بالصور.. الدستور ترصد أفراح السجناء في احتفالية 'لم الشمل'

لأول مرة تجتمع الأم السجينة، وابنها السجين، بمكان واحد، داخل سجن النسا بالقناطر، تعانقه وتحتضنه وعيونها مليئة بالدمع، فبين مشاعر الفرحة والندم، وذاكرة تجتر أفعالاً وسلوكًا عاقبهم عليها القانون، بدأت احتفالية "لم الشمل" التي نظمها قطاع مصلحة السجون بمناسبة عيد الأم، حيث جلس الابن الكبير المذنب، والأم السجينة في مشهد مؤثر بجوار بعضهم البعض، ولسان حال كل منهما الندم.

وإن كانوا اعتبروها هدية وزارة الداخلية لهم بتلك المناسبة، ولربما تترك في نفوسهم أثرًا من المتوقع أن يسهم في إعادة تفكيرهم في تغير مسار حياتهم بعد إنهاء فترة عقوبتهم.

بدء الحفل بترحيب مساعد وزير الداخلية لقطاع السجون، اللواء محمد الخليصي، بالأمهات وأبناءهم، معربًا عن سعادته بهذا المشهد، متمنيًا أن يكون مشهد مراجعة، وبداية جديدة ينطلقوا منها إلى حياة سعيدة بعيدًا عن الأخطاء، مؤكدًا لهم أن الإنسان ولد خطاءًا، ولكن الله من عليه بالعفو والغفران، حتى يصلح ما أفسد ويعوض ما أضاع.

والتقطت عدسة "الدستور" مشهد لأم سجينة تدعى سلوى سعد 53 سنة حكم عليها بالحبس 3 سنوات في قضية حشيش، ويلتف زراعها حول ابنها المحبوس، بسجن أبو زعبل، لقضاء عقوبة السجن المؤبد، لتكوينه تشكيلاً عصابيا لسرقة السيارات حيث يروي فتحي محمد فتحي 25 سنة، والدموع تتحجر بعينيه، بأنه جاء اليوم من محبسه يحتفل مع والدته، بيوم الأم، ولكنه تمنى أن تعود السنوات للوراء حتى لا يجلس بجوارها ويقول لها كل عام وأنتي بخير يا أمي، إلا في بيتهما وسط أشقاءه، وتقول الأم: إنها تشعر بمنتهى السعادة لحضور فتحي، لتملي منه عينها، قبل أن يرجع مرة أخرى لمحبسه بسجن أبو زعبل.

وكما جمعت حفل عيد الأم بالسجون الابن والأم، جمع كذلك الزوجة والزوج، ممن يقضي كل منهم عقوبته، حيث جلسا بجوار بعضهم البعض، يملئ أعينهما الكثير من العتاب، ويحمل كل منهما للأخر مشاعر وكلمات وحب، ووقفت عاجزة أمام أفعالاً أتت بهم إلى حيث هم مقيديون الحرية، وعندما اقتربت منهم عدسة "الدستور" أخرجا كل ما احتبسوه في صدورهم.

فعبر أشرف سيد جمال نزيل سجن طرة عن رغبته الشديدة في مرور فترة عقوبته المحددة بـ 3 سنوات، ليعود هو وزوجته فاطمة القابعة خلف أسوار سجن النسا لأبناءهم الأربعة، مؤكدًا أن "26 صوباع " حشيش هم السبب في حبسه، وشريط حبوب مخدرة تم ضبطه مخبأ بين طيات طعام ملفوف أتت به زوجته له أثناء إحدى زيارتها له هو سبب ما جعلها تلحق به في سجن القناطر بعد حكم حبسها 3 أعوام، ورغم إنكارها معرفتها بالحبوب المخدرة، فإنها تعلن عن سعادتها، لاقتراب وقت الإفراج عنها بعد قضاءها فترة 18 شهر.

كما وجد ضمن المتراصين في احتفال قطاع السجون زوجين آخران، ولكنها إبدى عدم رغبتهما في الحديث لأنهما لا يريدان تذكر ما حدث، ولو بكلمة وحدة، داعيين الله فقط أن يمر ما بقى من عقوبتهما على خير.

جاء احتفال وزارة الدخلية بيعد الأم هذا العام مختلفًا بشكل كبير عن الأعوام السابقة، فبالإضافة إلى إحضار الأبناء المسجونين بعدة سجون مختلفة للأمهات داخل سجن القناطر، تم اختيار المسجونة المثالية، وتكريمها وسط القيادات والحضور وصعودها على المنصة، وتسليمها بعض الهدايا وهي فاطمة أحمد حجاج.

كما اختيرت الحارسة المثالية سامية كمال إبراهيم، كما تم الإفراج عن اثنتين من الغارمات بعد دفع دينهن بمساهمة جمعية مصر الخير، وقُدمت الهدايا لعدد من الأمهات السجينات، سلمها لها مساعد وزير الداخلية لقطاع السجون.

كما ألقتا السجينتان إيمان السويفي وعبير حمزة، كلمة شكر وتقدير لوزير الداخلية، ومساعد الوزير لقطاع السجون، اللواء محمد الخليصي، وذلك نيابة عن المسجونات، مؤكدتان مدى الدعم والمساعدة وحسن المعاملة والرعاية داخل السجن.

حضر الحفل، الدكتورة نشوى الحوفي، بصفتها عضو بمجلس المرأة، والعميد منار مختار، بقطاع حقوق الإنسان بالوزارة، ودكتر سهير عوض، مدير مؤسسة مصر الخير، والنائب أحمد رفعت، عضو مجلس الشعب، رئيس مباحث سجن القناطر سابقا، ونوال مصطفى رئيس جمعية أطفال.

أقيم الحفل في إطار حرص وزارة الداخلية على إعلاء قيم حقوق الإنسان، وحرص قطاع مصلحة السجون على تطبيق المنهج الحديث للتنفيذ العقابى، والذى يتمثل فى توفير جميع أوجه الرعاية المختلفة للنزلاء، خاصةً فى مجال الرعاية والتواصل الإجتماعى مع أسرهم، ووفق توجيه واهتمام اللواء مجدي عبد الغفار بتفعيل برامج الإندماج والبناء في المجتمع من قبل المسجونات، كما يتواكب مع إعلان الرئيس عبد الفتاح السيسي عام 2017 عام للمرأة.

نظمت مديرية التضامن الاجتماعي بالغربية، احتفالية كبرى بقاعة المؤتمرات الكبرى بالديوان العام؛ لتكريم الأمهات المثاليات بمناسبة عيد الأم. وتم تكريم 13 أم مثالية على مستوى المحافظة بهدايا مادية وعينية ...

أجرى الأنبا موسى الأسقف العام للشباب بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية، عملية قسطرة، وفحوصات وفق تعليمات الأطباء في العاصمة البريطانية لندن. كان غادر الأنبا موسى، مطار القاهرة الجوى متجها للعاصمة ...