المحتوى الرئيسى

الرئيس الأسبق لـ«المصلحة»: لنا دور فى الكشف عن ملابسات حادثى كنيستى «طنطا والإسكندرية»

04/14 10:07

قال الدكتور أيمن فودة، رئيس مصلحة الطب الشرعى، إن للطب الشرعى دوراً كبيراً فى الحادثين الإرهابيين اللذين استهدفا كنيستى طنطا والإسكندرية، موضحاً أن هذا الدور يتعلق بالأدلة الفنية الخاصة بتشريح جثامين الشهداء، وإثباتها، ووصف نوعية الإصابات بها، وسببها، حتى يمكن الكشف عن ملابسات هاتين الجريمتين.

«فودة»: الطب الشرعى لا يعرف «الرمادى».. وعملنا مثل القاضى على المنصة

وأضاف «فودة» فى حوار لـ«الوطن» أن قطاع الطب الشرعى تعرض لحملة تشويه بعد ثورة 25 يناير، وعلى مدار الـ6 أعوام الماضية، مثل كل مؤسسات الدولة الأخرى، مشيراً إلى أن الطب الشرعى ليس «محامى القتلى» فقط، كما يسميه البعض، بل هو «محامى الأحياء» أيضاً.. وإلى نص الحوار:

■ ما دور «الطب الشرعى» فى حادثى تفجير كنيستى طنطا والإسكندرية؟

- للطب الشرعى دور كبير فى الحادثين، يتعلق بالأدلة الفنية الخاصة بتشريح جثامين المتوفين، وإثباتها، ووصف نوعية الإصابات بها، وسببها، ومن ثم تقديم تقارير بذلك إلى جهات التحقيق، لضمها مع الأدلة الأخرى، حتى يمكن الكشف عن ملابسات هذه الجرائم.

■ تعامل الطب الشرعى مع الضحايا وبيان سبب وفاتهم جعل البعض يطلق عليه «محامى القتلى».. فما تعليقك؟

- هذا اللقب شرف كبير لنا، ولكنه وصف محدود، حيث إن الطب الشرعى يأتى بحقوق الأموات والأحياء معاً، فبالنسبة للقتلى يتم تشريح الجثمان وتحديد سبب الوفاة، سواء كانت وفاة طبيعية أو جنائية، وبذلك يكون على الشرطة أن تلقى القبض على القاتل، وهنا يسهم الطب الشرعى فى أخذ حق القتيل.

القطاع تعرض لحملة تشويه بعد «25 يناير» لمدة 6 سنوات مثل كل مؤسسات الدولة

■ وماذا عن تعاملكم مع الأحياء؟

- كما قلت، فإن الطب الشرعى لا يتعامل فقط مع القتلى، بل به أقسام أخرى كثيرة تهم الأحياء أيضاً، وأتذكر من 20 عاماً ووقتها كنت طبيباً شرعياً فى المنصورة، وطلبت النيابة تشريح جثمان فتاة لبيان سبب الوفاة، وجاء فى مذكرة النيابة أن المجنى عليها تقيم مع والدها بمفردهما، ووالدها اعترف بقتلها لأنها تعانى من مرض عقلى، وخشى أن تجلب له العار عن طريق «خلع ملابسها» فى الشارع مثلاً، أو أن يقوم أحد الذئاب البشرية بإقامه علاقة غير شرعية معها نظراً لغياب عقلها، بالإضافة إلى وجودها فى المنزل طوال اليوم بمفردها، بينما هو فى عمله. وبعد تشريح الجثمان تبين وجود ورم سرطانى كبير داخل جمجمة الفتاة، كان هو سبب وفاتها، وأخلت النيابة العامة سبيل والدها، وتبين أنه اعترف بسبب الضغط عليه وتعرضه للتعذيب داخل قسم الشرطة، كما تحضرنى الآن واقعة أخرى حدثت منذ 3 أعوام فى منطقة إمبابة، حيث اتُهم تاجر بقتل شخصين والشروع فى قتل 3 آخرين بسلاح نارى خلال مشاجرة دامية وقعت فى الشارع على رؤوس الأشهاد وبشهادة 28 شخصاً من الحاضرين، وتم حبس المتهم على ذمة القضية، وبعرض الجثتين على الطب الشرعى تبين أن الطلقات اخترقت المجنى عليهما من أعلى إلى أسفل ومن مسافة تبعد أكثر من 100 متر، وتم إخلاء سبيل المتهم، وهنا كان الطب الشرعى محامياً للأحياء أيضاً، وليس الأموات فقط، أو بمعنى أدق محامى الإنسانية

■ لماذا يتم الهجوم المستمر على المصلحة والتشكيك فى تقاريرها؟

- الطب الشرعى يعتمد فى نظر القضايا التى ترد إليه على «الأبيض أو الأسود» ولا يعرف الرمادى، بمعنى أنه مثل القاضى على المنصة، وكل القضايا التى بها طرفان لا بد أن يخرج طرف منهما غير راض بالحكم أو بالتقرير، ومن هنا يأتى الهجوم والتشكيك.

■ بعد 6 أعوام من الجدل والتشكيك فى التقارير الطبية الصادرة عن ضحايا 25 يناير.. كيف ترى الطب الشرعى الآن؟

- الحقيقة أن الطب الشرعى تعرض خلال الـ6 أعوام الماضية لحملة من التشويه، مثله مثل كل مؤسسات الدولة الأخرى، وهذا شىء طبيعى بعد الثورة التى شهدتها البلاد، ولكن القطاع بخير، وهو فى أفضل وأزهى عصوره، واختيار الدكتور هشام عبدالحميد كبيراً للأطباء الشرعيين كان له الفضل فى التصدى لهذه الحملة الشرسة على المصلحة، لأن «عبدالحميد» طبيب شرعى ممتاز وحاصل على دكتوراه فى الطب الشرعى ودكتوراه فى القانون الجنائى، وله أكثر من 19 مؤلفاً فى المكتبات، بالإضافة إلى كونه لبقاً، وهو ما جعله ينجح فى مهمته بصفته كبيراً للأطباء الشرعيين.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل