المحتوى الرئيسى

التعليم والصفحة الجديدة مع أمريكا | المصري اليوم

04/09 23:02

أهم نتيجة للزيارة الأخيرة للرئيس السيسى للعاصمة الأمريكية واشنطن هى أنها فتحت صفحة جديدة للعلاقات مع الولايات المتحدة، ومستقبل هذه العلاقات سوف يتوقف على ما يكتب فى هذه الصفحة الجديدة، والكرة هنا فى الملعب المصرى بقدر ما هى فى الملعب الأمريكى.

نقطة البداية هنا يجب أن تتمثل فى الخروج من أسر التفكير التقليدى الذى حكم هذه العلاقات فى الماضى، والتفكير فى دوائر جديدة للتعاون الثنائى تعود بفائدة أكبر على مصر والمصريين، وتساهم فى مواجهة التحديات التى تعيشها البلاد فى المرحلة الحالية.

وأرى أن التعليم، والتعليم العالى على وجه الخصوص، يجب أن يشكل جانباً من هذا التفكير الجديد، وأن يحتل أولوية فى هذه المرحلة الجديدة من العلاقات بين البلدين، وأن يكون جزءاً من منظومة الشراكة الاستراتيجية بينهما.

لماذا التعليم؟ لأسباب كثيرة منها: أولاً الولايات المتحدة تحتل مكانة متميزة فى هذا المجال، والجامعات ومراكز البحث الأمريكية تكاد تحتكر كل التصنيفات لأفضل الجامعات فى العالم، كما أنها تحتل أيضاً المقدمة فى مجالات الابتكار والإبداع، وثانياً لأن الاستثمار فى العقول وتنمية الموارد البشرية هو أهم ما تحتاجه مصر فى هذه المرحلة، وثالثاً لأن الحرب الفكرية فى مواجهة الإرهاب تتطلب عقولاً تشكلت بطريقة غير تقليدية ومنفتحة على الآخر، ورابعاً أن التعاون فى مجال التعليم سوف يضيف بعداً شعبياً للعلاقات مع الولايات المتحدة، ويخرجها من الأطر الحكومية والرسمية التى هيمنت عليها فى العقود الأخيرة.

هناك مجالات كثيرة للاستفادة بشكل أكبر من إمكانيات الولايات المتحدة فى مجال التعليم والبحث العلمى، والعديد من دول العالم سبقتنا فى التعاون معها فى هذا المجال.

أحد هذه المجالات هو زيادة عدد المنح للطلاب المصريين للدراسة فى الولايات المتحدة، وفقاً لأولويات تنموية وخطة بحثية مصرية، ومشاركة المؤسسات الوطنية فى اختيار هؤلاء الطلاب. برنامج جديد وطموح للمنح الدراسية الأمريكية يعد أمراً ضرورياً أيضاً فى ظل أزمة العملة الصعبة، والتى أدت إلى تقلص برنامج البعثات المصرى.

هناك أيضاً فكرة الشراكة والتوأمة بين الجامعات ومراكز الأبحاث المصرية ونظيرتها الأمريكية، والتى تتيح تبادل الخبرات والباحثين، وإتاحة الفرصة لأساتذة أمريكيين فى مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة وغيرها للتدريس بمصر، وللأساتذة المصريين لقضاء فترة من الوقت بالجامعات الأمريكية. وعلى سبيل المثال قامت الهند بربط معاهدها التكنولوجية بمثيلتها الأمريكية، وساهم ذلك فى تحول هذه المعاهد إلى مراكز للتميز على مستوى الهند والعالم، ولا غرابة أن نجد الهند وقد تحولت اليوم إلى مركز للتطوير التكنولوجى، ونشهد العديد من الهنود يديرون كبرى شركات التكنولوجيا فى الولايات المتحدة والعالم.

كذلك من الممكن التعاون فى مشاريع بحثية محددة ترتبط بتحديات تواجهها عملية التنمية فى مصر مثل الأمراض المتوطنة وزيادة الإنتاج الزراعى وتحلية المياه وتوليد الكهرباء من مصادر غير تقليدية.. وغيرها.

ويمكن أيضاً تطوير التعليم الفنى والمهنى بمصر من خلال الاستفادة من التجربة الأمريكية المعروفة باسم «كليات المجتمع» Community Colleges، والتى تركز على مهارات سوق العمل بالمجتمع المحلى، وتستند إلى شراكة مع قطاع الأعمال بهذه السوق.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل