الصمت الدولي والفقر والظلم والجهل.. أسباب التفجيرات في أعين نواب الإسكندرية - إسكندراني

أثار حادثي تفجير كنيستي مارجرجس بالغربية، والمرقسية بالإسكندرية، حالة من السخط، بين عدد من أعضاء مجلس النواب بالإسكندرية، وما اعتبروه تقصيرًا في حماية المواطنين.

فالناب البرلماني، ليس مجرد منصبًا يتبوأه الفائز لذاته، أو للشجب وتناحر الحناجر، بل لاتخاذ موقف حاسم وحماية حق الوطن والمواطن، وعن صوت الشعب ماذا قدم نواب البرلمان لمن يمثلونهم تحت القبة وما أسباب انتشار الإرهاب.

هيثم الحريري، عضو مجلس النواب عن دائرة محرم بك، يطالب باستدعاء وزير الداخلية ومحاسبته عن التقصير الأمني في حماية ضحايا التفجيرات، وذلك من خلال البيان الذي قدمه قبل أيام إلى مجلس النواب، والذي يستند إلى حكم المادة 134 من الدستور، موجهًا إلى رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية.

وناشد نائب الشعب، كافة النواب لاتخاذ إجراءات صارمة تجاه كافة المقصرين، لوقف سقوط المزيد من الشهداء الأبرياء، معتبرًا أن الجميع مقصر عما حدث، وما سيحدث في المستقبل.

وقال الحريري في طلبه إنه لم يعد من المقبول أن يكتفي المجلس بإدانة الإرهاب والإرهابيين ولا الوقوف حدادًا على أرواح الشهداء الطاهرة، مضيفًا أن الإرهاب ينمو على عوامل ثلاث هي الظلم والفقر والجهل، ولم تتخذ مع ذلك خطوات جادة للقضاء عليه من جذوره.

الظلم في السجون والأقسام يعد بؤرة خصبة لتنامي الإرهاب – حسب الحريري- فيستخدم الإرهابيون الفقراء والجهال من المواطنين لتنفيذ تلك العمليات، محملًا المسؤولية أيضًا إلى بعض الشيوخ الذين مازالوا يؤججون نار الفتنة والطائفية، فضلًا عن بعض المناهج الدينية.

“المشهد الأصعب الذي يمكن أن يمر على إنسان أن يرى جثامين مواطنين لا ذنب لهم إلا أنهم كانوا ذاهبين للصلاة، ولكن ساقتهم الأقدار إلى العبور أمام الكنيسة لحظة الانفجار، أو ضباط ومجندين كانوا يؤدون واجبهم”.. هذا ما ترسخ في ذهن مي محمود، عضو مجلس النواب عن حزب المصريين الأحرار.

وعبرت النائبة مي لـ”ولاد البلد” عن شدة استيائها لما شهدته محافظتي الإسكندرية والغربية من أحداث تفجير، معتبرة أن الخطورة تتمثل في تحول الإرهاب من عمليات نسمع عنها إلى عمليات تفجيرية تعتمد على انتحاريين، وذلك يشكل تحدٍ جديد للشرطة، وضرورة التصدي لمثل تلك الأفعال.

وأضافت البرلمانية أن الانفجار الذي وقع يوم الأحد الماضي، والذي يتزامن مع احتفالات المسيحيين بعيد القيامة، يعيدنا إلى الأحداث التي شهدها صعيد مصر في فترة التسعينيات، من عمليات إرهابية تصدت لها الشرطة، مشددة على ضرورة ألا تقل همتها في مواجهته اليوم عما سبق.

وتابعت محمود “لكن حتى يحدث هذا يسقط شهداء كل يوم من أبناء مصر، وعلينا أن نتمسك جميعًا بالتوحد والتماسك لمواجهة الإرهاب الذي يحاول أن يضرب مصر من كل النواحي، سواء كانت أمنية أو اقتصادية”.

وأيدت البرلمانية قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي، بفرض حالة الطوارئ لمدة ثلاثة أشهر قادمة، معتبرة أنها فرصة سانحة لجهاز الشرطة للتصدي لمثل تلك العمليات قبل تنفيذها، وأضافت عليه ضرورة تشديد التواجد الأمني في أماكن تجمع المواطنين بكافة المنشآت الحيوية، حرصًا على حياتهم، ولأن الإرهاب لا يفرق بين مسلم ومسيحي.

وناشدت النائبة مي الدول العربية ضرورة تغيير الخطاب الديني، لمواجهة “الفك المتطرف” على حد وصفها للإرهاب، موضحة أن البرلمان ناقش أمس الأربعاء القضية بالكامل، والتي عُرضت على اللجنة والجلسة العامتين، وهو ما تم بناءً عليه الموافقة على إقرار حالة الطوارئ.

وشاركت النائب إلهام المنشاوي، عضو مجلس النواب عن دائرة الرمل، في الاجتماع المشترك للجان الشؤون العربية والدفاع والأمن القومي والإفريقية والخارجية بمجلس النواب، أمس الأربعاء بحضور السفير سامح شكري، وزير الخارجية.

ووصفت النائبة إلهام المنشاوي، عضو مجلس النواب عن دائرة الرمل، حادثي الإسكندرية والغربية بـ”الجريمة غير الإنسانية”، والتي لن تزيد مصر سوى القوة التي تتمكن بها من القضاء على ظاهرة الإرهاب واقتلاعه من جذوره، ويساهم في ذلك التعاون الدولي.