المحتوى الرئيسى

روسيا المسيحية وإيران الشيعية.. هل ينجح ترامب في الوقيعة بينهما؟، لهذه الأسباب ستفشل خطته المفتقدة للدهاء

04/11 21:30

وجاء في البيان: "إنَّ ما فعلته أميركا باعتدائها على سوريا هو خط أحمر. من الآن فصاعداً، سوف نرد بقوة على أي معتد أو أي مخترق لأي من الخطوط الحمراء كائناً من كان، وأميركا تعرف جيداً قدرتنا على الرد".

أيضاً أغلق الجيش الروسي الخط الساخن بينه وبين القوات الأميركية، الذي كانت الدولتان تستخدمانه لإبقاء طائراتهما المحلِّقة فوق سوريا بعيداً عن بعضها البعض.

ومع أنَّ من المرجح أنَّ هذا التهديد ليس سوى تهديد رمزي، فإنَّ كبار المسؤولين الإيرانيين والروس قد تشاوروا بالفعل بعد الضربة الجوية الأميركية. ومن غير المثير للعجب أنَّ أولئك المسؤولين لا يبدون مستعدين لتغيير إستراتيجيتهم في سوريا.

وفي غضون ذلك، زاد البيت الأبيض من ضغطه الخطابي على الكرملين، إذ قال مستشار الأمن القومي في إدارة ترامب، إتش آر مكماستر، لشبكة فوكس نيوز: "أعتقد أنَّ ما ينبغي لنا فعله هو أن نسأل روسيا، كيف يمكن ألا تكونوا على علم بأنَّ القوات الجوية السورية كانت تخطط وتنفذ عملية قتل جماعي باستخدام الأسلحة الكيماوية، مع أنَّ لكم مستشارين في هذه القاعدة الجوية؟". أيضاً أخبر مسؤولون أميركيون وكالة أسوشيتد برس يوم الإثنين أنَّ من المرجح أنَّ روسيا كانت على علم مسبق بهجمة الأسلحة الكيماوية التي وقعت الأسبوع الماضي، وهو الأمر الذي تنكره موسكو.

يعني كل هذا أنَّ وزير الخارجية الأميركي، ريكس تيلرسون، الذي سوف يزور موسكو الأسبوع الجاري، من المرجح أنه سوف يحظى برحلة محرجة.، حسب ما يقوله الكاتب.

ويردف ثارور " وكما قالت زميلتي، كارول موريلو، فإنَّ تيلرسون ما يزال ينوي الضغط على روسيا لإبعاد نفسها عن الأسد، حتى مع تضاؤل فرص نجاحه في تحقيق مبتغاه".

وقال صمويل شاراب، الخبير في الشأن الروسي لمؤسسة راند، متحدثاً لموريلو: "هذا موقف محرج للغاية. حتى لو انخرط الطرفان في مواضيع أخرى بطريقة أكثر براغماتية، خلف الأبواب المغلقة، فإنَّ ظهورهما أمام الجمهور لا بد أن يؤكد على مدى اختلافهما حول سوريا. لا يريد فلاديمير بوتين أن يبدو حميمياً مع وزير الخارجية الأميركي".

وقال أليكس فاتانكا، الخبير في الشؤون الإيرانية بمعهد الشرق الأوسط بواشنطن: "إنَّ فكرة إقناع روسيا بلطف أن تبتعد عن إيران من المؤكد أنها لن تنجح الآن. بل إنَّ ما حدث هو النتيجة العكسية لهذا المقترح".

ليست إيران وروسيا حليفتين طبيعيتين على الكثير من الأصعدة، إذ هناك الكثير مما يفرق بينهما، فضلاً عن التنافس التاريخي بينهما لمئات من السنين. كلا البلدين من مُصدِّري الطاقة ويتنافسان على الأسواق ذاتها. وكلتا الحكومتين تضمران نوايا أكبر للهيمنة الجيوسياسية في الشرق الأوسط. وطبعاً، سوف تكون هناك دائماً حدود لأي تحالف بين الجمهورية الإسلامية وقيادة روسية، يحركها جزئياً نوع من أنواع القومية المسيحية.

وقال محسن ميلاني من مجلة فورين أفيرز الأميركية، العام الماضي 2016: "روسيا لا تهتم كثيراً بما يسمى محور المقاومة الإيراني، الممتد من إيران مروراً بالعراق ولبنان وانتهاء بسوريا، والذي يتكون بالأساس من القوى الشيعية. وبالنظر إلى طموح روسيا في أن تصبح قوة عظمى في الشرق الأوسط، فليس بإمكانها استعداء الدول السنة. كما أنَّ روسيا ليست مهتمة باستعداء إسرائيل. في الحقيقة، فإنَّ العلاقات بين إسرائيل وروسيا ودية بشكل استثنائي".

لكنَّ روسيا وإيران تحتاج كل منهما الأخرى في سوريا لدعم الأسد. وقال فاتانكا: "إنَّ ما يربط البلدين ببعضها البعض هو عداؤهما المشترك للولايات المتحدة"، وضرورات الولايات المتحدة في المنطقة.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل