المحتوى الرئيسى

سينما الإرهاب بين الواقع والخيال.. أفلام التسعينات تنبأت بما يحدث الآن

04/10 16:25

جسدت السينما المصرية، العديد من مشاهد الارهاب التى يشهدها الشارع المصرى حاليا، فقد ظهرت العديد من أفلام التسعينات التى رصدت حياة الجماعات المتطرفة والاسلامية، وكان على رأس الفنانين الذين قدموا سلسلة متصلة الحلقات من هذه الأفلام، الزعيم عادل امام، مع أضلاع المثلث وحيد حامد ونادر جلال، قبل أن يحل محله شريف عرفة، فقد تنبأت هذه الافلام بشكل كبير بما يشهده الشارع المصرى من مشاهد عنف، واعتداءات وقتلى ابرياء، وقد بدأت ايضا العديد من الجهات فى الاعداد لتقديم عدد من الافلام التسجيلية عن الاحداث التى شهدتها مصر منذ فض اعتصامى رابعة والنهضة، لتكون توثيقا للاجيال القادمة لما شهدته مصر فى تلك الاونة، وفيما يلى نسرد الأعمال التى قدمت الوجه الأخر للجماعات الارهابية فى السينما:

إخراج نادر جلال تأليف حسن شاه، سيناريو وحوار بشير الديك، بطولة نادية الجندي وفاروق الفيشاوي، وهو أول الأفلام التي تناولت مصطلح الإرهاب كموضوع فيلم بنفس العنوان، حيث جسدت نادية الجندي دور الصحفية "عصمت"، التي تتعاطف مع "عمر" الإرهابي المتهم بعمليات إرهاب ضد أحد الوزارء؛ وسفراء عدد من الدول، لكنها تشعر ببراءته وتساعده حتي إنها تتوجه لمؤتمر دولي بأبو ظبي لمكافحة الجريمة، ويطلب منها تسليم هدية بها قنبلة لتفجير الطائرة التي علي متنها وزراء لكنها تكتشف ذلك عن طريق الصدفة.

نمط الإرهابي في الفيلم غير ما هو متعارف عليه، فالإرهابي بشكل مبسط هو من يرهب الناس ويستخدم السلاح لأغراض شخصية وتحقيق مصالحه بأي وسيلة، وإن كانت نتيجتها إزهاق أرواح الأبرياء، ولكن في فيلم الإرهاب لم يكن هناك أهداف واضحة لتنفيذه لهذه العمليات الإرهابية، وإنما كان التركيز أكبر على اتخاذ كافة الحيل لنجاحها.

إخراج سعيد مرزوق، ويتناول شخصية "صديق" المنتمي لإحدى المنظمات الإرهابية، ويقوم بعمل تفجيرات واختطاف لعدد من الرهائن، ويطالب بالإفراج عن إرهابين مسجونين مقابل تسليم هذه الرهائن لديه، ويهدد بتنفيذ عمليات أخرى، إن لم ينفذ طلبه، مطلب الإرهابي في الفيلم غير واضح أسبابه من الأساس، فلماذا تلك العمليات الإرهابية وتحت أي سياسة ينتهجونها.

إخراج شريف عرفة وتأليف وحيد حامد، بطولة عادل إمام ويسرا، وتتناول اﻷحداث "أحمد" الذي يذهب في أحد اﻷيام إلي مجمع التحرير للانتهاء من أوراق خاصة بنقل أولاده من مدرسة إلى أخرى، لكنه يواجه عقبات إدارية، وإثر مشادة يأخذ سلاح من أحد الجنود "عسكري" ويحتجز رهائن، قبل أن تحاصر قوات الشرطة المجمع، وتدخل في مفاوضات معه مقابل طلبات شخصية بسيطة، إلي أن تقرر قوات الأمن اللجوء إلى الحل اﻷمنى واقتحام المجمع لتجده خاليا من أي عناصر إجرامية.

الفيلم يتناول الرشوة والعقبات الإدارية والروتين مع ظاهرة الإرهاب في مجتمع التسعينات في شكل كوميدي والإرهابي هنا غير حقيقي فهو موظف بسيط حاله حال من يترددوا على المكان بسبب مهام شخصية ولكن حالة الشحن التي تواجدت في هذا الوقت كانت كافية لوضعه موضع شك، فور دخوله في مشادة مع أحد المواظفين بالمكان ويعد الفيلم بداية الكاتب الكبير وحيد حامد مع محاربة الإرهاب والتطرف الديني وكأنه نواة لملف يتبع لاحقاً في أعمال أخرى وبأنماط مختلفة نال الفيلم الجائزة الكبرى في المهرجان القومي الثالث للأفلام الروائية المصرية وأيضا جائزة أحسن إخراج وأحسن مونتاج

إخراج نادر جلال وتأليف لينين الرملي، بطولة عادم إمام وشيرين وصلاح ذو الفقار، ويتناول شخصية "علي عبد الظاهر" الإرهابي المنضم لإحدى الجماعات المتطرفة، والذي يتعرض لحادث أثناء هروبه بعد تنفيذه لعملية إرهابية، حيث تصدمه فتاة بسيارتها وتنقله لمنزلها للعلاج وخلال فترة علاجه يجد أسرة يختلف كل فرد في فكره عن الآخر، لكنهم أسرة بسيطة متسامحة ومحافظة على التقاليد والعادات، فتتغير وجهة نظره إلى أن يقتل علي إيدي جماعته نتيجة اختلافه معهم في عملية اغتيال كاتب مشهور ومحاولة إنقاذه.

فيلم الإرهابي أكثر الأفلام أهمية وموضوعية في تناول قضية الإرهاب فعلي عبد الظاهر إرهابي منضم لجماعة ذات تفكير تكفيري، ويعرض الفيلم طرق تعاملهم داخل الجماعة وخارجها وكيفية التفكير والشكل الظاهري لهم والفيلم رصد لظاهرة العنف في ذات الوقت كاغتيال المفكر فرج فودة 1992 ورجال الشرطة ومهاجمة أتوبيس سياحي فهي عمليات شهيرة انتشرت في تلك الأونة.

عند عرض الفيلم كانت قوات الأمن تحرس دور العرض، خوفاً من أي عمليات إرهابية، نتيجة غضب تلك الجماعات من مهاجمتهم، بينما تم تصوير الفيلم بشكل سري بسبب خوف صناع الفيلم من تعرضهم لأي عنف، ونال عادل إمام جائزة أحسن ممثل في المهرجان القومي للسينما المصرية.

إخراج عبد اللطيف زكي، وتأليف محيى حمدى، بطولة كمال الشناوي ومعالي زايد ويحكي عن مها البحراوي التي يدفعها اليأس من ظروفها الاجتماعية للانضمام إلي مجموعة إجرامية، تقوم بقتل صحفي وخطف أطفال، من أجل إقالة أحد أعضاء مجلس الشعب المتورط في صفقة سلاح ومخدرات إلا أن المجموعة تقع في النهاية في قبضة اﻷمن، الفيلم لم يوضح أهداف العمل الإرهابي التى أقدمت عليه المجموعة، فهنا العمل الإرهابي بدت دوافعه ساذجة ولم يلقى الفيلم النجاح المرجو منه.

"فيلم الناجون من النار 1996"

إخراج علي عبد الخالق، وتأليف محمد شرشر، بطولة عمرو عبد الجليل و طارق لطفي ومحمد الدفراوي، ويحكي عن عبد السلام الذي ينضم لإحدى الجماعات الإسلامية المتطرفة أثناء درسته للطب وأثناء عملياتهم الإرهابية يواجه أخاه الضابط الذي تطلب الجماعة منه اختطافه لتبادله بعد ذلك مع رموز من الجماعة.

يتعرض الفيلم للجماعات الإسلامية المتطرفة والمواجهة للسلطة وعنوان الفيلم هو لجماعة حملت اسم الناجون من النار وقامت بمحاولات اغتيال عام 1987 لكلاً من وزير الداخلية آنذاك اللواء النبوي إسماعيل، واللواء حسن أبو باشا مدير مباحث أمن الدولة والكاتب الصحفي مكرم محمد أحمد وكان زعيم هذه الجماعة طبيباً.

تم عرض الفيلم لأول مرة في مهرجان الإسكندرية عام 1996 ثم تراجع منتجه عادل حسني عن عرضه خوفاً من هذه الجماعات، ولم يعرض إلا عام 2006 في قناة روتانا، كما أعيد عرضه مؤخراً مع الأحداث الراهنة.

إخراج وتأليف يوسف شاهين، وبطولة نور الشريف ليلي علوي، وتدور أحداثه في القرن الثاني عشر ميلادياً في الأندلس، حيث العالم ابن رشد الذي يتعرض لحرق كتبه مرة من قبل الجماعات المتطرفة ومرة أخرى علي يد الحاكم المنصور الذي يتخلي عن صداقته له وينحاز لتلك الجماعات حتي يقفوا بجانبه وولده المنصور في مواجهة الأسبان.

الفيلم تناول إرهاب الفكر المتمثل في العقيدة التي استخدمتها هذه الجماعة كغطاء لأفكار عنف وجهل تنبذ التنوير وفيحرقوا كتب ابن رشد ويقتلوا من يواجههم ويستغلوا ظروف البلاد للضغط على الحاكم لتحقيق مطالبهم وهنا الإرهاب متصل بالسياسة والسلطة ويوضح مدى خطورة الإرهاب على مر التاريخ.

نال الفيلم جوائز عدة من مهرجان جوهانسبرج السينمائي الدولي بجنوب أفريقيا كما مثل الفيلم مصر في المسابقة الرسمية لمهرجان كان ونال الفيلم جائزة أحسن فيلم من مهرجان جمعية الفيلم الرابع والعشرين وجائزة أحسن دور مساعد لخالد النبوي في المهرجان القومي للسينما المصرية وجائزة ليوسف شاهين في مهرجان أميان بفرنسا.

إخراج وتأليف يوسف شاهين، وبطولة هاني سلامة وحنان ترك وتدور أحداثه حول آدم ابن لعائلة غنية جداً وحنان الصحفية اللذين يقرران الزواج رغم معارضة من والدة آدم فتقرر الاتفاق مع أخو حنان المتشدد والمنتمي لجماعات إرهابية بخطفها وبعد أن يعلم آدم ويذهب لإنقاذها يموتان أثناء تشابك قوات الأمن مع المسلحين

يعرض الفيلم انتقاد لأوضاع سياسية واقتصادية وهيمنة أمريكا على العالم لخدمة مصالحها، وطرح نماذج مختلفة من المجتمع رجال الأعمال والعولمة والجماعات المتطرفة والأسر المصرية البسيطة والروابط التي تجمعهم في ظل نظام فاسد كل ذلك متمثل في شخصيات الفيلم التي تمثل كلا منها نموذج مختلف يخدم مضمون الفيلم وإدانته للتطرف والتعصب.

إخراج نادر جلال وتأليف مصطفى محرم وبطولة نادية الجندي و محمود حميدة تستخدم قوات الأمن سميحة (نادية الجندي) المحكوم عليها بالإعدام لتبديلها مع أخري لها علاقة بعصابات إرهابية مقابل حياتها الفيلم يعرض عصابات إرهابية بدون أهداف واضحة ومضمون محدد لهم.

إخراج محمد ياسين وتأليف وحيد حامد، وبطولة نور الشريف عمرو واكد ومحمود عبد المغني وتدور أحداث الفيلم حول فتاة يتيمة تعيش في حي شعبي يتولى أمرها رجل مفلس وجرسون فقير ويتصارع علي حبها طبال ولص وبعد زواجها من آخر يتم القبض عليه يوم زفافهما تتكفل بنفسها إلي أن تقتل أثناء محاولة القبض علي الطبال الذي تحول إلي إرهابي.

فيلم مستوحي عن شخص أطلق على نفسه (أمير دولة إمبابة) 1994 ويتعرض الكاتب المبدع وحيد حامد خلال الفيلم إلى العشوائيات التي تعتبر موطن للتطرف والعنف وضحايا تلك الظروف وأهمهم الفتاة اليتيمة التي قتلت نتيجة مطاردة الأمن للإرهابي والطبال الضعيف الذي يلجأ للجماعات الدينية المتطرفة كمجرد درع له وللانتقام من البلطجي الذي أهانه قبل ذلك وبتمسح في الدين لفرض شخصية زائفة.

والفيلم يوضح أيضا أن الإرهاب مستمر في رؤية متميزة فالفتاة التي تقتل نتيجة استخدام قوات الأمن لها كطعم كالغزال ودمها الذي سال دلالة ورمز لدم الأبرياء الذي ضحايا الظروف والإرهاب بينما الإرهابي حر طليق في نهاية الفيلم يجلس أمام النيل يصطاد السمك في مشهد بديع كحال مشاهد الفليم (تكوينات رائعة- حركات ممثلين محسوبة- كاميرا تتحرك لتبين شئ هام) لمخرج متمكن من أدواته يهتم بالتفاصيل وعلي درجة عالية من الوعي، أعطى صورة سينمائية وتعبير بصري خدم قصة ومضمون الفيلم.

ويعد دم الغزال من أهم الأفلام التي قدمت، خاصة في مواجهة التطرف بكافة أنواعه، وتقديم الأسباب كالجهل والبطالة والفقر التي تؤدي للتطرف والعنف، ويعد أكثر أفلام وحيد حامد التي تهاجم بوضوح التطرف الديني.

إخراج خالد يوسف وتأليف ناصر عبد الرحمن، وبطولة عمرو سعد وسمية الخشاب وتدور أحداثه في إحدى العشوائيات حول عادل الذي برتبط بناهد، وبعد حملها منه يتفرقا لظروفهما الاجتماعية السيئة ورفضه الاعتراف بالطفل، فتضطر لترك ابنها في الشارع وتعمل بعدها راقصة، بينما يتورط عادل في صراع بين الجماعات الإرهابية والأمن.

يعرض الفيلم العشوائيات والحالة المعدمة التي يعيشها سكان تلك المناطق مما يدفعهم للتطرف والإجرام والفقر المدقع ويركز الفيلم على إظهار هذه العشوائيات بإنها وكراً للجماعات الإرهابية لصعوبة الوصول إليها من الأمن لضيق شوارعها وبيوتها المفتوحة على بعض ويستغلون ظروف الشباب للدفع بهم في مواجهة الأمن وتنفيذ عمليات تفجيرات منشآت، وقتل لأبرياء، ويوضح الفيلم التستر تحت أقنعة مزيفة لتلك الجماعات كشخصية أمير الجماعة أحمد بدير.

هناك أفلام أيضاً تناولت الإرهاب أو التطرف الديني بشكل عابر مثل فيلم الملائكة لا تسكن الأرض1987، الذي تم عرضه بعد 9 سنوات لخوف أصحاب دور العرض رغم حصوله على موافقة الرقابة، وطيور الظلام، ودكان شحاتة، وكشف المستور، وعمارة يعقوبيان، وإنذار بالطاعة.

سينما الإرهاب بين الواقع والخيال.. أفلام التسعينات تنبأت بما يحدث الآن

سينما الإرهاب بين الواقع والخيال.. أفلام التسعينات تنبأت بما يحدث الآن

سينما الإرهاب بين الواقع والخيال.. أفلام التسعينات تنبأت بما يحدث الآن

سينما الإرهاب بين الواقع والخيال.. أفلام التسعينات تنبأت بما يحدث الآن

سينما الإرهاب بين الواقع والخيال.. أفلام التسعينات تنبأت بما يحدث الآن

سينما الإرهاب بين الواقع والخيال.. أفلام التسعينات تنبأت بما يحدث الآن

سينما الإرهاب بين الواقع والخيال.. أفلام التسعينات تنبأت بما يحدث الآن

سينما الإرهاب بين الواقع والخيال.. أفلام التسعينات تنبأت بما يحدث الآن

سينما الإرهاب بين الواقع والخيال.. أفلام التسعينات تنبأت بما يحدث الآن

سينما الإرهاب بين الواقع والخيال.. أفلام التسعينات تنبأت بما يحدث الآن

سينما الإرهاب بين الواقع والخيال.. أفلام التسعينات تنبأت بما يحدث الآن

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل