بالصور| حكاية أم تحمي ابنتيها من التطرف بـ«البالونات» و«أعياد الميلاد»

بأبسط الأفكار والإمكانيات، يستطع الآباء غرس قيم إيجابية في الأطفال منذ الصغر، وهذا ما قامت به هبه عبد الحميد، ذات الـ32 من عمرها، حاصلة على ليسانس آثار جامعة القاهرة، وهي أم لاثنين (جويرية 7 سنوات، وحمزة 5 سنوات). عندما بلغت ابنتها السابعة فكرت في إقامة عيد ميلاد لها ولكن بشكل مختلف عن المعتاد؛ فكرت «هبه» في تحويل فكرة حفلة عيد الميلاد التقليدية إلى «حفلة صلاة»؛ حيث تبدأ حديثها قائلة: «لازم نعلم الأطفال من صغرهم ونعرفهم الدين الصح علشان نحارب الإرهاب والفكر المتطرف بخطوات إيجابية تعلم في ذاكرة الطفل. الأطفال بيحبوا فكرة الاحتفالات عامة، وخاصة عيد الميلاد؛ علشان كده فكرت أعمل ليها حفلة ترتبط بعبادة؛ فكانت الصلاة أقرب لسنها».

فأخذت «هبة» - عازمة على نجاح فكرة حفلتها وتعميمها لتحقيق أكبر استفادة ممكنة - في تهيئة مناخ ملائم لفكرة الحفلة؛ فاختارت بعناية الزي الخاص بابنتها حتى يتلاءم مع فكرة «حفلة الصلاة» وكانت عباءة سوداء بحجابها وزينت رأسها بطوق من الزهور البيضاء، حتى شكل قوالب الحلوى والتورتة جعلته يناسب أكثر فكرة الاحتفال، وتشرح «هبة»: «لما بنتي وصلت لـ7 سنين؛ عملت الحفلة بره البيت واختارت (حديقة الطفل)، ورسمت شكل التورتة في دماغي واختارت الكلمة المناسبة اللي تتكتب على التورتة وكانت (جويرية 7 سنين.. والصلاة عماد الدين)، وروحت لمحل حلواني شرحتهاله وصممها زي ما كنت عايزاها». 

وتابعت «هبة»: «لبست بنتي عباية وتاج من الورد في أول الحفلة، وبعد تقطيع التورتة والكلمة اللي قولناها عن الصلاة غيرت هدومها ولبست تيشيرت وبنطلون عادي علشان تكمل الحفلة وتتصور مع أصحابها، ولما أذِن المغرب صلينا في مسجد الحديقة جماعة ومعانا البنات كلها علشان نعرفهم الصلاة الصح إزاي ويشوفونا واحنا بنصلي ويتعودوا عليها».

وتستعرض «هبة» يوم الحفل وتضحك راضية عن ما حققته فكرة الحفل من نجاح، وتضيف: «الهدف الرئيسي من الفكرة هو تشجيع الطفل على أداء الصلاة وحثه بطريقة تتناسب مع سنه وأفكاره في المرحلة دي؛ واستندت في ده لأمر النبي محمد صلى الله عليه وسلم لما حث على الصلاة في سن السبع، فلما بنتي تمت السبع سنين عملت ليها الاحتفال ده وجمعنا أصحابها وكلمناهم كلمة مبسطة عن الصلاة وأهميتها وراعينا إن الكلمة تتناسب مع سنهم، وبعدين لعبوا واتبسطوا واتصوروا واحتفلوا».