الشعب بـ (نعم) للتعديل الدستورى، فإن ذلك سيكون نتيجة للمخالفات التى سترتكب خلال الاستفتاء». وأضاف: «من أنتم؟ عليكم قبل كل شىء أن تعرفوا حدودكم، وهذا الأمر لا يعنيكم».

وحذرت روسيا فى هذه الأثناء جميع الشركات السياحية من احتمال تعليق تسيير الرحلات المباشرة إلى تركيا، وسوّغت الأجهزة الروسية المعنية احتمال تبنى خطوة كهذه بـ«اضطراب الوضع السياسى فى تركيا»، رغم حجز ملايين الروس رحلاتهم إلى تركيا عشية أعياد مايو واحتفالات النصر التى تحييها روسيا فى كل عام.

وقالت السفيرة جيلان علام، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن ما يخطط له الرئيس التركى من الاستفتاء حالياً لن يحوز رضا الأوروبيين وسيقلل إمكانيات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبى، فضلاً عن تعزيز حالة الاستياء الأوروبى من عملية التطوير العشوائى واسعة المجال التى أجراها أردوغان، كما ستؤثر نحو مزيد من التشدد وتكريس سياسة أردوغان فى المنطقة، كما ستؤثر على الإسلام السياسى.