المحتوى الرئيسى

منطقتي | من حي الأمراء لحي الموظفين.. "كمبوند" جادرن سيتي ينتظر قرار التطوير

04/10 16:14

عام 1906 في عهد الخديو عباس حلمي الثاني. تأسست مدينة على هيئة المدن الحدائقية ذات الشوارع الدائرية كما كان شائعًا في مطلع القرن العشرين في أوروبا، هذه المدينة ستصبح حي جاردن سيتي المعاصر، لم يكن عباس حلمي أول من التفت لتلك المنطقة المطلة على نهر النيل، حيث كان السلطان الناصر محمد بن قلاوون، تاسع سلاطين الدولة المملوكية، هو أول من اهتم بالمنطقة، كانت حينها مغمورة بالمياه فزرع فيها الزهور والأشجار وشق الطرق وسط المياه وشيد الحدائق التي عرفت باسم “بساتين الخشاب”، وشيد الميدان الناصري سنة 718 هـ/1318م، وكان يقام فيه عروض الخيل التي كان الملك الناصر شغوفاً بتربيتها.

في مطلع القرن العشرين أصبحت جاردن سيتي امتدادًا عمرانيا للقاهرة الخديوية، شيدت فيها القصور والفلل بنفس الطرز المعمارية الموجودة في القاهرة الخديوية بين الطراز المعماري الفرنسي والإيطالي والإسلامي، وخُططت الشوارع ليكون كل شارع مخصص للوازم معينة؛ فكان هناك شارع للحرس وشارع للإسطبلات وشارع للخدم، والتي لا يزال معظمها يحتفظ باسمه حتى الآن مثل شارع النباتات وشارع البرجاس وشارع الخشاب وشارع الديوان وشارع الحديقة وشارع حوض اللبن. وكانت منطقة للأمراء والسفراء

بمرور السنين تحولت منطقة جاردن سيتي من حي “الأمراء والباشوات” إلى حي للموظفين، بعدما انتقل عدد من الشركات والبنوك والسفارات للحي العريق، فهناك سفارات؛ الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا واليابان والسودان والصين والسفارة الفرنسية، والعديد من البنوك منها الأهلي المصري، العربي الأفريقي الدولي، المصري الخليجي، الوطني للتنمية – إن بي دي، الوطني المصري، اتش اس بي سي مصر، الاسكندرية، البركة مصر، باركليز مصر، قناة السويس، بنك مصر، بي إن بي باريبا، ستيت بنك اوف إنديا، وعدد من الهيئات والوزرات الحكومية والصحف المصرية والنقابات المهنية والعمالية ومقرات للأحزاب السياسية.

اقرأ أيضًا: جاردن سيتي.. مدينة حدائقية تضم عمارات الأمراء وقصور الباشوات

ولعقاراتها ذات الطابع المعماري المميز تم تسجيل 140 عقارًا في سجل العقارات المتميزة، طبقًا لجهاز التنسيق الحضاري، والتي يحظر هدمها أو التعديل عليها إلا بالرجوع للجهاز نظرًا لقيمتها المعمارية والفنية والتاريخية.

وبالرغم من دخول منطقة وسط البلد في إطار مشروع التطوير الذي تبنته الحكومة منذ 2015 بقرار تطوير القاهرة الخديوية، إلا أن المنطقة لم تصلها أيادي التطوير حتى الآن رغم ما تحويه من قصور وفلل وعمارات ذات طراز معماري مميز، وخاصة بعد حادث سقوط عقار قديم في المنطقة منذ أيام.

قالت سهير حواس، مسؤول مشروع تطوير القاهرة الخديوية، إن “جاردن سيتي منطقة منفصلة عن القاهرة الخديوية وأعمال التطوير التي تتم بها”، لافته إلى أن وسط البلد تم بناؤها في القرن التاسع عشر، بينما جاردن سيتي بُنيت في القرن العشرين، تحديدًا بداية من عام 1906، حيث بُنيت القصور والفلل على طراز مبان وسط البلد والتي جاء معظمها على طراز الأرت ديكو، مثل قصر الوالدة باشا وقصر شريف باشا صبري الذي حل محله فندق الفور سيزون وقصر فؤاد سراج الدين باشا، وقصر النيل، وأشارت إلى أن “جاردن سيتي تعد من أولى المناطق المغلقة على فئة معينة والتي استوحت “الكومبوندات” الفكرة منها”.

وأضافت حواس لـ”منطقتي” أن المنطقة بُنيت على طراز مدرسة التخطيط الجديدة التي كانت سائدة عالميًا في ذلك الوقت وهي المدن الحدائقية، مؤكدة أن المنطقة محمية طبقًا لقانون البناء الموحد رقم 119 لعام 2008، الباب الثاني الخاص باشتراطات التنسيق الحضاري كما أن مبانيه المميزة والمسجلة ضمن الطراز المعماري المميز تخضع لقانون المبان رقم 144 لسنة 2006.

وأشارت إلى أن المنطقة تضم العديد من القصور والفلل والسفارات والمبان الخاصة والتي يصعب معها التدخل بشكل مباشر للتطوير كما حدث مع وسط البلد حيث أن الأخيرة معظم مبانيها تملكها شركة مصر لإدارة الأصول العقارية وهي شركة حكومية، وشركة الإسماعيلية وهي شركة خاصة، كما أن هناك العديد من السكان في جاردن سيتي المعتزين بوجودهم هناك باعتباره أحد الأحياء العريقة والقديمة في مصر، غير أن القصور تحول معظمها لمقرات بنكية أو حزبية.

وتابعت أن وسط البلد بها العديد من المشكلات والتي احتاجت إلى تدخل المحافظة لتطويرها مثل المحلات والتدهور الذي أصاب الأدوار الأرضية وبعض التشوهات التي أصابت المبان مشيرة إلى أن السفارات والبنوك حمت المنطقة من التشوهات والتدهور، إلا أن هناك بعض المبان الجديدة أقيمت دون مراعاة التنسيق الحضاري للمنطقة.

ولفتت إلى أنهم طالبوا اللجنة القومية لتطوير وحماية القاهرة التراثية برئاسة المهندس إبراهيم محلب وبقرار من رئيس الجمهورية، بالتدخل وإصدار قرار لتطوير المنطقة بجانب أعمال تطوير القاهرة الخديوية.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل