المحتوى الرئيسى

من مشرحتي كوم الدكة والميري.. كيف تلقى الأهالي نبأ وفاة ذويهم؟ - إسكندراني

04/10 10:39

مشهد مهيب، أحزان وآلام ودموع، سواد توشح به الأهالي رجالًا ونساء، وفي العتمة التي أحاطت بمشرحة كوم الدكة بالإسكندرية مساء الأحد، يمر ذاك الرجل في سواد الليل وفي يديه أثواب بيضاء، متسائلًا: “حد عايز كفن؟”.

وفي الداخل مجموعة من النساء جلسن على “الدكة” داخل مشرحة كوم الدكة، في انتظار انتهاء التشريح والغسل لذويهن، وكانت إحدى الضحايا أسماء أحمد إبراهيم، شرطية توفيت إثر الانفجار، الذي وقع أمس الأحد أمام الكتدرائية المرقسية بمنطقة محرم بك بالإسكندرية.

استلمت زوجة عم الملازم أسماء أحمد إبرهيم، كفنها واحتضنته بشدة وهي تنهمر في البكاء، كونه المرافق للمتوفاة في رحلتها المقبلة، لم يخطرها أحد بمصابها إلا من خلال الإنترنت، وتقول وهي ينتابها الحسرة والأوجاع “عرفنا الخبر من على النت، وإحنا هنعرف غير من النت”.

لم تصدق الخبر، أمسكت بهاتفها واتصلت بأسماء لعلها تجيب ولكنها لن تجيب، فقد انتهى الأمر وباغتها الغدر وهي في السابعة والعشرين من عمرها، تاركة طفلتين إحداهما 3 سنوات، والأخرى لم تتجاوز عامها الثاني.

توجه بعض أفراد الأسرة إلى الكنيسة المرقسية للبحث عن أسماء، فيما اتجه البعض الآخر إلى المستشفى الأميري، حيث أخطروا بأنها انتقلت إلى مشرحة كوم الدكة.

ويقول أحد زملائها، إن المتوفاة تعمل لدى الإدارة العامة لميناء الإسكندرية، وكلفت بالخدمة في الكنيسة، بينما زوجها كان يمارس عمله المعتاد بالميناء، وهو الآن في حالة يرثى لها.

وتوجه اللواء إبراهيم الشناوي، مدير أمن ميناء الإسكندرية، مساء أمس الأحد إلى مشرحة كوم الدكة، لتوجيه التعازي لأسرة المتوفاة.

“فين الأمن؟ فين الأمان؟ احنا مش ضد حد هي دي مشكلتنا”.. كلمات من خلالها حمل خالد صبري، صهر أحد ضحايا الانفجار، الحكومة المسؤولية كاملة، وذلك كونها حلفت اليمين على حماية المواطن سواء كان مسلم أو مسيحي، وأن من يجيب على التساؤل الأهم عن هوية الفاعل هي الحكومة، وهو أمر لا يشغله أمام ضرورة أن يضع المسؤولين حماية المواطن على عاتقهم.

وبينما كان يعبر محمد عبد المحسن حميدو طه – 39 عامًا، الطريق إلى عمله الواقع على الجانب الآخر من الكنيسة، توفي على إثر الانفجار، وذلك بحسب صبري، الذي طالب بضرورة أن ينال الجاني جزاءه، بغض الطرف عن شخصه أو تبعيته، وأن يقع عبء التعرف عليه، والحفاظ على الوطن والمواطن على المسؤولين الحكوميين.

وأشار إلى أن المتوفي لديه طفلة في الصف الثالث الابتدائي، وآخر يكبرها بعامين، وكان يعمل في العمل الحر، وبالتالي فهو لم يتوفر له معاش يمكن أن يقتات منه ولديه وزوجته، متسائلًا:” من هيربيهم” موضحًا أن زوجة عبد المحسن، شقيقه وزملاؤه تمكنوا من التعرف عليه، بينما علمت الزوجة بالفاجعة من خلال اتصال هاتفي من أحد الضباط أخطرها خلاله بوفاة زوجها.

وفي مكان آخر، احتشد العشرات من أهالي المتوفين في الانفجار، داخل مشرحة مستشفى الأميري الجامعي، منتظرين جثامين ذويهم للخروج بها عقب انتهاء التشريح.

وجيه نظيم، أحد المتواجدين بالمشرحة فقد ثلاثة من أفراد عائلته، جن جنونه وأخذ يصرخ ويحادث المتواجدين بالمشرحة، المعروف منهم بالنسبة له والمجهول بصوت مرتفع، في صدمة بالغة، مظهره غير مرتب وشعره مبعثر، يتحدث إلى العامة لا أحد بعينه وكأنه فقد عقله، فقد توفيت زوجته وشقيقه البالغ من العمر 50 عامًا، ونجل شقيقته، 18 عامًا.

مينا ميلاد، هو أحد أقارب وجيه، وروى لـ”ولاد البلد” ما حدث نيابة عن وجيه، الذي لم يطيق التحدث إلا بكلمات يطلقها على مسامع الجميع دون وعي، وعلم الأول بخبر الانفجار من أحد أقاربه، فتوجه مسرعًا إلى مكان الحادث بعد أن أخبره وجيه بالوفيات من أقاربه.

وبحسب شهادة ميلاد، فقد رافق وجيه نظيم زوجته إلى الكنيسة، وقبيل الحادث مباشرة توجه إلى مكان آخر، وعاد مسرعًا بعد سماعه دوي الانفجار، ليجدها ملقاة على الأرض وقد ذهبت إلى بارئها.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل