المحتوى الرئيسى

"بين السطور: التكامل و اللاعب الحر"

04/12 18:15

"بين السطور: التكامل و اللاعب الحر"

*لن أخفى مشاعري، لقد كنت خائفاً للغاية أن يكون نلقَ حتف نابولي بعد حملة الترهيب التي قمنا بها، أنا فخور بك ماكسي.

-لقد فعلنا ما وجب علينا فعله، كنا طليان لا أكثر.

-الأمر لا يتعلق بالدفاع، بل بالكيفية.

*أنا لست مهتماً كثيراً بأمور التكتيك و خلافه، لكن لدى بعض الوقت قبل اجتماع الفيراري غداً و أرغب في تحفيز نشوة الفوز بفهم ما حدث.

دخل ماسيمليانو أليجرى بطريقة 4-2-3-1، برباعي الدفاع ألفيش-بونوتشى-كيللينى-ساندرو، يتقدمهم ثنائي الارتكاز بيانيتش-خضيرة، ثم الثلاثي كوادرادو-ديبالا-مانذوكيتش، وفي الهجوم هيجواين.

أما إنريكي ففضل العودة لطريقة 4-3-3، برباعي الدفاع ماثيو-أومتيتى-بيكيه-روبرتو، يتقدمهم الثلاثي ماسكيرانو-راكتيتيش-إنييستا، تحت الثلاثي ميسي-سواريز-نيمار.

-حسناً، الفكرة كلها فى المساحات؛ ألَّا تتركها و أنت تحتاج الهدف أو مضغوط. ما فكَّرت فيه هو أن نضغط البارسا -البارسا لم يكن قادراً على الخروج بالكرة حتى إحراز الهدف الأول-نحرز هدف ثم نلعب بتحفظ أكبر؛ مزيج من طريقة إيمرى في المباراتين.

*أرجوك، لا تفكر بهذه الطريقة.

-مهلاً، هناك فارق؛ إيمرى لعب بدفاع متأخر على حدود منطقة الجزاء تقريباً و نجح فى إيقاف البارسا فنياً لكن الكرة أبت إلا الشباك، و هذا طبيعي لأن خطورة الخطأ تزيد. أما أنا فطريقة لعبى كانت بعيدة عن المرمى بأكثر من ثلاثين متر، والخوف كله كان من الكرات المرسلة خلف الدفاع، لكن التنظيم منع ذلك سوى مرتين.

برشلونة -مثله فى ذلك مثل كل من يعتمد على الـ Positional Play-يفكر في الرجل الحر، وهو التكتيك الذي خسر بسببه اليوفي نهائي 2015.

إذاً فمهما حاولنا منع اللاعبين لابد من التركيز على اللاعبين الأحرار، واللاعب الحر عادة -الذي يتلقى تمريرة ميسي عكس اتجاه اللعب-هو السريع نيمار؛ لذلك وظَّفت ألفيش للرقابة على نيمار أينما تحرك -سيما في الثلث الأخير كي لا تُلعب أي كرة في ظهر ألفيش كما حدث في كرة إنييستا-وبونوتشى يغطى المساحة خلفه. وحينما يتحرك إنييستا في المساحة خلف نيمار يجد تغطية فورية عليه، واللاعب يحتاج لوقت ليجد فرصة متاحة لصنع تمريرة جيدة. وحتى بدخول نيمار أو ميسي لعمق الملعب، يتم تسليمهم من اللاعب للأخر توالياً دون فتح مساحة صغيرة للتمرير -أو حتى وجود زوايا تمرير مفتوحة-أو التسديد.

فكرة عدم وجود لاعب حر للبارسا تقتله وتجعل الاستحواذ في صالح الخصم لا الكتالان؛ لأن الاستحواذ يصبح استنزافا للوقت، وهو ما حدث طيلة الشوط الأول بأن البارسا حاول مراراً ولم يكن خطيراً سوى مرة وحيدة نتيجة تكامل المنظومة الدفاعية.

*أنت حقاً تثير إعجابي. لكن لماذا تحسَّن البارسا في الشوط الثاني؟

-ببساطة، يبدو أن إنريكي لاحظ بعض ثغرات الشوط الأول فحاول خلق اللاعب الحر لاستغلالها.

بخروج ماثيو ونزول جوميش تحول إنريكي لطريقة 3-4-3 كي يوجد أكثر من لاعب في ملعبنا فيتمكن من خلق الخطورة في أكثر من زاوية، اللعب ركَّز على العمق، وكذلك تحسَّن الضغط علينا قليلاً.

نيمار أخَّر مركزه بشكل أكبر ليستلم الكرة في وسط الملعب ويمرر مباشرة لـ سواريز -الذي أصبح يميل للطرف أيضاً لمعاونة نيمار في الثلث الأخير-خلف خط الدفاع في المساحة التي يتركها ألفيش، وكذا إنييستا. هل لاحظت تقدم أومتيتى؟

-لا داعى لذلك، إنريكي لا يُريد منه اللعب كظهير بل أراد ضغط ألفيش لصالح نيمار -أو على الأقل وجود لاعب أشول قادر على عمل عرضية سريعة- الذى يضم من طرف الملعب لعمقه ليسلم الكرة لميسي أو راكيتيتش لتبدأ الـ Combination Plays و اللعب في ظهر المدافعين سواء على الطرفين أو لـ سواريز الذى يعتبر أحد أفضل المهاجمين القادرين على اللعب بتلك الكيفية. إنريكي ذكي، أدرك أن الهجوم من الطرف أصعب من الهجوم من العمق؛ لذلك أشرك جوميش وحرَّك ميسي ونيمار للعمق عكس ما حدث في الشوط الأول.

أهم أخبار الرياضة

Comments

عاجل