المحتوى الرئيسى

حسام رمضان يكتب: شباب الألفية الثالثة..وسرد مضيِّ 365 يوم | ساسة بوست

03/29 20:59

منذ 9 دقائق، 29 مارس,2017

كان الانتقال من المرحلة الإعدادية إلى الثانوية طفرة في الاطلاع والاحتكاك بشرائح أوسع في المجتمع، حيث بدأت أستقل المواصلات العامة؛ كي أصل لدروس التقوية وغيرها، كل صباح تتجدد رحلة عجيبة على قصرها، ذروتا اليوم في السادسة صباحًا والرابعة ظهرًا.

كنت للمرة الأولى أتوسطن مجموعة من شباب لم أكن أعرفهم في درس التقوية، ثم بعد أن نأخذ وجبتنا من حصة الإنجليزي، نُسرع لمكتبات التصوير المجاورة لمقر الدرس؛ حيث تجاورها مدرسة البنات الثانوية، وإذ بالشباب المفتوحة قمصانهم المدرسية، والمثبتة قصات شعرهم بذلك الاختراع الجديد «الچل»، ومجموعات البنات المضيقة «چيباتهن»، وكأنها مقدودة عليهن، يمسكنّ حافظات الكتب على صدورهن، ويمشين في فخر مصطنع محببٍ إلى الفئة المرافقة لي أثناء دقائق التصوير، ينتشرون جميعًا على أرصفة المدارس ونواصي الشوارع وموقف المواصلات، ليس لأكثرهم حديث سوى حديث تلك الفتاة التي نظرت له ليلة أمس، أو ذلك الفتي الذي يلح عليها للحصول على رقم هاتفها، حتى بدا لي أن المرحلة الثانوية ـ كما قيل لي ـ هي أفسد مراحل المراهقة والشباب معًا.

تركت كل الأغاني لفترة وأخذت ذلك عهدًا مع نفسي، وبعدها بأسابيع صرت أستمع إليها مجبرًا غير مختار، فالميكروباصات والمواصلات الخاصة تدوي في أرجائها؛ مما يجعل الجميع يسمع دون عناء شراء تلك الأشرطة، عند السلفي الحق تلك كلمات تهتك أستار سمعه بعنف، في معجمها الغنائي تدور حول: عشق – حب – حضن – عيون – شفايف، بكل مشتقاتها، بجانب شيء مما يعرف بالنوع الشعبي، ومعجم كلماتها تكون في «هاتي بوسة – العلبة الذهبية – صاحب سجارتين…إلخ»، لم تك تحتوي هذه الأغاني على أية قضية أخرى في الحياة، الجميع يستمعون بلا امتعاض ولا تمعر للوجه من المعصية والانحطاط، مما يستحضرني الحديث الشريف لرسول الله صلي الله عليه وسلم: سيأتي زمان على أمتي القابض على دينه كالقابض على الجمر. فاليوم بما استطعت أقبض على يدي، وتستمر الأغنية بين «ودا كان وكان وكان» عامًا وعامًا بين «مفيش صاحب يتصاحب».

كلمات بين أغنيتين بدأتا تأخذان شعبية كبيرة في هذه الفترة

مع ظهور فئة جديدة قد تكون غنواتها تقودها حركات، أي رقصات ما أشبهها بالبهلوانية! هؤلاء شباب هيئتهم لم تكن تلك التي تسحر ويجتمع على وسامتهم الناس، تستضيفهم تلك الشخصيات الإعلامية، وتسير الفلوكة على نهج ما لا يقدر عليه المال، يقدر عليه الإعلام، وأصبح بقدرة قادر نجم الجيل! يا إلهي!

«سيب إيدي» ڤيديو كليب ذاع صيته وأثار جدلًا حول ما يتضمنه على مواقع التواصل الاجتماعي والميديا عامة؛ كونه اعتبره الشباب أول فيلم إثارة، لا يحتاجون إلى شرائط السي دي، ومكان مغلق ليشاهدوه خلسة، بل يكفي أن يتربعوا أمام شاشة إحدى القنوات؛ ليروه يعاد كل ربع ساعة تقريبًا.

استأت أيما استياء من تلك الحالة، ومن هذا المجتمع الذي يطلع شبابه على مثل هؤلاء الأشخاص، ولكنني أخذت ألوم نفسي، لم لا يعرف شبابنا عن النجوم الإسلاميين؟ وهل يسعي النجوم المتميزون من الإسلاميين للنجومية أصلًا؟ من يعرف الأنشودة الإسلامية؟ لم لا نجد صيحاتهم؟ صدمت أنني شخصيًا لا أحفظ من أسمائهم سوى القليل، وفي الغالب لا أعرف من الأنشودة سوى الكلمات؛ فقد رأيت أن جيلي لم يعد يرى للملتزمين أية وجاهة تُذكَر، وأن هذا الجيل من الفتيات لا يباغتن في أحلام يقظتهن سوى المنحلين، فلم لا أمهد لشباب الدعوة، المقفلين الرجعيين، موطئ قدم، ولو كان في أحلامهن.

لا، إطلاقًا هدفي بسيط للغاية، أن تشعر الواحدة منهن في قرارة نفسها أن شابًا به مقومات المظهر الذي يتعلقن به، قد يكون ملتزمًا محترمًا، فيشرق في نفسها أمل أن يكون شريك حياتها في مستقبل الأيام شابًا مثل هذا. من لها …!

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل