لهذه الأسباب.. الأحزاب التونسية تتفكك
تعيش الأحزاب الرئيسية في تونس حالة من الانقسام والتمزق بين قياداتها فضلًا عن ضبابية استراتيجية تلك الأحزاب في الفترة السابقة وغموض خطابها الذي احتمل أكثر من تأويل.
وعلى الرغم من أفكار هذه اﻷحزاب الجديدة، يظل الممارسات السياسية لها متشابهة، الأمر الذي تسبب في انشقاقات كان مخرجها النهائي تشكيل 8 أحزاب سياسية جديدة.
وقبل ثورة 2011 كان النظام السياسي يتشدد في الترخيص للعمل الحزبي القانوني ويبتز السياسيين المعارضين له، حتى جاءت الثورة وأحدثت حالة من انفجار الأحزاب، وذلك بعد تسهيل الحكومة الانتقالية إجراءات تشكيل الأحزاب.
وفي أقل من عام تأسس في تونس أكثر من 120حزبًا، ولكن الأمر لم يتوقف، فقد شهد الأسبوع الأخير من مارس 2017 ميلاد حزب البديل التونسي للمهدي جمعة الذي خرج بدوره من عدم السياسة إلى محاولة التموقع ضمن مشهد سياسي بائس حتى الآن.
وفي الفترة الأخيرة ظهر حوالي 8 أحزاب خرجت من رحم الانشقاقات التي حدثت في حزب التحالف الحاكم نداء تونس والنهضة، وحزب المؤتمر من أجل الجمهورية، وحركة الشعب وهى أحزاب رئيسية في تونس.
ومن صلب نداء تونس تشكلت 3 أحزاب على النحو التالي مشروع تونس لمحسن مرزوق، وحركة مستقبل تونس للطاهر بن حسين، ومجموعة الهيئة التأسيسية بقيادة رضا بالحاج.
وكذلك الحال في النهضة ذات المرجعية الإسلامية عملت الانشقاقات داخله على تشكيل أحزاب جديدة مثل حزب البناء الوطني لرياض الشعيبي، وفي حركة الشعب انشق عنها محمد البراهيمي بتشكيل حزب التيار الشعبي.
وفي حزب المؤتمر من أجل الجمهورية انشق منه ثلاثة أشخاص هم محمد عبو وشكل حزب التيار الديمقراطي، وعبدالرؤوف العيادي شكل حركة وفاء، منصف المرزوقي شكل حراك تونس
ورغم ظهور تلك الأحزاب من رحم الانشقاقات الحزبية التي حدثت بسبب سياسات هذه الأحزاب نحو المشهد السياسي إلا أن المواطن التونسي لم يرى حتى الآن أي تغييرات سياسية تعود عليه بالنفع وتغير من حياته الاجتماعية.
وربما تكون الانتخابات البلدية المنتظرة هى التي أنعشت خريطة الأحزاب التونسية وزادت من حدة الصراع بين مختلف الأطياف السياسية الذي تعيش على وقعه تونس منذ سبع سنوات.
لكن محصلة كل هذه الأحزاب قد تؤثر سلبا على المرحلة الانتقالية في تونس وتعطل الكثير من التقدم السياسي في بلد دخل اقتصاده في مرحلة خطيرة قد تدخل البلاد في نفق مظلم بحسب مراقبين.
بدوره قال الناشط السياسي التونسي على مبارك، إن جل الانشقاقات كانت ذو مشكلة زعاماتية وصراع مناصب وانشقاق وحيد، يمكن القول أنه انشقاق على برامج وخيارات .
وأضاف في تصريحات لـ"مصر العربية" أن كثيرا من الأحزاب الحالية هى مجرد أوراق كرتونية عدا حزبين اثنين سيكون لهما شأن في المستقبل لأنهما يراهنان على قوة كبيرة ألا وهى الشباب ونقصد بهما البناء الوطني، والتيار الديمقراطي وبدرجة أقل حراك تونس الإرادة ولو أننا نعتقد أن الأخير سينتهي بانتهاء المنصف المرزوقي.
وأوضح أنه بشكل عام سيكون في المستقبل ثلاث أو أربع عائلات سياسة كبرى، وهم العائلة الدستورية، النهضة، اليسار الاجتماعي،اليسار الايديولوجي غير أن الأخير سينقرض، وذلك لتنامي وعي الشعب التونسي الذي لم تعد تعنيه القضايا الأيديولوجية.
فيما قال الناشط السياسي التونسي كرم سليم، إن المرحلة الانتقالية في البلاد لا تحتاج لعدد هائل من الأحزاب السياسية بقدر ما تحتاج لتكاتف وتوافق سياسي ووضع برامج قابلة للتطبيق على أرض الواقع.
Comments