المحتوى الرئيسى

الفلاح الفصيح.. أصله فيومى من «غيط الملح»

04/14 20:03

الفلاح الفصيح أول من عرفنا فى التاريخ أنه تقدم بشكوى كانت فى عصر الانتقال الأول فى التاريخ الفرعونى قبل 4200 سنة.. كان فى الأصل «فيومى». 

والقصة كما ترويها كتب التاريخ ان فلاحا يدعى «خوان انبو» من بلدة تسمى «غيط الملح» من نواحى الفيوم خرج من قريته يحمل أعشابا وجلودا وأحجارا شبه كريمة على حمير ليتاجر فيها بمدينة أهناسيا العاصمة فى ذلك العهد وفى الطريق مر على قرية تسمى «برفيفى» كان يتولى امرها موظف ظالم يدعى «تحوتى نخت» كان يعمل تحت إمرة رئيس نظارة الخاصة الملكية يدعى «رنسى بن مرو» وطمع «تحوتى نخت» فى تجارة القروى وأراد ان يكون له نصيب, وتفتق ذهنه عن حيلة خبيثة، فاعترضه على طريق زراعى ضيق كان لا بد أن يمر عليه وقام بتغطية هذا الممر الضيق بقماش يغطيه بالعرض ولما اراد الفلاح المرور بحميره منعه من المرور خشية أن يتلف القماش فاعتذر الفلاح وابتعد عن القماش وسار بالقرب من الزراعة فنهره مرة أخرى وفجأة قضم أحد حمير القروى سنابل القمح, فاعتبرها «تحوتى نخت» فرصته وأصر على ان يقبض على الحمار فاحتج الفلاح وهدد بإبلاغ الأمر إلى ناظر الخاصة الملكية. فغضب «تحوتى نخت» وأخذته العزة بالإثم واستولى علي بضاعة الرجل وحميره كلها وعلا صراخ الفلاح ونهره «تحوتي نخت» فى صفاقة قائلا له: «لا ترفع صوتك يا فلاح, انت قريب من بلد رب السكون» وكان رب السكون هو المعبود اوزيريس ويبدو انه كان له ضريح قريب من هذه القرية.. ولكن الفلاح لم يهتم وقال بلهجته الريفية «تضربني وتنهب متاعي وتوقف الشكوى علي لساني, يا رب السكون اديني اذن حاجتي حتي ابطل الصراخ الذي يغضبك».

وتروى القصة أن الفلاح استمر عشرة أيام علي هذا الحال يشكو حينا ويسترحم حينا دون جدوي فاتخذ سبيله الى العاصمة اهناسيا ليتقدم بشكوى الي ناظر الخاصة الملكية «رنسي بن مرو» وقابله احد اتباعه واستمع لشكواه ونقلها إلي الخاصة الملكية مهونا له الأمر وانحاز إلي زميله «تحوتى نخت» وشكك في صحة شكواه وعز عليه ان يعاقب من أجل فلاح, ولكن الفلاح لم ييأس واستعطف ناظر الخاصة الملكية وكان من بين ما قاله «أقم العدل أمدحك ويمدحك المادحون.. أزل معاناتى فقد ثقلت واحمني فقد ضعت» واعجب ناظر الخاصة بالفلاح وأسرع به الي الفرعون وقص عليه قصته فرد الفرعون عليه بقول «استحلفك بحق ما تحب أن تراني فيه, ان تؤخره هاهنا ولا تعقب علي شيء يقوله, عساه ان يواصل الحديث, ثم يؤتي إلينا بحديثه مكتوبا فنسمعه, بشرط ان تتكفل برزق زوجته وعياله, فالقروي من هؤلاء القرويين يأتينا عادة بعد املاق وعليك ان تتكفل بمعاشه بشرط ان تصرف له رزقه دون ان تشعره بأنك انت معطيه».

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل