المحتوى الرئيسى

هناك فى العالم الآخر..!

03/30 21:24

** لن يمنع الفيديو أخطاء الحكام، ولن يمنع حكم خامس وسادس وسابع أخطاء الحكام. فحين دخلت التكنولوجيا كرة القدم لم تمنع أخطاء الحكام. لا عين الصقر، ولا عين الفهد، ولا عين عشرات الكاميرات التى تحاكم الحكام الآن. ومعلوم أن هذا الاتجاه سببه هو ضربة جزاء الزمالك التى لم تحتسب، حين قفز أحمد سامى وأطاح بالكرة بيده فى مشهد ليس له مثيل، ولم أفهمه حتى اليوم. لم أفهم لماذا فعل ذلك، ولم أفهم كيف ترك اللاعب أو حارس المرمى الثانى جهاد جريشة يقع فى الفخ دون أن يعترف بأخلاق أنها ضربة جزاء..؟

** أخلاق.. يعنى إيه أخلاق؟ مضى زمن الأخلاق. زمن اعترف فيه على خليل بأن كرته التى سددها ليست هدفا فتراجع الحكم عن قراره، ويومها خسر الزمالك بهدف للاشىء أمام الإسماعيلى. كانت أيامها هناك أخلاق. ولو كان أحمد سامى اعترف لتذكرته أجيال قادمة، ونسيت النتيجة، لكنه لم يفعل ما كان واجبا أن يفعله.. ولم يكن واجبا أيضا أن يعلن الزمالك انسحابه، فلو قرر كل فريق الانسحاب لأن الحكم لم يحتسب ضربة جزاء لما عاشت كرة القدم، ولما وجدنا فريقا واحدا يلعب فى الساحة..

** هناك فى العالم الآخر، الذى نسميه العالم يتحدثون ويتقاتلون فى ملاعب الرياضة، بينما فى عالمنا نحن نرى العجب. نرى «معارك بين لاعبين، ومعارك بين مدربين، ومعارك على لاعبين. ونرى طبعا لاعبين يتعاركون مع أنديتهم. وأندية تتعارك مع أندية. وجمهورا يتعارك مع جمهور، وإعلاما يتعارك مع إعلام..!

** هناك فى العالم الآخر يحتفون بالإنجازات ولا يتعاركون. ومنذ سنوات كنت أقرأ تقريرا فى صحيفة الصنداى تايمز عن السباح الأمريكى مايكل فيلبس وكيف أنه المرشح للفوز بلقب أفضل رياضى فى التاريخ، وذلك قبل أن يترشح فعلا.. وقد وصفته التايمز بأنه فى عالم السباحة القصيرة يساوى أينشتين صاحب نظرية النسبية، ونيوتن مكتشف قانون الجاذبية.. !

والتقرير كان حافلا بالتحليل العلمى لأرقام فيلبس وقدراته البدنية والذهنية.. يومها سأل المحرر السباح مارك سبيتز أسطورة دورة ميونيخ الفائز بسبع ذهبيات: ماذا تقول عن احتمال فوز فيلبس بسبع ميداليات ذهبية فى بكين؟!

أجاب سبيتز قائلا: إنه سيكون مثل ثانى رائد فضاء يضع قدمه فوق سطح القمر.. فبعد سنوات لن يتذكره أحد لأن الجميع يحفظون اسم أول رائد فضاء يهبط فوق سطح القمر وهو نيل أرمسترونج (لايتذكر أحد رائد الفضاء ألدرن زميل أرمسترونج الذى هبط بعد بثوان فوق سطح القمر لأنه كان ثانيا)!.

وعاد المحرر وسأل سبيتز: وماذا لو فاز فيلبس ب8 ذهبيات فى دورة بكين ؟!

أجاب سبيتز قائلا: سيكون مثل أول رائد فضاء يهبط فوق سطح المريخ!

** الإجابات فيها بلاغة وفكرة وإعجاب وتشجيع للمنافس، ولو كانت الأسئلة فى الرياضة المصرية، عن أرقام وإنجازات وتاريخ يكتب، فسوف تكون الإجابات فيها تكسير وتحطيم لروح المنافسة.. وأحسن مثال قصة عميد لاعبى العالم. فالكرة المصرية فيها لاعبان يحمل كلاهما لقب عميد. وهما حسام حسن وأحمد حسن. ولا يمكن أن يحدث ذلك فى أى أمة.. عميدان.. كيف؟

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل