المحتوى الرئيسى

«التوصيلة الملعونة».. شهادات ضحايا تحرش وسرقات سائقي «أوبر» (تحقيق)

03/30 00:10

برغم الشهرة التى تكتسبها «خدمة أوبر» يوما بعد آخر كوسيلة آمنة للانتقال بعيدًا عن «أزمات التاكسى» المعروفة، فإن أخطاء بدأت فى التسلل إلى شركة النقل العالمية.

الفكرة الأساسية لـ«أوبر» تقوم على ابتكار نظام جديد للمواصلات يقدم بديلاً أرخص وأكثر فاعلية لـ«سيارة الأجرة»، فما عليك إلا الاحتفاظ بـ«تطبيق الشركة» على هاتفك الذكى ثم بضغطة يحضر إليك أقرب سائق فى محيط وجودك. وسط الانتشار الواسع لـ«أوبر» مؤخرًا، خرجت شكاوى من بعض مرتادى الخدمة أظهرت غياب الرقابة من قبل الشركة الأم. «الدستور» تنشر هنا شهادات لأشخاص تعرضوا لانتهاكات من قبل سائقى «أوبر»، تنوعت ما بين تحرش وسرقة ونصب، وتعرض رد الشركة على هذه الادعاءات.

ميادة: تعرضت لـ«السب».. والشركة تجاهلت الشكاوى

البداية عند ميادة خالد الطالبة فى الفرقة الثانية بكلية العلاج الطبيعى جامعة القاهرة، التى تقول إنها طلبت سيارة من شركة «أوبر» عبر التطبيق الخاص بالخدمة على هاتفها المحمول، لنقلها من الجامعة إلى سكنها فى منطقة الزمالك، لتفاجأ بعد ركوبها السيارة باختلاق السائق حديثا معها، إلا أنها تصدت له وطلبت منه التوقف عن الحديث حتى الوصول إلى المنزل.

وتضيف «ميادة» لـ«الدستور»: «فوجئت فى وقت متأخر من الليل برسالة من رقم غير معروف على تطبيق واتس آب، عرفنى خلالها بنفسه على أنه السائق الذى ركبت معه أمام الجامعة، وعندما رفضت التجاوب معه فى الحديث فوجئت بسيل من السباب الخادش للحياء».

وأشارت إلى أنها تواصلت مع الشركة لعقاب السائق، لكن الشركة لم ترد على الشكوى حتى الآن.

وتروى هبة الله المهدى، صحفية فى أحد المواقع الإخبارية الإلكترونية، ما تعرضت له من قبل الشركة، وتقول إنها طلبت سيارة، لكن بعد مدة قصيرة اكتشفت أن السائق ابتعد عن المكان الذى تنتظره فيه، وعندما تواصلت معه طلب منها إلغاء الطلب بعد سيل من السباب والشتائم.

وأشارت إلى أنها تواصلت مع الشركة، وجاء الرد بأنه سيتم اتخاذ إجراء ضد السائق، و«هو ما لم تتأكد من تنفيذه حتى الآن».

خصم الرصيد بحيلة «الرحلات الوهمية»

إلى جانب ازدياد الخدمة سوءًا يومًا بعد يوم، توجد كذلك عمليات نصب على العملاء من قبل سائقى الشركة عبر «الرحلات الوهمية» التى تفاجئ العميل بخصم حساب الرحلة دون أن يجريها من الأساس. ويقول رضا غيث، مدير بإحدى الشركات الخاصة فى مدينة نصر، إنه تعرض لعمليتى نصب من أحد سائقى شركة «أوبر»، الأولى حين طلب سيارة من التطبيق الخاص بالشركة على هاتفه المحمول، ورغم عدم وصول السيارة والسائق، إلا أنه فوجئ بخصم 20 جنيها من الحساب الخاص به.

أما المرة الثانية التى تعرض فيها للنصب، فبدأت بطلب إيصاله من أمام الكاتدرائية المرقسية فى العباسية، وتواصل مع السائق، وتبين أنه فى مكان آخر غير الموجود به، فطلب السائق منه المجىء إليه، وأخذ يصف له الطريق، إلا أنه لم يجد السائق، ومع ذلك فوجئ بخصم مبلغ الرحلة رغم أنه لم يركب السيارة.

وأشار إلى أنه تواصل مع الشركة على التطبيق الخاص بها، وعلى صفحتها الرئيسية بموقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» والبريد الإلكترونى الخاص بها، لكنه لم يتلق أى رد من قبلها على الشكوى.

سائق يسرق 6 آلاف جنيه من «زبون» بـ«خدعة سينمائية»

لم يتوقف الأمر عند سب عملاء من قبل سائقى الشركة، بل تعدى إلى السرقة من خلال التنصت على المحادثات الخاصة بالعملاء. يقول عمرو أشرف، صاحب إحدى شركات الدعاية والإعلان فى مصر الجديدة، إنه تعرض للسرقة على يد أحد سائقى الشركة.

ويروى «أشرف» الواقعة: «طلبت سيارة من شركة أوبر لإيصالى من التجمع الأول إلى مصر الجديدة، وتحدثت فى هاتفى الشخصى داخل السيارة مع المحاسب الخاص بالشركة التى أملكها، وطلبت منه التوجه إلى أحد المطاعم ليلتقى عميلاً فى مدينة نصر، وأخذ مبلغ 6 آلاف جنيه منه».

ويضيف: «السواق سمعنى وأنا بكلم المحاسب وبقوله هتروح المطعم الفلانى فى الوقت كذا، وهتطلب منهم 6 آلاف جنيه، وهتقول لهم إن إنت من طرف عمرو أشرف، ثم وصلنى مصر الجديدة، وتوجه بالسيارة إلى ذلك المطعم، ودخل وقالهم أنا من طرف عمرو أشرف وهو لسه قافل معاكم دلوقتى، وبعدين أخد الفلوس وعدها»، لافتًا إلى أنه كان من المفترض تسليمهم «إيصالا» من الشركة، فخدعهم بقوله: «هجيبه من العربية وآجى.. لكنه أخذ الفلوس وفر هاربًا».

وأشار إلى أنه حرر محضرًا بالواقعة فى قسم شرطة مدينة نصر أول، حمل رقم «9057 لسنة 2017»، وتمت إحالته إلى النيابة المختصة التى تباشر التحقيقات، وذلك بتاريخ 11 فبراير 2017، مضيفًا: «تم إبلاغ أوبر بواقعة السرقة، غير أن الشركة لم ترد إلا بعد فترة، إذ تعهدت بإيقاف السائق وتسليمه للشرطة ورد المبلغ المسروق، وهو ما لم يحدث حتى الآن».

دعوات لحذف «التطبيق» بعد التحرش بـ«سوزان»

كشفت سوزان فاولر، مهندسة سابقة فى الشركة الرئيسية لـ«أوبر»، تعمل حالياً فى شركة «ستريب» تجربتها فى العمل بالشركة، ووصفتها بالمرعبة، واتهمت مديرها المباشر فى العمل بالتحرش بها جنسياً من خلال الرسائل فى أول يوم عمل، ما دفعها لإبلاغ إدارة الموارد البشرية فى الشركة.

وبحسب «فاولر»، فإن إدارة الموارد البشرية فى الشركة لم تتخذ أى إجراء لصالحها، بل أجبرتها على ترك فريق العمل الذى يشرف عليه المدير المتحرش، والالتحاق بفريق عمل آخر.

وبعد عدة أسابيع اشتكت موظفة أخرى من تحرش المدير نفسه، وأن المسئولين أخبروها أيضا أنه الخطأ الأول له.

ومع تزايد الدعوات لمقاطعة الشركة عبر موقع التدوينات القصيرة «تويتر» بعد رواية «سوزان» فتحت الشركة تحقيقًا فى وقائع التحرش الجنسى التى تجاهلتها لفترة طويلة، فضلاً عن اتجاه الشركة للنظر فى معدلات التنوع والتوازن بين الرجال والنساء داخلها.

وكان آخر الحوادث التى شهدتها خدمة «أوبر» فى مصر خلال الشهر الماضى، حين أمرت نيابة حوادث غرب القاهرة، برئاسة المستشار هيثم أبو ضيف، بحبس سائق فى الشركة ٤ أيام، بتهمة سرقة هاتف طالب بمنطقة الزيتون، أثناء توصيله.

الشركة: فيش جنائى وتحليل مخدرات لقبول أى سائق

واجهت «الدستور»، وكيل شركة «أوبر» فى القاهرة، محمود صقر، بحالات التحرش والسرقة والنصب التى تضمنها التحقيق، فقال إن «الشركة لا تتساهل مع أى سائق مخالف، وتتعامل بحزم مع ذلك الأمر».

وأشار إلى أن الشركة تلزم كل شخص يملك سيارة ويريد الانضمام إليها بمواصفات خاصة بالسيارة، فضلا عن بعض الأوراق والمستندات الثبوتية الخاصة بالسائق من فيش وتشيبه وبطاقة شخصية وتحليل مخدرات، إلى جانب فحص السيارة لمعرفة مدى ملاءمتها. وقال «العميل عندما يطلب الخدمة يظهر رقم لوحة السيارة وصورة السائق، وعندما تختلف لوحة السيارة وصورة السائق يجب ألا يركب العميل السيارة، ويكون فى هذه الحالة خطأ العميل وليس للشركة دخل فى هذا الموضوع».

وكانت شركة «أوبر» قد أعلنت قبل أيام أن إجمالى عدد السيارات العاملة فى منظومتها بمصر يبلغ نحو 45 ألف سيارة، ورأسمالها ازداد من 200 ألف دولار فى 2009 إلى 63 مليار دولار فى 2016.

وفى إطار مواجهة انتشار خدمات «أوبر»، قررت جمعية سائقى سيارات الأجرة البيضاء فى وقت سابق، تدشين تطبيق على شبكة الإنترنت يوفر سيارات الأجرة، عبر الأجهزة التى تعمل بنظام «أندرويد»، ومن المقرر أن يعمل فى نطاق محافظات القاهرة الكبرى.

«حماية المستهلك» و«المرور»: بلا وضع قانونى

قال اللواء عاطف يعقوب، رئيس جهاز حماية المستهلك، إن هناك لجنة مشكلة من قبل مجلس الوزراء لبحث أوضاع شركات التوصيل، لافتًا إلى أن هذه الشركات تتعامل حالياً مع وزارتى الاستثمار والنقل، والإدارة العامة للمرور بوزارة الداخلية، ما يجعل مسئولى الجهاز لا يعرفون تبعيتها القانونية حتى الآن. وأضاف «يعقوب»: «الجهاز يتابع ما يصدر من مشاكل عن هذه الشركات، التى كان آخرها حملة إعلانية لشركة أوبر تتحدث بإساءة عن الحموات، وتنشر إعلانات جاء فيها: «عشان ترتاحى من حماتك».

وتابع: «الجهاز يبحث عن المشاكل التى تصدر عن الشركات، ويتم استدعاء الشركة، والتى تتجاوب معنا، والمشكلات التى لا نستطيع حلها تحال إلى النيابة». وقال المقدم عماد حماد، مدير إدارة الإعلام والعلاقات العامة فى إدارة مرور القاهرة، إن شركتى «أوبر» و«كريم» ليس لهما أى وضع قانونى من الأساس، و«السيارات التابعة لهما تخالف شروط التراخيص، لأنها سيارات ملاكى تحمل الركاب بأجر».

وأشار إلى أنه من يتم إيقافه من قبل المرور يتم تحرير مخالفة ترخيص لتحميل ركاب بأجر وهذه «جنحة»، وتسحب رخصة السيارة لمدة لا تقل عن 6 أشهر ولا تزيد على السنة، وليس لها عقوبة مادية.

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل