المحتوى الرئيسى

نيويورك تايمز: تركيا تقترب من الاستفتاء في أجواء اضطراب وفوضى

04/13 16:50

سلطت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية الضوء على الاضطراب والفوضى في تركيا اللذين خلفتهما حملة التطهير التي مارستها حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان بعد محاولة الانقلاب الفاشلة في يوليو 2016،  مع اقتراب موعد الاستفتاء على تعديل الدستور التركي.

ونقلت الصحيفة واحدة من الأزمات التي تسبب فيها تطهير الحكومة التركية لمعارضيها، مشيرة إلى معلمة تدعى أينور باركن طردت من عملها بين 40 ألف معلم آخرين ضمن تطهير الحكومة لأتباع الداعية الإسلامي فتح جولن الذي تتهمه بتدبير محاولة الانقلاب.

وأشارت الصحيفة إلى أن عشرات الآلاف من الموظفين والعمال الذين طردوا أو علقت مناصبهم تركوا فراغا واسعا، لافتة إلى أن المعارضة تدعي إقدام الحكومة التركية على ملئ تلك الفجوات بموالين لأردوغان من حزب العدالة والتنمية الحاكم، أو أعضاء بجماعات إسلامية أخرى بدلا من أتباع كولن.

وقالت الصحيفة إن باركن لم يتم استبدالها بشكل فوري، ما أدى إلى إجبار الأطفال في المرحلة الثانية من التعليم الابتدائي على الانضمام إلى المرحلة الثالثة مباشرة، ونتيجة لذلك زادت أعداد الأطفال في الفصول 3 مرات عن العدد الطبيعي.

وأوضحت الصحيفة أن هذا مثال واحد فقط على الاضطراب والفوضى الإدارية التي تسبب فيها التطهير الواسع الذي مارسته الحكومة التركية في كل المؤسسات بعد محاولة انقلاب يوليو الماضي، والتي تمثل ستارا خلفيا لاستفتاء دستوري يعقد يوم الأحد المقبل من شأنه توسيع سلطات الرئيس التركي.

وأشارت الصحيفة إلى أن حكومة أردوغان سعت إلى استبعاد أي معارضة متبقية عن طريق استهداف كل شرائح المجتمع، كما استخدمت التطهير كغطاء لحملة قمع ضد جميع أنواع المعارضة، بما في ذلك اليساريون مثل أينور باركن.

وقال موظف تم طرده من عمله في اسطنبول ويدعى سيسجن يوردكول (40 عاما)، لـ"نيويورك تايمز" إن تركيا أصبحت "مثل سجن مفتوح"، موضحا أنه تم طرده لأن ابنته كانت تلقت منحة تعليمية في مدرسة تابعة لمنظمة الداعية التركي فتح الله جولن، الذي تتهمه تركيا بتدبير محاولة الانقلاب ضد أردوغان.

ولفتت الصحيفة إلى أن يوردكول بات اسمه في القائمة السوداء على المستوى القومي، لذلك لم يجرؤ أحد بعد على إعطائه وظيفة جديدة بعد طرده، ومثله مثل آلاف من الموظفين الآخرين الذين تم تطهيرهم من قبل الحكومة التركية، ينفق يرودكول الآن من مدخراته.

وذكرت الصحيفة أن الفراغ الذي تركه أناس مثل باركن ويوردكول أثار تساؤلات بين العديد من الأتراك حول من المسموح لهم أن يملئوا هذا الفراغ، وأي الفصائل استفادت من هذا التطهير، إذا كان أيهم استفاد على الإطلاق.

وأضافت الصحيفة أنه بينما يجادل حلفاء أردوغان بأن عددا كبيرا من المجموعات ملأت ذلك الفراغ، فإن البعض يدعون أن تلك الفجوات تم سدها بشكل كبير بأعضاء من جماعات إسلامية أخرى، أو موالين لحزب العدالة والتنمية الحاكم.

ونقلت الصحيفة عن رئيس أكبر حزب معارض في تركيا، كمال قليتش دار أوغلو، قوله: "كوادر حزب العدالة والتنمية يملئون الفراغ"، مضيفا أنهم "يريدون تأسيس بنية بيروقراطية توافق على كل ما يقوله السياسيون".

وقال مصطفى قره داج، رئيس اتحاد القضاة الأتراك، إن الفجوات في القضاء التركي يتم ملؤها في كثير من الأحيان بمبتدئين يمكنهم تقديم خطابات اعتماد من نقابة قانونية مرتبطة بحزب العدالة والتنمية، من أجل العمل في النظام القضائي.

وأوضح قره داغ أن هذا "سمح بدخول هؤلاء من يحصلون على درجات أقل لكن لديهم علاقات أقوى مع الحكومة إلى النظام القضائي والنيابي"، إلا أن الحكومة التركية تنفي هذه الادعاءات، فحسب الصحيفة، قال المتحدث الرسمي باسم الرئيس التركي إبراهيم كالين في مؤتمر صحفي إن هؤلاء من تم تسريحهم "استبدلوا بأناس عاديين مروا جميعهم باختبارات مفتوحة وشفافة للغاية".

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل