المحتوى الرئيسى

إعلام "الدواعش" في مصر!

04/13 15:04

"البقاء لله في الأزهر.. السيسي أعلن وفاة الأزهر اليوم".. هذا هو "إعلان" الصحفي أحمد موسى على فضائية "صدى البلد".

"موسى" كان يعلق على كلمة الرئيس التي أعلن خلالها حالة الطوارئ، ولم يشِر إلى الأزهر صراحة ولكن بـ"إماءة".. فهمت فيما بعد بأنها إشارة إلى البرلمان، بأن عليه أن "يخلصنا" من "عناد" الأزهر.

وأحمد موسى هو الصحفي الذي يحظى بثقة معظم الأجهزة الأمنية، وقد استقر في الضمير العام بأنه المعبر الرسمي عن وجهة نظر السلطة.. وكلامه في ذلك الشأن كان صريحًا بلا مواربة: البقاء لله في الأزهر!

لن أناقش ـ هنا ـ فكرة أن مسئولًا ـ حتى لو فاقت قوته مهارات "رامبو الهوليودي"، قادر على أن ينهي الأزهر تاريخًا ووجودًا وقوة وتأثيرًا في العالم الإسلامي السني، بجرة قلم.. وهو يحتسي فنجان القهوة في مكتبه السيادي.. فهو سيناريو "تافه" ولا يستحق إهدار الوقت في مناقشته.. لكن الذي يستحق الإشارة إليه، هو أن الحملة على الأزهر، جاءت عقب تفجير كنيستي طنطا والإسكندرية، وكأنها تلفت نظر المسيحيين إلى أن الذي قتل الأقباط هو الأزهر، وأن عليهم يفرغوا طاقة غضبهم، ليس على السلطة التي فشلت في حمايتهم.. وإنما على الأزهر، بكل حمولته ودلالته الرمزية، بوصفه ممثلًا للإسلام الرسمي في مصر.

عندما ينظم الإعلام السلطوي ـ بعد تفجير الكنيستين ـ حملة على الأزهر، ويتهمه بأنه المسئول.. فكأنه يقول للمسيحيين إن القاتل والجاني الحقيقي الذي يستحق أن "تحرقوه" هو الأزهر!!

فمَن ـ إذن ـ الذي يؤجج الطائفية ويؤسس للحروب الأهلية الدينية؟!.. مَن الذي يعمل على تفكيك الدولة المصرية؟!.. هل يحتاج أعتى أعداء مصر، إلى "داعش".. وفيها مثل هؤلاء الإعلاميين الذين يحرقون البلد، ويحرضون الأقباط من على فضائياتهم  على الأزهر أكبر وأهم مؤسسة إسلامية سنية في العالم.. يعني: يضعون الأقباط في مواجهة العالم الإسلامي كله، وليس مع مسلمي مصر وحسب؟!

هل يعي هؤلاء الجهلة والحمقى والمجرمون، حجم جريمتهم التي تفوق جريمة داعش ووحشيتها؟!

داعش وضع نفسه فقط في مواجهة الأقباط.. وإعلاميو الأجهزة يضعون الأقباط في مواجهة الأزهر.. أي في مواجهة مسلمي مصر في الداخل.. ومسلمي العالم الإسلامي السني في الخارج.. وفي مواجهة الإسلام الرسمي للدولة ذاتها!!

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل