المحتوى الرئيسى

غارات أقل وتقدم بطيء وأسلحة خفيفة.. استراتيجية عراقية جديدة في الموصل

04/14 11:34

تقدمت القوات العراقية، خلال الأيام القليلة الماضية، بشكل طفيف في معارك الجانب الغربي لمدينة الموصل (425 كم شمال العاصمة بغداد) عبر تحرير ثلاثة أحياء هي المغرب واليرموك والمطاحن، فيما لا تزال المنطقة الأصعب، وهي الموصل القديمة، تحت سيطرة مسلحي تنظيم الدولة الاسلامية “داعش”، رغم مضي أكثر من أسبوعين على تطويقها.

ما يحدث، وفق نائب برلماني وخبير عسكري، هو تطبيق لـ”استراتيجية جديدة صعبة وعقدة” تقوم على تقليص الغارات الجوية، والتقدم ببطء داخل الأحياء السكنية، واستخدام الأسلحة الخفيفة، تجنبا لمقتل مدنيين وتدمير البنى التحتية، لاسيما في أعقاب مجزرة حي “الموصل الجديدة”، لكن تنظيم الدولة “داعش” نجح في الاستفادة من تغيير استرتيجية القتال، عبر استهداف القوات بالقناصة والقصف الصاروخي.

ولا تزال القوات العراقية، بإسناد من التحالف الدولي، بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، تقاتل منذ 19 فبراير/ شباط الماضي، لاستعادة الجانب الغربي من الموصل، مركز محافظة نينوى، بعد أن أكملت، في 24 يناير/ كانون ثان الماضي، استعادة جانبها الشرقي، ضمن عملية بدأت في 17 أكتوبر/ تشرين أول الماضي.

“الاستراتيجية الجديدة، التي تعتمدها القوات العراقية، خصوصا عناصر مكافحة الإرهاب (قوات النخبة)، هي التقدم البطيء داخل أحياء وسط الجانب الغربي للمدينة، والقتال بالأسلحة الخفيفة؛ تجنبا لسقوط ضحايا بين المدنيين، بحسب علي المتيوني، عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي.

المتيوني مضى موضحا، في تصريحات للأناضول، أن “القوات العراقية اعتمدت هذه الاستراتيجية الجديدة للتقدم في أحياء الجانب الغربي للمدينة، بعد مقتل مدنيين في حي الموصل الجديدة” غربي المدينة، التي يقطنها نحو 1.5 مليون نسمة، أغلبهم من السُنة، من أصل أكثر من 38 مليون نسمة.

ولا يزال الغموض يحيط بمقتل عشرات المدنيين داخل منازلهم في هذه الحي، يوم 17 مارس/ آذار الماضي، حيث أعلن التحالف الدولي أنه شن غارة جوية في هذا الحي واليوم نفسه بطلب من الحكومة العراقية، وهو ما نفته بغداد، متهمة تنظيم الدولة “داعش” في الوقت ذاته بتنفيذ تفجير تسبب في هذه “المجزرة”.

وأضاف النائب العراقي أن “القوات العراقية تستخدم حاليا الأسلحة الخفيفة، خلال التغلغل داخل الأحياء السكنية؛ لحماية المدنيين والبنى التحتية.. وقد حققت الاستراتجية الجديدة أهدافها خلال الأيام الماضية”.

ورجح المتيوني أن “معارك الجانب الغربي للموصل قد تنتهي خلال أسابيع.. التقدم الحاصل وإن كان بطئيا فهو مرضٍ، وستتمكن القوات العراقية من حسم المعارك في الجانب الغربي خلال فترة لا تتجاوز أسابيع″.

والجانب الغربي من الموصل أصغر من جانبها الشرقي مساحةً، حيث يبلغ 40% من إجمالي مساحة المدينة، لكن كثافته السكانية أكبر، إذ تقدر منظمة الأمم المتحدة عدد قاطنيه بنحو 800 ألف نسمة، نزح منهم 285 ألف، وفق ما أعلنته المنظمة الدولية، الثلاثاء الماضي.

و”في محاولة لإبطاء تقدم القوات المهاجمة في أكبر وآخر معقل له في العراق، يستخدم “داعش” أساليب عديدة، أبرزها القناصين والقصف الصاروخي والانتحاريين بسيارات مفخخة، خصوصا بعد تقليص استخدام القصف الجوي من قبل طيران التحالف الدولي والطيران العراقي”، وفق خليل النعيمي، وهو ضابط برتبة عقيد متقاعد من الجيش العراقي.

النعيمي زاد بأنه “على مدى الأيام الماضية نجح داعش في الاستفادة من التغيير الذي طرأ على معارك الجانب الغربي للموصل، فمحور الشرطة الاتحادية متوقف تماما، ومحور قيادة الفرقة التاسعة من الجيش شبه متوقف، باستثناء محور قوات مكافحة الإرهاب، التي تعتمد على قتال الشوارع لشق طريقها، وهي استراتجية صعبة ومعقدة”.

وتابع موضحا أن “داعش بدأ بالاعتماد كليا في المعارك على القناصين والقصف الصاروخي لمواقع تجمع القوات العراقية، فالتنظيم يمتلك عددا غير قليل من القناصين الأجانب، والقضاء عليهم، ضمن الاستراتيجية الجديدة التي قلصت القصف الجوي، يأخذ وقتا أطول”.

ولا تزال القوات العراقية منذ أكثر من أسبوعين تحاصر منطقة الموصل القديمة، وسط الجانب الغربي، وهي تضم أحياء عديدة كثافتها السكانية مرتفعة وشوارعها ضيقة ومتشعبة لا تستيطع العربات العسكرية دخولها؛ ما يجعل الجنود مكشوفين أمام قناصة “داعش”.

وعلى خلاف معارك الجانب الغربي للموصل، يستعد “الحشد الشعبي” (قوات شيعية موالية لحكومة حيدر العبادي) لشن هجوم واسع باستخدام مختلف الأسلحة، وبإسناد من الطيران العراقي؛ لاقتحام قضاء تلعفر على بعد 60 كيلومترا غرب مدينة الموصل، التي يسيطر عليها “داعش” منذ يونيو/ حزيران 2014.

وقال كمال السعدي، وهو قيادي في “الحشد الشعبي”، للأناضول، إن “قضاء تعلفر يختلف تماما عن أحياء الجانب الغربي للموصل.. توجد مساحات مفتوحة داخل القضاء، وعدد المدنيين فيه قليل، ومواقع تنظيم داعش مُشخصة (تم تحديدها) من قبلنا، لكن في الوقت نفسه نتوقع معارك شرسة”.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل