المحتوى الرئيسى

بي بي سي: “الفسيخ” الوجبة القاتلة التي يعشقها المصريون

04/13 17:16

محل للفسيخ يعتبر تحذيرات وزارة الصحة دعاية إيجابية

بي بي سي- مريم بيرغر 

في كل عام تصدر وزارة الصحة المصرية تحذيرًا من تناول الفسيخ،  وجبة السمك البوري المملح ذي الرائحة النفاذة والتي يعود تاريخها إلي آلاف السنين. والتي إذا لم يتم إعدادها بشكل صحيح، يمكن أن تؤدي إلي حدوث تسمم أو الموت في حالات نادرة بحسب تحذيرات الوزارة.

في محل “شاهين” أشهر محلات القاهرة المتخصصة في الفسيخ، ثبت أن تحذيرات وزارة الصحة قد تكون نعمة، حيث يقول ضاحكًا صبري شاهين أحد أعضاء العائلة التي تدير المتجر “نحن نعتبر هذه التحذيرات دعاية إيجابية، تزيد من الإقبال على محلنا”.

قبل مائة عام جاء محمد شاهين رب هذه العائلة من المنيا للقاهرة، وبدأ في بيع الفسيخ، وفي عام 1912، أسس محلًا للفسيخ باسمه في منطقة باب الخلق في القاهرة الإسلامية، وكان أول “فسخاني” متخصص في “السمك المخمر” في العاصمة، ومن هنا نمت وتوسعت محلات العائلة، والآن، أصبح المحل الرئيسي والذي تم افتتاحه في عام 1955 في منطقة باب اللوق بوسط القاهرة، يبيع أصناف مختلفة من الأسماك، مثل الكافيار والرنجة والملوحة إضافة إلي الفسيخ.

ويقول صبري شاهين “هناك العديد من المحلات التي تبيع الفسيخ في القاهرة وتحمل اسم “شاهين” لكن اثنين فقط هما التابعين لاسم عائلة شاهين الأصلي، والمحلات الأخري تحاول الاستفادة من شهرة الاسم، وبالتأكيد تشتري الفسيخ من مصادر آخري، ففي عام 1991، العام الأسوأ الذي شهد موت 18 شخصًا نتيجة لأكل الفسيخ، بحسب وزارة الصحة، لم يشتكِ منا أحد سواء الزبائن أو وزارة الصحة”.

ولهذا السبب لا يشترِ عماد اسكندري الفسيخ من أي مكان آخر، ويأتي إلي شاهين مرة بعد مرة من أجل الفسيخ، حتى وهو –مثل كل المصريين- يكرهه بعض الشيء، حيث يعترف اسكندر “لا أحب الفسيخ لكنه أأكله”.

ويشرح اسكندر أن “المصريين لديهم انقسام في الشخصية أمام هذا السمك المملح الذي يقدم مع العيش البلدي وقليل من الزيت والليمون والبصل”، مواصلًا “بعض المصريين لا يأكلون الفسيخ لأنه “مصري”، ويعتبرونه “بلدي” خاص فقط بالطبقات الدٌنيا، إنهم فقط يريدون التصرف مثل الأجانب، لكنهم يستمرون في أكل الفسيخ في كل الأحوال”.

وبالرغم من شهية المصريين للفسيخ، لن تجده أبدًا يقدم في المطاعم، لكن زبائن شاهين يقولون أنهم يأكلونه كجزء من ثقافتهم المصرية، حيث يعود تاريخ الفسيخ إلي العصور الفرعونية، وحتى اليوم، يأكل المصريون الفسيخ عادة خلال أعياد الربيع وشم النسيم.

ورغم أن المصريين من كل الطبقات يتبعون بعض إجراءات التقشف نتيجة للوقت الصعب الذي يعيشه الاقتصاد المصري، وتضاعف أسعار الفسيخ، لا يقلق شاهين على مستقبل تجارته، حيث يقول إن “الزبائن الذين اعتادوا على شراء 3 كيلو فسيخ مثلًا، يشترون الآن كيلو واحد أو اثنين” وفي يناير الماضي بدأ شاهين يبيع الفسيخ مقابل 120 جنيهًا للكليو الواحد، و50 جنيهًا للرنجة.

نرشح لك

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل