المحتوى الرئيسى

بالصور.. رحلة مع كنوز الوادي الجديد المخفية

04/15 15:49

بعد طول مسافة تتعدى الـ 600 كيلو متر أي حوالي ما يقرب من 10 ساعات متتالية، وبعد مصاعب تتعرض لها عند السفر بسبب الطريق غير الممهد للسفر حيث لا يتسع منه سوى ممر ضيق لمرور السيارات في الإتجاهين معاً.

يحتاج منا البعض أن يأخذ غفوة في بعض الأوقات أثناء السفر حتي لا يشعر بطول الوقت والمسافة، وتختلف القاعدة عند سفرك لمحافظة مثل محافظة الوادي الجديد التي تمثل 44% من مساحة مصر، فينجذب نظرك بطريقة لا إرادية إلي الطريق فتشاهد علي يمينك الجبال والمرتفعات الهائلة التي تثير التساؤلات في ذهنك، بينما علي يسارك توجد الرمال بلونها الأصفر الساحر التي توحي لك بأنها صحراء جرداء.

 وعلى عكس ما تظهره لك الرمال فأنها تخفي الكثير من الكنوز والثروات الطبيعية التي تعاني من النسيان والإهمال الذي حول محافظة الوادي الجديد إلي بقعة مهجورة بدلأ من أن تكون مزاراً سياحياً يجذب المزيد من السياح.

ووسط الأجواء الطبيعية حيث نقاء الجو وسطوع الشمس التي تشعرك بالراحة النفسية، قامت الوفد بجولة صغيرة للكشف عن جزء بسيط من الأسرار المدفونة في هذا المكان بصحبة "محسن عبدالمنعم" مدير عام الهيئة العامة لتنشيط السياحة بالوادي الجديد.

في بداية الجولة نمر بعاصمة الوادي الجديد وهي مدينة الخارجة التي تتميز بكل مقومات السياحة، فهي مدينة تحتوي علي مزارات سياحية متعددة ومجموعة من الآثار التي تضم جميع العصور التاريخية منها الفرعونية والرومانية والقبطية والإسلامية والفارسية، بالإضافة إلي الآثار التي لم تكتشف بعد، فنسبة الآثار المكتشفة بها تمثل 30% فقط من مجمل الآثار الموجودة بها -حسب ما قال مدير عام الهيئة العامة لتنشيط السياحة بالوادي الجديد.

وتضم مدينة الخارجة أحد أهم وأكبر المزارات السياحية مقابر البجوات، وهي عبارة عن مجموعة من القباب لذلك سميت بهذا الإسم، وقال عبدالمنعم إن إنشائها يرجع إلي الأقباط الذين هربوا من اضطهاد الرومان فاستقروا بمدينة الخارجة في القرن السادس الميلادي، وبالفعل بدأوا ببناء الكنائس لإقامة عبادتهم وشعائرهم الدينية.

ومن أهم وأشهر الكنائس الموجودة بالمقابر هي كنيسة الخروج، وسميت بهذا الإسم نسبة إلي قصة خروج بني إسرائيل من مصر، والتي وثقت ببعض الرسوم علي سقف الكنيسة، كما أنها تحتوي علي بعض الكتابات الغير مفهومة والتي يرجح نسبتها لبعض المغاربة القادمين مع القبائل.

وعلي بُعد مسافة قليلة من مقابر "البجوات"، نجد مبني أثري رائع لا يمكننا أن نحدد إلي أى طراز أوعصر ينتمي إليه، فأوضح لنا "عبد المنعم" أن هذا المعبد يسمي معبد "هيبس"، وهو من أكبر وأهم المعابد التي تضم عدة عصور مثل الفرعونية والفارسية والبطلمية والرومانية.

وعلي مرمي البصر لفت انتباهنا ربوة مرتفعة، تستطيع رؤية المدينة بأكملها من فوقها، ويعلوالربوة مبني أثري محطم، أتضح أنه معبد يسمي "الناضورة" الذي يرجع إلي العصر الروماني، وتحدث عبدالمنعم عنه وحكي عن سبب تسميته بهذا الإسم قائلاً أن المماليك كانوا يستخدموا هذا المعبد والربوة للإستطلاع عن أحوال المدينة لأنها تساعدهم علي كشف الطريق من مسافة كبيرة.

ومن أهم الأماكن التي مررنا بها ضمن الجولة هي مدينة أثرية بقلب الصحراء، وهي عبارة عن مكان كبير يضم الكثير من البيوت، بالإضافة إلي الممرات الكثيرة، وبحسب ما قال "عبدالمنعم" أن هذه القرية تعد الأولي من حيث استقبالها للقبائل الإسلامية بالواحات في عام 50 هجرياً، وتضم هذه المدينة أحد مداخل مدينة "القصر الإسلامية القديمة" لذا سميت بذلك الإسم، أما عن القرية فنجد في المدخل بقايا مسجد من القرن الأول الهجري، بالإضافة إلي وجود مأذنة باقية من مسجدٍ آخر تتكون من ثلاثة طوابق يصل إرتقاعها إلي 21 متر، كما يوجد بالقرية عدة مساجد أخري تعود إلي العصر العثماني والمملوكي، منها مسجد "نصر الدين".

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل