المحتوى الرئيسى

العالم على شفير الحرب.. وعيونه تتجه لأقصى الشرق

04/15 14:55

السيناريوهات: استبعاد النووي وانقسام العالم معسكرين ومصير القذافي ينتظر يونج

إجلاء الآلاف من العاصمة الكورية والمقاتلون الصينيون ينتظرون وحاملة الطائرات تستعد

كل عيون العالم تتجه اليوم إلى أقصى الشرق، إلى كوريا الشمالية ليس بسبب احتفال حاكمها ذي المواقف والتصريحات النارية بعيد ميلاد جده ومرور 150 عامًا على الحدث، فيما يعرف بيوم الشمس، إنما لأن هذه النقطة على الكوكب قد تشهد اندلاع حرب عالمية ثالثة، بينما تتنظر حاملة طائرات أمريكية من أعلى مستوى فوق مياه المحيط الهادئ، وتترقب أي تجربة صاروخية أو نووية جديدة لبيونجي يانج تتحدى من خلالها واشنطن، فيرد الرئيس دونالد ترامب من مكتبه البيضاوي بواشنطن، وتبدأ مرحلة سوداء جديدة في تاريخ البشرية.

العد التنازلي للحدث المرتقب مستمر منذ أيام، في ظل حرب التصريحات والتهديدات من الجانبين الأمريكي والكوري الشمالي، بيونج يانج تعلن نيتها استهداف مواقع للولايات المتحدة والأخرى تهدد هي الأخرى بضربات استباقية، ووصل الأمر بالمحللين والخبراء إلى وصف الطائرات التي قصفت قاعدة الشعيرات في حمص السورية، بأنها "ضلت طريقها"، وأن هدفها الأصلي كان الدولة التي تقع في أقصي شرق العالم، كوريا الشمالية.

اليوم السبت بداية الأسبوع كان أيضًا بداية إجراءات ما قبل الكارثة؛ الرئيس الكوري كيم يونج أون أصدر أوامره بإخلاء فوري للعاصمة؛ استعدادًا وتحسبًا للضربة القادمة من واشنطن، بينما يشاهد المواطنون القريبون من المحيط "كارلى فينسن" حاملة الطائرات التي تمثل لهم وحشًا بحريًا يرصد أي تجربة صاروخية أو نووية جديدة تجريها بيونج يانج، فتتعامل على الفور بموجب التعليمات الصادرة إليها من قيادة البحرية الامريكية، التي قد لا تختلف بل تكون أشد إيلاما مما حدث لدمشق.

لم تكن حمص السورية هي رسالة ترامب الأولى ليونج، حيث استهدف الجيش الأمريكي بإسقاط أكبر سلاح غير نووي، منطقة في الشرق الأفغاني مليئة بالكهوف والتلال التي تستخدمها عصابات داعش الارهابية، تدعى منطقة أشين؛ حيث ألقت الطائرات قنبلة "جي بي بيو 43"، التي يلقبها البنتاجون بأم جميع القنابل، ويزيد وزنها على 10 أطنان، مسفرة عن مقتل العشرات.

العديد من دول أوروبا دعت كعادتها في كل الحروب إلى ضبط النفس والتزام الهدوء وعدم الانجرار إلى اقتتال لا تحمد عقباه، التصريحات التي خرجت من عواصم كثيرة بالقارة كانت واضحة "لا مزيد من الأعمال الطائشة، لا مزيد من استعراض العضلات".

إجلاء آلاف الكوريين من العاصمة

صحيفة روسية هي برافدا كشفت بالأرقام حالة الهلع في كوريا، أكثر من 6 آلاف شخص تم إجلاؤهم من العاصمة على وجه السرعة، أيدين ميختييف، خبير عسكري، قال للصحيفة "الوضع يمكن أن يتفاقم اليوم السبت، عندما ستقوم كوريا الشمالية بإجراء تجربة إطلاق صاروخ باليستي عابر للقارات".

ريتشارد فيتس، خبير عسكري أمريكي، أكد أن "استخدام (أم القنابل) هو بمثابة رسالة إلى كوريا الشمالية فحواها أن منصاتها الصاروخية والمدفعية المخبأة تحت الأرض يمكن أن يتم تدميرها قبل أن تتمكن من تدمير العاصمة الكورية الجنوبية سيئول".

كوريا: لن نقف مكتوفي الأيدي

ووسط التهديد الأمريكي وسيف ترامب المسلط على رقبة بيونج يانج كان للأخيرة أيضًا أوراقها التي تلعب بها، وتعلن لواشنطن عبرها أنها غير خائفة بل ستبادر بالهجوم، هان سونج نائب وزير الخارجية الكوري قال إن "الأمور وصلت إلى طريق مسدود، وبيونج يانج لا تنوي الوقوف مكتوفة الأيدي في انتظار ضربة استباقية".

حديث سونج الواثق تزامن مع كشف معهد "نورث 388" المتخصص في الأبحاث حول كوريا الشمالية عن التقاط صور بالأقمار الصناعية تظهر استعداد موقع بونجييري الكوري بشمال البلاد لإجراء تجربة جديدة، وأن بيونج يانج "وضعت على ما يبدو قنبلة نووية في نفق".

ودخل على خط التهديد تشوي ريونج، عضو مجلس الدفاع الكوري الشمالي، محذرا في تصريحات لوكالة الأنباء اليابانية "في حال بدأت أمريكا بالاستفزازات، سنرد فورًا بهجوم مدمر، بحرب شاملة، حرب نووية ـ ضربة نووية". وتابع قائلا "الأسلحة النووية العادلة ستسحق أمريكا".

وجاءت تصريحات ريونج خلال عرض عسكري ضخم أقيم اليوم بمناسبة يوم الشمس، الذي احتشدت خلاله وحدات عسكرية، واصطف فيه آلاف الجنود بحضور كيم يونج، كما عرض التليفزيون الحكومي لأول مرة مشاهد لصواريخ من طراز بوكوك سونج 2 الباليستية التي تطلق من غواصات.

250 ألف مقاتل صيني على الحدود

الصين جارة كوريا الشمالية استعدت هي الآخر للحرب المرتقبة، ووفقا لتقارير واردة من بكين فإن الكثير من الجنود والأطباء الصينيين اتجهوا للحدود مع كوريا الشمالية، الذين وصل عددهم إلى 250 ألف مقاتل، تحسبًا لتدفق اللاجئين من الشطر الكوري الشمالي.

ماذا إذن لو تحقق السيناريو المرعب واندلعت الحرب، سيناريوهات عديدة وضعها الخبراء والمراقبون لتفاصيل ما بعد الضربات الأولى سواء من بيونج يانج أو واشنطن:

دائمًا ما كان هناك رعب لدى الدول في استخدام مخزونها من القنابل الذرية أو الصواريخ التي تحمل رؤوسًا نووية، مع الأخذ في الاعتبار أن الدولة المستهدفة لديها نفس السلاح، لهذا يرى مراقبون لشبكة سي إن إن الإخبارية، إن هذا السيناريو مستبعد الحدوث، لأن "الكل سيخرج خاسرًا وقتها".

ويضيفون أنه في حال حدوث مواجهات عسكرية بين كوريا الشمالية وأمريكا، سينقسم العالم إلى معسكرين أحدهما يساند كوريا الشمالية، أبرزه إيران وروسيا وسوريا والآخر مع واشنطن.

سيناريو آخر أورده موقع "ناشيونال إنتريست" الأمريكي المتخصص في الشؤون الاستخباراتية والعسكرية؛ ألا وهو اغتيال كيم يونج أون زعيم كوريا الشمالية.

ووفقًا للموقع فإنه "عندما تدفقت الصور الأولية لهجوم غاز السارين بحمص السورية إلى غرفة العمليات بالبيت الأبيض، أمر الرئيس ترامب مجلس الأمن القومي بالعودة إليه في اليوم التالي مع بعض الخيارات المحددة، وقام وزير الدفاع ماتيس ومستشار الأمن القومي مكماستر ورئيس الأركان المشتركة جوزيف دونفورد بعدة جولات، أعقبها إطلاق واشنطن 59 صاروخًا من طراز توما هوك على قاعدة جوية لنظام الأسد".

وأضاف، أن "الخيارات الأمريكية تجاه ما تفعله بيونج يانج ستكون غير تقليديه، من إعادة تقديم الأسلحة النووية لكوريا الجنوبية كاستعراض للقوة والردع لاغتيال كيم يونغ أون وكبار قادته".

ولفت إلى أن "الولايات المتحدة اعتادت في فترة من تاريخها، وبالتحديد فترة الحرب الباردة، على إزاحة الداعمين غير الكافيين لأهدافها السياسة أو المتواطئين مع السوفيتيين، وكان هناك محاولا لتصفية كل من الكوبي فيدل كاسترو بكوبا و الكونجولي باتريس لومومبا والدومينيكاني رافائيل تروخيو والجواتيمالي جاكوبو أربينز، جميعهم كانوا على القائمة السوداء لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكي في وقت واحد".

وقال "كان معمر القذافي بليبيا هدفا معتادا بسبب رعايته المزعومة للإرهاب الدولي. وفي عام 1986، أعطى الرئيس دونالد ريجان الإذن بشن ضربة جوية على مجمع مباني القذافي على أمل أن يكون داخلها".

لهذا تجنب رؤساء أمريكا ضرب كوريا

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل