المحتوى الرئيسى

ألوان الوطن| بعد 86 عاما من وفاته.. "ناي"جبران ما زال يشدو بآلام "النبي"

04/10 16:38

"أنا حي مثلك، وأنا واقف الآن إلى جانبك؛ فاغمض عينيك والتفت تراني أمامك".. هكذا أوصى بالكتابة على قبره، ليخبرنا أنه وبعد 86 عاما من وفاته، لا يزال شاهده يخبرنا أن جبران "حي مثلنا".

توفي جبران خليل جبران في العام 1931، وحقق أمنيته بأن يدفن في لبنان في العام 1932، داخل صومعته القديمة في لبنان، والتي أصبحت اليوم "متحف جبران". عاش الراحل على الأرض 48 عاما، لكن إرثه لا يزال حيا.

في بلدة بشري شمال لبنان، وتحديدا في 6 يناير من العام 1883، أي قبل الاحتفال بميلاد المسيح بيوم واحد بحسب التوقيت الشرقي، ولد الشاعر والكاتب والرسام اللبناني جبران خليل جبران، فكان طفلا يميل للوحدة والتأمل وأحلام اليقظة، ومراهقا منطويا على نفسه، لكنه أيضا كان سريع البديهة، متواضع، طموح، وكاتبا ثائرا تارة، ومثالي يرجو الحياة النقية تارة أخرى.

"أعطني الناي وغنِ، فالغنا عدلُ القلوبْ.. وأنين الناي يبقى.. بعد أن تفنى الذنوبْ".. قصيدته "المواكب" التي تغنت ببعض أبياتها السيدة فيروز على ألحان الموسيقار محمد عبدالوهاب، لم تكن مجرد قصيدة، بل كانت بمثابة "مسيرة حياة"، جمع فيها بين الثورة على عقائد الدين، ومظاهر الحياة والطبيعة نهاية بصوت الغاب وهو الناي.

"في عالم الحب طاف بهم، فالحب لا يعطي إلا ذاته، ولا يأخذ إلا من ذاته، والحب لا يملك، ولا يملكه أحد، فالحب حسبه أنه الحب".. هكذا نادى جبران بالحب في كتابه "النبي"، ورفع شعاره، لكنه لم ينس قضايا عصره، فناضل ضد التبعية العربية للدولة العثمانية، وأكد حرصه على توضيح موقفه من الإسلام ككاتب مسيحي، حيث كان دائم التأكيد على احترامه للدين الإسلامي وأمنياته بعودة مجده، حتى أنه كتب مقالا وصفه بأنه رسالة "إلى المسلمين من شاعر مسيحي".

فقر أسرة جبران منعه من الذهاب إلى مدرسة، إضافة إلى تراخي والده الذي اعتاد السكر والقمار، فتعلم على يد الأب جرمانوس، الإنجيل والعربية والسريانية، كما تعلم مبادئ القراءة والكتابة من الطبيب الشاعر سليم الضاهر، ما فتح أمامه مجالا للمطالعة والتعرف إلى التاريخ والعلوم والآداب.

العام 1891، كان فاصلا في حياة جبران، بعد سجن والده بتهمة اختلاس، وصودرت أملاكه، ورغم إطلاق سراحه في العام 1894 إلا أن والدته قررت الهجرة مع شقيقها إلى أمريكا، وتحديدا نيويورك، في 1895، مصطحبة معها جبران، وشقيقتيه ماريانا وسلطانة، وشقيقه بطرس، ما أتاح له الفرصة لدخول المدرسة في فصل خاص للمهاجرين لتعلم الإنجليزية، وبعدها التحق بمدرسة فنون، لتنمو موهبته الفنية التي شجعتها معلمة الرسم في المدرسة فلورنس بيرس، وكان من أعضاء هذه المدرسة الآنسة "دجيسي بيل" التي كتبت إلى صديقها المثقف الغني فريد هولاند داي، وهو الذي شجع جبران ودعمه لما رأى محاولاته الإبداعية.

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل