المحتوى الرئيسى

سوريا.. والجامعة التى كانت!! | المصري اليوم

04/10 00:41

لست حزيناً على الجامعة العربية، التى كانت جامعة.. وكانت عربية.. ولكننى أكثر حزناً على ما يجرى لسوريا.. وفى سوريا، وأشقائى فى سوريا.

ورغم علمى بأن هذه «هى كل» إمكانيات الجامعة التى تجاوز عمرها السبعين عاماً، فما هى ــ وكل قراراتها ــ إلا انعكاس لحالنا نحن كل العرب.. الأعضاء فيها.. سواء كنا من المؤسسين.. أو الملتحقين. ولن أعيد عليكم مقولة الزعيم سعد زغلول: ماذا يعنى انضمام صفر إلى صفر.. إلا أن تكون النتيجة صفراً.

وكيف نطلب المستحيل ونحن نرى الآن أنه حتى الأعضاء المؤسسين للجامعة باتوا هم أول الضحايا.. أقصد العراق.. وسوريا.. واليمن.. وما هو مخطط للسعودية، أو مصر التى نجاها الله ــ حتى الآن ــ من المؤامرة.. ثم ونحن نرى تحييد لبنان، وهى أيضاً من المؤسسين السبعة، وليبيا التى كانت أول المنضمين للجامعة بمجرد نشأتها كدولة اتحادية، يوم ٢٨ مارس ١٩٥٣.

والعيب كله فى ميثاق الجامعة ــ ففى هذا الميثاق المؤسس ـ كل الداء.. وكل العلة التى تكبل أيدى العرب عن أى عمل إيجابى.. نقول ذلك لأن هذه الجامعة هى الأقدم.. حتى من الأمم المتحدة.. وأى تنظيم إقليمى أو عالمى..

أقول لست حزيناً على الجامعة بقدر حزنى على العزيزة سوريا.. فهى لم تفعل شيئاً يذكرنا بأنها مازالت على قيد الحياة، تجاه كل ما جرى ويجرى فى سوريا، وكيف غابت سوريا: العضوية والقضية حتى عن الاجتماع الميت.. على البحر الميت منذ أيام. وكيف لم تتحرك الجامعة وقوات العديد من الدول تمرح فوق أرض سوريا وتفعل بها وبشعبها ما تشاء، من قوات روسية وأمريكية وإيرانية وتركية.. وما خفى كان أعظم.. والمؤلم أن الجامعة لم توقظها حتى صواريخ التوما هوك الـ٥٩ وهى تدك أكبر قاعدة جوية سورية فى النصف الشمالى من سوريا العزيزة.. وإذا كانت هذه الصواريخ لم توقظ الجامعة.. ترى ما الذى يمكن أن يوقظها؟.. أم أن سوريا مصيرها هو نفس مصير الدولة المؤسسة الأخرى، العراق، التى تم تدميرها وأصبحت مستعمرة إيرانية.. وربنا يرحم القادسية الأولى وسعد بن أبى وقاص.. والقادسية الثانية.. وصدام حسين!!

المهم أن ما يجرى يصب فى النهاية لصالح الدولة التى قامت الجامعة لمقاومتها، وهى إسرائيل.. وهذه هى العراق وقد خرجت تماماً من خندق المقاومة.. ثم تتبعها الآن سوريا، التى هى حصن العروبة وخندق العربية.. بينما تم تحييد لبنان. ولا ننسى هنا مصر التى يحاولون تدميرها من الشرق حيث سيناء ــ الملاصقة أيضاً لإسرائيل ــ ومن الغرب ليبيا، وكانت داعمة للمواقف العربية.. العظيمة!!

إن كل من حول إسرائيل تم تدميرهم.. واستنزاف قواهم وقوتهم.. حتى المقاومة الفلسطينية تمزقت.. وتحولت إلى أشتات لا أظافر لها.. وحتى كل دول الخليج والسعودية أيضاً باتت تحت المطرقة.. بمخطط خبيث اندفع من اليمن، التى كانت هى أيضاً من الدول السبع المؤسسة للجامعة.

فهل نحن كذلك: ذبحنا.. يوم ذبح الثور الأبيض؟! وهل الهدف هو حماية إسرائيل.. بعد إضعاف مصر وإنهاكها؟.. وما كان مخطط ضرب مصر إلا ليسهل للعدو ــ وحده ــ أن يكون الصوت الأعلى.. واليد الأطول.. والقوة الأكثر قدرة.

■ أكيد أقول إن الرئيس حسنى مبارك كان الأكثر فهماً لهذا المخطط الذى بدأ بتدمير العراق.. ومازلت أتذكر كيف حذر مبارك صدام حسين من مغبة سلوكياته، سواء بجريمته بغزو الكويت.. أو بعدم استماعه لنصائح مبارك المتكررة بما يدبر له.. وللعراق.. ولكن الغباء وقصر النظر أعمياه عن رؤية المستقبل المظلم الذى ينتظره، وبلاده، وهو ما تحقق عام ٢٠٠٣، ولا أدرى ماذا سوف يكون شعوره لو عاش حتى يرى بغداد تدير إيران سياستها وأمورها من طهران.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل