المحتوى الرئيسى

الاحتلال يضيق على مسيحيي القدس وكنائسها

04/14 23:55

يحتفل الفلسطينيون بعيد الفصح غدا الأحد وسط إجراءات أمنية مشددة للاحتلال الإسرائيلي الذي استنفر قواته العسكرية والشرطية إلى القدس المحتلة، ويتزامن ذلك مع حلول "الفصح العبري"، حيث سخرت القوات الخاصة لتأمين وصول اليهود إلى ساحة البراق لاقتحام المسجد الأقصى وإقامة الشعائر التلمودية والتوراتية.

وبالمقابل ومع انطلاق الاحتفالات بالأعياد المجيدة وبدء مراسيم "أحد الشعانين" تفرض قوات الاحتلال القيود على المسيحيين المقدسيين ومن فلسطينيي 48 وتتذرع "بالأمن والأمان" لحماية وفود الحجيج، وقامت بنصب الحواجز العسكرية خلال فترة أيام عيد "أسبوع الآلام" لمنع وصول المحتفلين للمقدسات والكنائس لإقامة الشعائر الدينية والاحتفاء بالفصح التي ستتواصل حتى الأسبوع القادم وتنتهي بـ"عيد القيامة".

ودعا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس المطران عطا الله حنا الفلسطينيين بمختلف طوائفهم للتوافد إلى القدس المحتلة خلال فترة الأعياد المسيحية والتواصل والرباط في المقدسات العربية والإسلامية وإقامة الشعائر الدينية والصلوات في الكنائس والمسجد الأقصى بالذات في هذه الفترة التي تسعى سلطات الاحتلال للتفرد بالبلدة القديمة والمقدسات وتحويلها لثكنات عسكرية بنشر الحواجز الشرطية والتشديد بالإجراءات التعسفية لمنع الفلسطينيين من التواصل مع مقدساتهم والاحتفال بالأعياد والمنسابات الدينية.

ويرى المطران حنا -في حديثه للجزيرة نت- أن الانتشار الأمني لقوات الاحتلال بالبلدة القديمة خلال أسبوع الأعياد الفصحية والتضييق على المقدسات والكنائس والمساجد "يندرج ضمن الاستهداف الإسرائيلي للوجود العربي الفلسطيني بالقدس سواء كان إسلاميا أو مسيحيا، إذ إن ممارسات الاحتلال العنصرية الظالمة لا تميز بين كنيسة القيامة والمسجد الأقصى".

وأكد حنا أن القدس بكنائسها ومساجدها ومقدساتها ومعالمها العربية والإسلامية كما الشعب الفلسطيني تعاني منذ النكبة وحتى الآن من مخططات وممارسات الاحتلال التي تستهدف الوجود العربي والإسلامي، وذلك بمسعى لفرض واقع تهويدي استيطاني على المدينة المقدسة، الأمر الذي يرفضه كل فلسطيني ويصر على حقه الوطني والديني بالتواصل مع المقدسات المسيحية والإسلامية.

واستبعد المطران إمكانية تغيير هذه الممارسات القمعية غير الإنسانية وغير الحضارية التي يتعرض لها المقدسيون من قبل إسرائيل، لافتا إلى أن هذه الإجراءات والاعتداءات تنم عن العقلية المتجذرة لدى الاحتلال بعزل المسيحي عن الكنائس وإبعاد المسلم عن الحرم القدسي الشريف، مؤكدا أن ردع ممارسات الاحتلال ولجم مخططاته يكون من خلال تغيير الواقع العربي والفلسطيني "المأسوي" واستعادة البوصلة وتوجيهها لنصرة القدس وفلسطين.

من جانبه، استنكر المتحدث باسم بطريركية الروم الأرثوذكس بالقدس المحتلة الأب عيسى مصلح الإجراءات التعسفية لقوات الاحتلال، واستهجن توظيف مصطلح "الأمن والأمان" من قبل إسرائيل التي تتمادى بنصب حواجز شرطية مهمتها تفتيش وعرقة وصول المحتفلين بالأعياد إلى الكنائس.

وتساءل مصلح -في حديثه للجزيرة نت- عن "أي خطر أمني يشكل من يقوم بالعبادة وبواجبه الديني ويصلي بكنيسة القيامة والمسجد الأقصى لخالق الكون؟"، قائلا إن الفلسطيني المسيحي والمسلم بالقدس المحتلة ضحية ويعاني من إرهاب المستوطنين وعصابات "تدفيع الثمن" المدعومة من دولة الاحتلال التي تمادت باستهداف وتدنيس المقدسات.

وأبدى الأب مصلح خشيته من سلب هذه العراقيل والممارسات القمعية فرحة العائلات والأطفال بالأعياد والحرمان من الحق بالعبادة، مؤكدا رفض جميع الكنائس للحواجز العسكرية وللإجراءات الاحتلالية، والإصرار على التوافد بالحشود والحجيج للكنائس.

واعتبر منع المسيحيين والمسلمين من الصلاة والعبادة والتواصل مع مقدساتهم بالقدس ظاهرة خطيرة، وتندرج ضمن مخططات الاحتلال لفرض الوصاية الإسرائيلية على الكنائس، مؤكدا الرفض والتصدي لهذه المؤامرات والتمسك ودعم السيادة الأردنية الفلسطينية للمقدسات، داعيا المجتمع الدولي والعالم العربي والإسلامي إلى العمل بجدية والتصدي للسياسات الاحتلالية والانتصار للقدس ومقدساتها المسيحية والإسلامية.

بدوره، يرى الأمين العام للتجمع الوطني المسيحي بالأراضي المقدسة ديمتري دلياني أن المؤسسة الإسرائيلية تسعى من خلال عرقلة ومنع احتفال المسيحين والمسلمين بالأعياد إلى فرض واقع تهويدي استيطاني بالقدس المحتلة وتغييب وطمس المعالم والمقدسات المسيحية والإسلامية.

وأوضح دلياني للجزيرة نت أن ممارسات الاحتلال تهدف إلى حجب المسيحيين عن الكنائس وسلخ الأقصى عن المسلمين، إذ تمنع دولة الاحتلال الفلسطينيين والمسيحيين من الضفة الغربية وقطاع غزة القدوم للقدس حتى خلال الأعياد المجيدة، وتعيق توافد الحجيج والعائلات وتمنع الوصول إلى الكنائس التي تتحول لثكنة عسكرية.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل