المحتوى الرئيسى

الكلاب ليست وفيَّة في جميع الأوقات.. رجل أحبَّ كلبه أكثر من نفسه فافترسه خلال لقاءٍ مع "بي بي سي"!

03/30 14:54

لم تكن هذه المحاولة الأولى للكلب، الذي عضَّ صاحبه وأودى بحياته خلال حوارٍ مع طاقم عمل فيلم لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، فقد سبق أن هاجمه في مرات سابقة على الحادثة الأخيرة، وفقاً لرواية أحد الجيران.

كان الرجل، الذي يُعرَف محلياً باسم ماريو بيريفويتوس، ويبلغ من العمر 41 عاماً، برفقة طاقم عمل الفيلم في منزله بمقاطعة وود جرين (شمال لندن) عندما هاجمه كلبه، وهو من نوع ستافوردشاير بول ترير، ليعضه من عنقه في الـ20 من مارس/آذار الجاري.

استدعى طاقم العمل سيارة إسعاف على الفور، قبل الساعة العاشرة والنصف مساء، ونُقل الرجل إلى المشفى، حيث أُعلنت وفاته بعدها بساعات، وفقاً لتأكيدات شرطة العاصمة لندن.

تحدث أحد الجيران، عرَّف نفسه باسم تيفون، مع صحيفة الغارديان البريطانية، الأربعاء 29 مارس، وأفاد بأن الكلب هاجم بيريفويتوس مسبقاً؛ إذ قال: "لقد سبق أن هاجمه الكلب مرة أو مرتين سابقاً. عضَّ الكلب صاحبه منذ 6 أو 7 أشهر ماضية. سمعناه يصيح على الكلب، ثم خرج مهرولاً وآثار الدم ظاهرة على ساقه".

غير أنه قال إن بيريفويتوس "أحب كلبه أكثر من نفسه". وأضاف الجار، الذي أفاد بأن الكلب يتسم بهدوء طبعه بشكلٍ عام، قائلاً: "لم أر الكلب شرساً مطلقاً".

لم تُحدَّد هوية طاقم العمل، وامتنعت "بي بي سي" عن الإفصاح عن ماهية الفيلم الوثائقي الذي كان يُصوَّر في بيت بيريفويتوس . وقالت الشرطة إن الفيلم ليس له أية علاقة بالمسلسل الوثائقي الذي تصوره "بي بي سي" تحت عنوان "The Met: Policing London"، وهو مسلسلٌ يتحدث عن طبيعة عمل ضباط شرطة العاصمة وقد انتهت "بي بي سي" من تصوير الجزء الثاني منه.

استُجوِبَ المراسلون، وهما رجلٌ في العشرينات من عمره وامرأة في الثلاثينات من عمرها، بمركز شرطة لندن، مطلع الأسبوع الجاري، بعد أن تلت الشرطة عليهما حقوقهما القانونية؛ لأن الشقة كانت مغلقة مؤقتاً بأمرٍ منها.

وكان الأمن يمنع أي شخصٍ، باستثناء ساكن الشقة، من الدخول إليها لمدة 3 أشهر؛ بهدف منع مَن يتعاطون المخدرات أو يتورَّطون في أعمالٍ معاديةٍ للمجتمع من الوجود بها.

وأطلقت الشرطة سراح طاقم العمل بعد أن تحققت من "أنهم لم يكونوا بالشقة من أجل الأغراض السابق ذكرها، وأن مواصلة التحقيقات بهذا الشأن لن تفيد الصالح العام".

يقول الجيران إن بيريفويتوس كان يعيش في المبنى منذ أكثر من 20 عاماً. سمع جيف مورغان، البالغ من العمر 52 عاماً والذي كان موجوداً في منزله وقت الهجوم، صراخاً وحالةً من الهرج والمرج تأتي من شقةٍ أسفله. يقول الجار: "سمعت صراخاً وأحدهم يصيح (أبعدوه! أبعدوه عني). لقد كان يصرخ بصوت مرتفع للغاية وينزف من عنقه. كانت هناك الكثير من الدماء". ووصف سكانٌ آخرون في المبنى بيريفويتوس بأنه جارٌ فوضوي ومزعج.

كانت العديد من نوافذ الشقة مغطاة، وأُلصِقَ أمر الشرطة بمنع الزائرين على الباب الأمامي.

وقال أحد الجيران، والذي عرَّف نفسه باسم بيير: "كان يأتي العديد من الأشخاص إليه. وكان هناك عراك وأحياناً صياح. أتت الشرطة إلى شقته عدة مرات حتى إنها كسرت الباب واقتحمت المكان في إحدى المرات".

فيما قال تايفون: "في مرحلةٍ ما، باتت شقته أشبه بوكرٍ لتعاطي المخدرات. كان العديد منهم يدخنون، وكانت الإبر بكل مكانٍ"، في إشارةٍ إلى الحقن المُستَخدَمة في تعاطي المواد المخدرة. وأضاف أنهم حاولوا خلال الفترة الأخيرة إخراج بيريفويتوس من المبنى؛ إذ يقول: "بعد مرور أسبوعين أو ثلاثة، استيقظنا في أحد الأيام، لنكتشف أنه لم يعد موجوداً".

وقالت جارة أخرى، طلبت عدم ذكر اسمها: "لم يكن سماع صراخٍ يأتي من الشقة العلوية خلال وقت الحادث أمراً غير مألوفٍ. نسمع عادة صراخاً، لذا لم يستدع الأمر القلق لدرجة تدفعنا لاستدعاء الشرطة. لقد كان يتعاطى المخدرات. يمكنك استنباط هذا".

وفي ليلةٍ مهاجمة الكلب له، سمعت الجارة صراخاً وأحداً يقول: "النجدة! أبعدوا الكلب". وأضافت: "كان الجميع يعلم أنه يتعاطى المخدرات. لكن مهما بلغ به السوء، لم يكن يستحق الموت بهذا الشكل".

عاش بيريفويتوس بمفرده في الشقة بعد أن انتقلت أمه إلى دار رعاية خلال العام الماضي، وفقاً للجارة التي تقول إن الجيران يعتقدون أن الكلب كان يحاول حمايته.

وتضيف: "لقد أحبَّ كلبه وكان هو عالمه كله. إذا خرج، يمكنك سماع الكلب يبكي. كان يعتني بكلبه. وحين لم يكن لديه نقود، كان يطلب مني دوماً شراء طعام الكلب. لذا فإن هذه الحادثة بالفعل غريبةٌ". وتابعت: "كان فتىً ذكياً. اعتاد إصلاح أجهزة الحاسب الآلي الخاصة بي، لكنه انضم إلى مجموعةٍ سيئةٍ". وذكر صديق آخر أنه حصل على شهادتي ماجستير، إحداهما في الفلسفة.

صُودِرَ الكلب ووُضِعَ في ملجأٍ للكلاب. ومن غير المحظور تربية فصيلة ستافوردشاير بول ترير، وفقاً لقانون الكلاب الخطرة.

أظهر تشريحٌ لجثمان بيريفويتوس، الجمعة الماضي 24 مارس، في مركز هارينجي، أن سبب الوفاة هو صدمة نقص حجم الدم، وهي حالة تحدث بسبب نقصٍ حاد في الدم، بالإضافة إلى أضرارٍ بمجرى الهواء؛ بسبب عضة الكلب.

وعلَّقت "بي بي سي" على الحادث قائلةً: "لقد كان فريق عمل فيلمٍ وثائقي تابع لـ(بي بي سي) حاضراً في المكان -لكن لم يكن هناك تصوير- وقت وقوع الحادث، وقد استدعى الفريق الإسعاف. والإدلاء بمزيدٍ من التعليقات ليس ملائماً في ظل التحقيقات الجارية".

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل