المحتوى الرئيسى

مخطوطات نجع حمادي «الحلقة الخامسة».. كنز «الطارف» يصنع سمعة عالمية للمدينة | النجعاوية

03/30 15:38

الرئيسيه » بين الناس » تحقيقات » مخطوطات نجع حمادي «الحلقة الخامسة».. كنز «الطارف» يصنع سمعة عالمية للمدينة

يحقق فيها ويكتبها: أمير الصرّاف

يقول شاهد العيان إبرام بباوي إن الأمريكي كان يأتي كل سنة حتى بداية الثمانينيات، وارتبط بصداقة وطيدة مع الصيدلاني النوبي «هاني الزيني» الذي كان يشغل مدير مصانع سكر نجع حمادي وقتها، وكان مولعًا بعلم المصريات، وعمل أيضًا خبيرًا بالأمم المتحدة ومنحته الدولة وسام الاستحقاق قبل وفاته سنة 2013.

ويضيف: دعم الزيني روبنسون بإمكانيات شركة السكر حيث فتح له استراحة المصانع بعد أن كان يقيم في فندق صغير علي النيل في نجع حمادي، وكذلك مده بسيارة لتنقلاته في المدينة وقراها وجبل الطارف وكان يرافقه أحيانًا أثناء الحفائر، وكان يرافق روبنسون صديقته «أنيتا».

ويورد بباوي أنه دعا أفراد البعثة جميعًا للغذاء في منزله وكان عددهم 13 فردًا، ويتذكر منهم دوجلاس (Douglas Kuylensti) وكان طيار في شبابه وكانت مهمته توثيق عمل البعثة بالكاميرا الفوتوغرافية، و«سعدي سعفان» فلسطيني الجنسية وكان سائق روبنسون وحارسه ويرافقه كظله.

في سنة 1975 انتهى جيمس روبنسون وفريقه، بالتنسيق مع اليونسكو، من ترميم وإعداد دراسة متكاملة عن مخطوطات نجع حمادي المحفوظة حاليًا في المتحف القبطي بالقاهرة، وبلغ عددها 12 مجلدًا تحوي 52 نصًا أو كتابًا عددها ألف و125 صفحة، وكتبت باللغة القبطية وباللهجتين الصعيدية والإخميمة الجنوبية، وبمشاركة وإشراف علماء مصريين منهم الدكتور لبيب حبشي وباهور لبيب.

ونشر روبنسون اكتشافه 1975 وترجم إلى الفرنسية والألمانية، وزار هنري كيسنجر وزير الخارجية الأمريكي المتحف القبطي لتفقد المخطوطات، وتم إعلان نتائج الاكتشاف في احتفال كبير في المتحف القبطي، وحرص «جيمس روبنسون» على دعوة صديقه إبرام بباوي.

ولم تنقطع علاقة روبنسون ـ بباوي حتي بعد إنهاء عمله في نجع حمادي، وكان حريصًا على زيارة صديقه بمنزله حتى أوائل التسعينيات، وعاش عالم المصريات أيامه في نجع حمادي مثل المستشرقين كان يأكل الأكلات الصعيدية ويزور أصدقاءه في القرى في منازلهم، وتمكن خلال زياراته المتعددة من رصد مظاهر الحياة الاقتصادية والاجتماعية ومنها إشكالية الثأر في كتبه، كما زار ودرس امتداد جبل الطارف في قرية «أبو مناع» التابعة لمركز دشنا، وآثار قرية «هو»، و«فاو»، ونشر صديقه السويدي تورني سودربرغ كتابًا عن مقابر عصر الدولة القديمة شرق نجع حمادي.

وبفضل دراسة ونشر مخطوطات نجع حمادي، التي تعود زمنيًا إلى نهاية القرن الثالث الميلادي إلى بداية القرن الرابع الميلادي، أزيح الكثير من الغموض عن الفلسفة الغنوصية وأدبياتها التي كانت مجهولة للعالم حتى منتصف القرن التاسع عشر، وهي فلسفة دينية مسيحية نشأت في سنة 75 ميلادية.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل