المحتوى الرئيسى

مصابو «تفجير طنطا»: «ربنا افتدانا.. وهنرجع نصلى فى نفس الكنيسة»

04/12 10:33

وجوه شاردة ومصدومة، يبدو عليها الحزن والتعب، جاءت من محافظة الغربية إلى مستشفى معهد ناصر من أجل تلقى العلاج، إثر إصابتهم فى انفجار كنيسة مارجرجس بطنطا، فى قسم «الأجنحة الجديدة» بمعهد ناصر بالطابق الثانى يروى «كرولس عوض»، 21 سنة، تفاصيل انفجار الكنيسة، قائلاً: «اليوم كان يسير بشكل طبيعى، وتوجهت إلى الكنيسة فى السادسة صباحاً مرتدياً التُونيا، زى الشمامسة، لأداء الصلاة وترديد الترانيم فى أول يوم فى أسبوع الآلام، وكان الوضع على ما يرام حتى التاسعة إلا الربع صباحاً».

«كرولس»: الانفجار وقع أثناء الصلاة وأصبت فى أذنى اليمنى.. و«خليفة»: لسه بسمع صوت الانفجار لحد دلوقتى.. و«بولا»: العملية استهدفت الوطن كله

ويضيف «كرولس»: «كنا بنصلى وفجأة حصل الانفجار، واللى فدانى إنى كنت واقف جنب العمود، فوقفت وراه لحد ما الدنيا قلب لونها أحمر ومابقتش شايف قدامى من الدخان وأغمى عليا وماحستش بحاجة بعد كده»، ويتابع الشاب العشرينى بصوت مبحوح ممزوج بالدموع: «فيه حد فوّقنى بس ماكنتش سامع حاجة خالص، وفتحت عينى لقيت أشلاء جنبى وماكنتش مستوعب اللى حصل لنا»، مضيفاً: «لحد دلوقتى مش بسمع كويس فى الأذن اليمنى مش بسمع بيها لكن الشمال بقيت بسمع منها بسيط، ولسه بيعملوا لى فحوصات ومقياس للسمع عشان نطّمن».

يلتقط شقيقه الأصغر، الذى بدا أكثر تماسكاً، أطراف الحديث، قائلاً: «والدتى أخبرتنى بالحادث وفضلت أدوّر عليه أكتر من ساعة فى كل مكان، رحت الكنيسة لقيتها متدمرة ومش باين ليها أى معالم، وسألت زمايله قالوا لى إنه اتنقل مستشفى الجامعة، وهناك قالوا لى لأ ماوصلش فرجعت الكنيسة أدور عليه لحد ما صاحبه قال لى إن عربية الإسعاف نقلته لمستشفى المنشاوى»، ويواصل «بولا» حديثه بصوت متقطع: «فيه حد من وزارة الصحة جه المستشفى وشاف المصابين كلهم وطلب منهم إنهم يحوّلونا على المعهد لاستكمال العلاج»، ويختتم الشاب الذى لم يكمل عامه العشرين كلامه قائلاً: «اللى عمل الانفجار ده مستهدف الوطن كله، إحنا كلنا واحد ومفيش فرق بين مسلم ومسيحى واللى كانوا بيحمونا مسلمين ومهما هيحصل هنفضل اخوات».

«سناء»: لو كنت أعرف إن فيه انفجار كنت أول واحدة هروح الكنيسة عشان أصلى.. اللى بيموت عندنا بيروح الجنة.. ومش بنخاف.. واللى بيحصل بيخلينا أقوى

داخل الجناح رقم 261، يجلس خليفة عطا، 35 سنة، على سريره، ممداً رجليه، بجانبه صورة المسيح وبعض باقات الورد التى أهداها له وفد كنسى جاء إليهم ليطمئنهم ويطمئنّ عليهم، يبدو على وجهه علامات الرضا، ترافقه شقيقته التى جاءت إلى المعهد لمتابعة حالته الصحية بعد تعرضه لثقب فى الأذن نتيجة صوت الانفجار الشديد، يقول «خليفة»: «ربنا قدّر ولطف.. ربنا فدانا»، مضيفاً: «وصلت الكنيسة قبل الانفجار بعشر دقايق والقداس كان شغال وكنا كلنا بنصلى فى أمان ومفيش أى حاجة وفجأة حصلت الكارثة والكنيسة اتدمرت».

«خليفة» جاء إلى الكنيسة بصحبة أبنائه الثلاثة الذين يدرسون فى مراحل دراسية مختلفة، لأداء شعائر الصلاة، وبعد دقائق وقع الانفجار: «كنت فايق وقادر أتحرك بس ماكنتش حاسس بحاجة من الصدمة ومش فاهم إيه اللى حصل غير إنى كنت كل ما أعدى ألاقى جثث وناس ميتة، والزجاج واقع فى كل حتة فى الكنيسة، وكان كل همى إنى أطّمن على ولادى»، موضحاً أنه هرول مسرعاً نحو الزاوية التى كان يصلى فيها أبناؤه الثلاثة: «ماكنتش مصدّق إن ربنا نجّاهم وأول ما شفتهم حضنتهم لأنهم كانوا مصدومين وبيبكوا من المنظر اللى شافوه».

يتابع «خليفة» بصوت منخفض: «رحت المستشفى لأنى ماكنتش سامع كويس وحاسس إن صوت الانفجار لسه بيرن فى ودنى وكشفوا عليا وحوّلونى على المعهد هنا والدكاترة عملوا لى فحوصات وإشاعات، ودلوقتى بقيت أحسن من الأول»، ويختتم الرجل الثلاثينى حديثه قائلاً: «هنروح الكنيسة تانى، وهصلى وهشكر ربنا من نفس المكان اللى حصل فيه الانفجار»، وتقول «سناء عطا»، شقيقته، بنبرة واثقة: «لو كنت أعرف إن فيه انفجار كنت أول واحدة هروح الكنيسة عشان أصلى، اللى بيموت عندنا بيروح الجنة، واحنا مش بنخاف واللى بيحصل ده بيخلينا نتمسك ونقوى أكتر».

وفى الغرفة المجاورة له، ألقى «صبحى عوض الله»، 65 سنة، المقيم بشارع النحاس المجاور لكنيسة مارجرجس، ظهره على سرير لتلقى العلاج بعد ما أصيب بثقب فى أذنه ما أدى إلى انخفاض درجة سمعه، بالإضافة إلى بعض الحروق التى لحقت برأسه: «بعد الانفجار مابقتش سامع أى صوت ومش قادر حتى أصرخ أو أنادى على حد يلحقنى فكل اللى كنت سامعه زن فى ودنى وما كنتش عارف أتواصل مع حد»، لافتاً إلى أنه تم نقله بواسطة سيارة الإسعاف إلى مستشفى المنشاوى بطنطا عقب حدوث الانفجار: «رحت هناك كشفوا عليا وبعدها حولونى على معهد ناصر لأن الكلام ماكنتش بسمعه ولما بتكلم مع حد بسمع صدى صوتى بيرن فى ودنى».

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل