رؤوس الماشية.. اللحم المفضل للفقراء في مصر والمغرب | ولاد البلد

الرئيسيه » جيران » رؤوس الماشية.. اللحم المفضل للفقراء في مصر والمغرب

هي لحمة الفقراء، أو “المعاشات”، يقبل عليها محدودو الدخل في مصر والمغرب نظرا لانخفاض أسعارها مقارنة بأسعار أنواع أخرى من اللحوم التي اترتفعت أسعارها بشكل مبالغ في السنوات الأخيرة في مصر، ورغم المسافة التي تفصل بين مصر والمغرب إلا أن وجه الشبه كبير بين المصريين والمغاربة، في اعتبار لحمة الرأس لحمة الغلابة أو محدودي الدخل، الذين يعجزون عن شراء اللحوم الحمراء.

تقول خديجة نور الدين، 43 عاماً، مغربية مقيمة في مصر، إن وجبة لحمة الرأس تنتشر بشكل كبير جداً في كافة المناطق والمحافظات المغربية، وتقبل على تناولها الأسر المغربية المختلفة، حيث تعتبر تلك الوجبة من الوجبات الشعبية، التى يتجمع حولها أفراد العائلة المغربية.

وتابعت نور الدين في سياق حديثها لـ”ولاد البلد” أن وجبة لحمة الرأس يتم شراؤها من الأسواق المخصصة لبيع اللحوم المختلفة في المحافظات المغربية، وتقبل ربات المنازل علي شراؤها، وذلك بسبب إحتوائها علي كميات كبري من البروتين والكالسيوم.

تؤكد عائشة محمد، 39 عاماً، مغربية مقيمة في مصر، أن وجبة لحمة الرأس دائماً ماتكون حاضرة بين العائلات والأسر المغربية المختلفة، خاصةً في أيام العطلات الرسمية، حيث يتجمع حولها الأسر عقب الطهي في العطلات، الى وتقدم الى جانب الوجبة المغربية الأشهر وهي الكسكسي، مشيرة الي أن الوجبة يقبل علي تناولها الأطفال والسيدات وكبار السن، حيث يعتبرونها هي الوجبة الجامعة للأسرة المغربية مع وجبة الكسكسي التى يتجمع حولهما أفراد العائلة المغربية من أجل تناولهما، منوهة ‘لى أن العديد من المغاربة الغير قادرين مادياً، والتى قد لا تسمح لهم ظروفهم الإقتصادية علي شراء اللحوم والدواجن، يتناولون وجبات لحمة الرأس مرات عديدة خلال الشهر، وذلك بسبب كونها تحتوي علي البروتين والكالسيوم والفيتامينات والفوسفور.

ويتراوح سعر الكيلو منها كما تؤكد عائشة  بين 50 إلى 70 درهماً مغربي (ما يعادل 85 إلى 127 جنيهًا مصريًا)، وتتنوع أنواعها ما بين رؤوس الماشية والبقر ورأس الخروف.

تشرح لنا شيماء أحمد، 22 عاماً، مغربية مقيمة في محافظة الرباط المغربية، كيفية طهو لحم الرأس على الطريقة المغربية، فتقول إنها تعتمد على البخار بشكل أساسي لتسوية لحمة الرأس عقب تنظيفها جيدًا، ثم يتم طهو الكسكسي، ثم الانتظار حتى تجيهز اللحمة، موضحة أنه يتم وضع كمية من الماء في الإناء الذي به الكسكسي، ووضع كمية من الزيت والبصل والتوابل ووضع كميات أخرى أيضاً من الجزر والحمص والكزبرة والبقدونس، وبعد ذلك تترك على النار، ثم توضع قطع اللحم على جوانب الطبق الذي يكون طبقاً شهياً، ومن ثم تتناوله الأسر المغربية.

أما في مصر فتعتبر لحوم رؤوس الأبقار التي يعرفها أهالى الصعيد والأقاليم بـ”لحوم المعاشات” هي الوجبة الرئيسية لمحدودي الدخل، إلا أنها أيضاً تعتبر وجبة مهمة للقادرين مادياً، ويقبلون على شرائها، بسبب ما تحتويه تلك الوجبة من قيمة غذائية عالية، حسب هاني محمدي، موظف في محافظة قنا.

وينوه محمدي، إلى أن لحمة الرأس هي وجبة أساسية لمحدودي الدخل، وذلك وسط حالة غلاء وارتفاع الأسعار التى تشهدها الأسواق المصرية، التي تسببت في غلاء أسعار اللحوم الحمراء التى وصلت أسعارها خلال الفترة الماضية إلى 120 جنيهاً للكيلو الواحد.

ويؤكد محمدي، أنه على الرغم من كون لحمة الرأس وجبة الفقراء، إلا أنها في الوقت نفسه لا تفرق بين غني وفقير، فالجميع يقبل عليها، إلا أن الفقراء يقبلون عليها بنسبة أكبر بسبب انخفاض أسعارها مقارنةً باللحوم الحمراء والدواجن التى ارتفعت أسعارها خلال الفترة الماضية.

فيما يلفت رمضان غريب، 40 عاماً، أعمال حرة، مقيم بمحافظة قنا، إلى أن وجبة لحمة الرأس هي الوجبة المكتملة بالبروتين وكل ما هو مغذي ومفيد لجسم الإنسان، وتطهى بطريقة واحدة مع الخضروات في إناء ثم يتم احتساء “الشُربة” الخاصة بها التي تتميز بقيمتها الغذائية الكبيرة.