المحتوى الرئيسى

5 دروس لتتعلمها مصر من العراق في حربها مع «داعش» - ساسة بوست

04/15 19:03

منذ 1 دقيقة، 15 أبريل,2017

يختلف الوضع العراقي عن نظيره المصري تمام الاختلاف، فالعراق يعيش شرخًا سياسيًا وطائفيًا بين السنة والشيعة منذ أكثر من عقد من الزمان؛ أدى إلى انقسام مجتمعي كبير، وهذا ما لا تعانيه مصر بنفس الدرجة والحدة، ولا بدرجة قريبة منها حتى، لكن البلدين يشتركان منذ عام 2014 بتعرضهما لحوادث «إرهابية» دامية، صحيح أن نسبة الحوادث تختلف في كلا البلدين، لكن الفاعل واحد هو «داعش».

كان الإعلان عما يسمى بتنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) في العراق في يونيو (حزيران) عام 2014 بسيطرة التنظيم آنذاك على مدينة الموصل ثاني كبريات المدن العراقية لتمتد سيطرته خلال أسابيع قليلة إلى ما يقرب من 40% من مساحة العراق، أما في مصر فقد بايع ما يسمى بتنظيم ولاية سيناء خليفة التنظيم (البغدادي)، وبالتالي بات التنظيم يعلن مسؤوليته عما يجري في مصر من حوادث أمنية أيضًا.

ما الذي يمكن أن تستفيده مصر من تجربة العراق في محاربة هذا النوع من العمليات؟

أعاد استهداف تنظيم الدولة للكنائس في مدينتي طنطا والإسكندرية في مصر إلى الأذهان الخروقات الأمنية التي استطاع من خلالها عناصر التنظيم المتطرف اختراق الإجراءات الأمنية وتنفيذ عمليات نوعية في قلب المدن الكبرى في بلدان عدة، من بينها مصر.

الإهمال الأمني وكيفية التعامل معه؛ يقول المؤرخ والباحث في الشؤون الأمنية والاستراتيجية هشام الهاشمي، إن اسباب الخروقات الأمنية التي تضرب مناطق العاصمة بغداد هو التفاؤل المفرط لقيادة عمليات بغداد بتحسن الوضع الأمني، والذي أدى الى رفع السيطرة الأمنية الثابتة والمتحركة.

ويضيف الهاشمي أيضًا، أنه مع كل فترة هدوء تشهدها المدن العراقية فإن حالة من التراخي الأمني تصيب المسؤولين الإداريين والتنفيذيين، وبالتالي تقل جودة الأداء الأمني والمخابراتي.

بينما يرفض خبراء أمنيون عراقيون عملوا سابقَا في الأجهزة الأمنية العراقية قبل الغزو الأمريكي للعراق اعتماد المفارز وتفتيش المركبات في الشوارع وسيلة لضبط الأمن، وعدُّوه أسلوبًا «فاشلًا بامتياز»؛ لما له من تداعيات سلبية تؤثر على ثقة المواطنين بأجهزتهم الأمنية، إضافة إلى أنه لا يسمن ولا يغني من جوع بحسبهم.

دليلهم في ذلك أن الفترة التي سبقت احتلال العراق لم تكن تشهد أي اختراقات أمنية، دون وجود لأي نقطة تفتيش في شوارع العاصمة بغداد، ويضيف خبراء أن تفعيل دور الاستخبارات الداخلية المبنية على المهنية والمؤسساتية لهو أنجع حل على حد قولهم، إضافة الى أهمية إدراك الأجهزة الأمنية أن الإرهاب دائمًا ما يسبق القوى الأمنية بخطوة وعلى أجهزة الأمن العمل بشكل دؤوب لردم هذه الهوة.

لأجل تعويض الخسائر العسكرية التي تتعرض لها الجماعات الجهادية المسلحة فإنها تعمد في حالات كثيرة إلى ردات فعل ماكرة ومدمرة كما يقول الخبير الأمني العراقي محمـد حسن الساعدي.

ويضيف الساعدي أيضًا أن مثل هذه التنظيمات تعمد إلى فتح جبهات أخرى باستهداف مناطق ومراكز غير متوقعة ورخوة أمنيًا، إضافة إلى اعتماد «داعش» على استهداف الأماكن العامة التي تكون سهلة الوصول، كما حدث في استهداف التنظيم لمدينة تكريت في محافظة صلاح الدين العراقية. وهذا ما حصل أيضًا في مصر مؤخرًا بعد أن نفذ الجيش المصري عملية عسكرية ضد الجماعات المسلحة في سيناء. كل ذلك يتطلب بذل مزيد من الجهد لحماية المدن البعيدة عن خط المواجهة، في نظر الساعدي.

«ضبط الأمن في أطراف المدن كفيل بحماية المدن ذاتها» هكذا يقول العقيد المتقاعد (م.ر) لـ«ساسة بوست»، حيث رفض نشر اسمه الصريح لدواعي أمنية، وكان يعمل ضابطًا في مديرية الأمن العامة في بغداد – وهو جهاز أمني في عهد الرئيس العراقي السابق صدام حسين – إن ضواحي المدن غالبًا ما تكون رخوة أمنيًا، والإجراءات المتبعة فيها أقل مما يُتَبع عادة في داخل المدينة؛ مما يتيح للجماعات الخارجة عن القانون والدولة، وكذلك الجماعات «الإرهابية»، مساحة تحرك واسعة وكبيرة.

ويضيف (م.ر) أيضًا، أن غالبية مخازن السلاح والمتفجرات تكون خارج المدن، وتنقل إلى المدينة عادة بكميات صغيرة جدًا دون لفت الانتباه. كما يشير خبراء وباحثون في الشأن الأمني إلى أن السيطرة على أرياف المدن كفيل بحماية حواضرها إلى نسبة تصل قرابة 50%، إذا ما أُخذ بنظر الاعتبار الدور والجهد الاستخباراتي المطلوب.

وأضاف (م.ر) أن ما يعرف بـ«تنظيم الدولة الإسلامية» ليس كسلفه «تنظيم القاعدة»؛ حيث كان الأخير يعتمد استهداف أجهزة الدولة الحساسة والاستراتيجية، والتي تكون صعبة المنال دائمًا. أما «تنظيم الدولة»، فيعتمد الأهداف السهلة، كمراكز التسوق والمساجد والكنائس، كما حصل في تفجير منطقة الكرادة وسط بغداد عام 2016. وهذا يضع مزيدًا من العبء على عاتق القوات المكلفة بضبط الأمن الداخلي، فكل شيء عرضة للاستهداف.

الوعي الديني والتقصير في تفنيد الفكر «الداعشي»؛ يقول الشيخ أبو الحارث على صفحته على «فيسبوك»، وهو أحد خطباء المساجد المشهورين في العراق، ويقيم في إقليم كردستان العراق حاليًا: إن الأمة «بين تعصب مذهبي يجعل من العلماء مقلدين، وبين لا مذهبية جعلت من العوام مجتهدين.. تساق الأمة إلى الجمود الفقهي تارة.. وإلى الفوضى الفقهية تارة أخرى»، ويضيف الشيخ، إن مما «أدى إلى استفحال الفكر المتطرف هو عدم رد علماء الأمة الإسلامية على أفكار التنظيمات المتطرفة، مثل داعش والقاعدة أولًا بأول، ما حدا بالجماعات المتطرفة والتكفيرية إلى استغلال جهل الشباب بحيثيات دينهم وجرهم إلى العنف مستغلين سوء أوضاعهم المعيشية، والفقر، وما تتعرض له المنطقة من نكبات».

ويُفَّنِد الشيخ كثيرًا مما اعتمده التنظيم من أفكار تكفيرية خارِجية من خلال سلسلة حلقات تلفزيونية بثتها إحدى القنوات العراقية على مدى عام كامل معتمدًا على الأدلة ذاتها التي يأتي بها التنظيم في تسويق فكره.

تفنيد وتفكيك المعلومات التي تأتي في الإصدارات المرئية الهوليودية للتنظيم؛ حيث بث التنظيم إصدارًا مرئيًا أقدم فيه على إعدام ضابط عراقي من قوات حرس الحدود بطريقة شرسة، بعد اختطافه من منطقة النخيب بمحافظة الأنبار العراقية في 25 يناير (كانون الثاني) الماضي، برفقة ثلاثة عسكريين آخرين.

تعمد التنظيم تغيير اسم الضابط المقتول من »أبي بكر عباس ياسين السامرائي» إلى »عباس ياسين الدراجي» أثناء تصوير عملية إعدامه للإشارة إلى أن المقتول شيعي، وإخفاء مذهبه الحقيقي السُني؛ ليوهم من يتابع الإصدار بأن الضابط المقتول شيعي؛ ليصب زيتًا على نار الطائفية المتجذرة في المشهد العراقي.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل