المحتوى الرئيسى

الطوارئ ومشهد من «بين القصرين»! | المصري اليوم

04/15 23:29

هل تذكرون ما حدث للسيد أحمد عبدالجواد، (بطل رواية بين القصرين) فى أعقاب تلك الليلة من ليالى الأنس، التى كان معتادا أن يقضيها فى أحضان عشيقاته ثم يعود بعدها إلى بيته متصنعا ملامح الجد والصرامة أمام زوجته!!.. فى تلك الليلة عندما كان فى غاية الانشكاح، وبعد أن أصبح على بعد خطوات من البيت، إذا بجندى إنجليزى يعترض طريقه ويلقى القبض عليه، ثم يقتاده إلى بوابة الفتوح حيث رأى حشدا من الأهالى وهم يعملون بهمة ونشاط، وهنا فقط عرف السبب من صديق له كان أيضا من بين المقبوض عليهم وهو غنيم حميدو صاحب معصرة بالجمالية، كان قد ابتلع منزولة (مادة مخدرة) لزوم المزاج!،.. وعندما قبض الإنجليز على غنيم طار أثر المخدر من رأسه لأن الإنجليز ـ كما قال ـ أقوى من الكوكايين!، أما سبب القبض فهو أن فتوات الحسينية كانوا قد حفروا حفرة كبيرة تعترض طريق اللوريات الإنجليزية، وعندئذ قرر الإنجليز القبض على أكبر عدد ممكن من الأهالى وتكليفهم بردمها!،.. وكما طار أثر المنزولة من رأس غنيم حميدو فقد طار أثر الويسكى من رأس أحمد عبدالجواد وهو يرفع بيسراه الجبة من طرفها ويدسه فى حزام القفطان كيلا تعوقه عن العمل، ثم يحمل مقطفا ويذهب مع الذاهبين للردم!!،.. والواقع أن ما تعرض له لم يكن إذ ذاك أمرا مخالفا للقانون، فالقانون الذى خضع له لسوء حظه كان هو قانون الأحكام العرفية الذى أعلن تطبيقه على عموم القطر المصرى فى عام 1914، وهو القانون الذى استقى منه قانون الطوارئ الحالى معظم أحكامه!،

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل