المحتوى الرئيسى

كيف يلجأ الرجل الشرقي إلى علاج ضعفه الجنسي؟

03/29 19:06

"تزوجت وأنا في الثلاثين من عمري من رجل سبق له الزواج والإنجاب، وفي فترة الخطوبة راودني شعور بأنه لا يشتهي أنوثتي، فلم يحاول لمرة واحدة اختلاس قبلة، وظننت أن الأمر يرجع لحسن خلقه، لكنني صدمت بضعفه الجنسي بعد 3 أسابيع من الزواج". هكذا بدأت سمر (33عاماً) سرد حكايتها مع طليقها لرصيف22.

تعيش اليوم في شقة منفصلة بمنزل والدها بإحدى محافظات القاهرة الكبرى، ورفضت الإفصاح عن اسمها الحقيقي وتفاصيل عنوان سكنها.

تقول سمر لرصيف22: "بعد فترة من الزواج بدأ صراعي مع ذاتي، وبدأت لعبة التساؤلات، لماذا أقدم هذا الرجل على الارتباط بي؟ وكيف يتعامل مع نفسه والآخرين؟...هو أناني يعطي نفسه الحق بأن يكون زوجاً، رغم عجزه عن أداء مهام الزواج الشرعية".

تضيف: عندما سألته: "ليه مفيش"؟، يرد "هو كدا مليش فيه".

عندما واجهت سمر زوجها بالمشكلة، وبقلة المرات التي أقاموا بها علاقة، كان رده أن الأمر طبيعي ومن ثم هجرها بالكامل لمدة 11 شهراً، خلال فترة حملها ووضعها. وعندما طلبت منه تجديد العهد رفض، وشكاها عند أهلها وأحرجها.

كانت سمر ترى زوجها يتناول عقاقير طبية كثيراً، لكنها لا تدري إن كانت علاجاً طبياً أم منشطات، وأحياناً كانت ترى معه حشيش، لكنه يؤكد لها أنه لا يتعاطاه.

قلة من الرجال يلجأون إلى الطب لحل مشاكلهم الجنسية. فيلجأ الكثير منهم إلى العطارين بحثاً عن حل، أو إلى العقاقير المنشطة دون وصفة طبية. وقد يداري البعض الآخر المشكلة ويتعامل على أنها غير موجودة.

يقول تامر درويش (30 عاماً) والذي يمتلك محل عطارة بإحدى المناطق الشعبية بمحافظة الجيزة، إن العطارة قادرة بالفعل على مساعدة الضعف الجنسي، لكنها تتعامل مع العرض وليس المرض ذاته. فلا توجد حلاً لقلة الشهوة، وضعف الانتصاب، وارتخاء الأعصاب، وتأخير القذف.

يضيف درويش: "العلاج عبارة عن دهانات لها تأثير البنج، مثل حجر جهنم الذي يتم استيراده من الصين، ويبلغ ثمن الكيلوجرام الواحدة أكثر من 5 آلاف جنيه، أو أعشاب مثل الجنسينج، وحبوب اللقاح، وغذاء الملكات، وشرش الزلوع، وعود القرح، وطلع النخل، الذي يزيد عدد الحيوانات المنوية".

شارك غردعلاجات شعبية للضعف الجنسي عند الرجال: حجر جهنم، أعشاب الجنسينج، وحبوب اللقاح، شرش الزلوع، وعود القرح وغيرها

تابع أنه يأتيه زبونان أو ثلاثة في الشهر، وهذا رقم قليل جداً مقارنة بالماضي، وأرجع ذلك لعدة أسباب، أولها أن الزبائن غالباً لا تشتري من الأماكن الشعبية بسبب الإحراج، لأن الجميع يعرفون بعض، ولذلك يذهبون لمحال العطارة الكبيرة في الميادين العامة.

ثانياً لأن المخدرات سحبت البساط من تحت أقدام العطارين، فمفعولها سريع ووقتي، على العكس من الأعشاب، ولفت إلى أن بعض العطارين يلجأون للغش من أجل جذب الزبون عن طريق وضع المخدرات في العسل أو غذاء الملكات، وهو ما يرفضه درويش.

اليوم، يحاول كثير ممن يعانون الضعف الجنسي اللجوء إلى المخدرات، عسى تنتشلهم من أزمة يصعب البوح بها لحساسيتها في عيون المجتمع. وفي طريقنا للبحث عن الظاهرة التقينا شاباً، استخدم اسم كمال (32عاماً) ليعرف عن نفسه، وهو في مجال صنع المفروشات.

يقول كمال أن بدايته مع الإدمان كانت من خلال تناول الترامادول، لزوم "التركيز والصحصحة". وقد أغراه أحد العطارين مستخدماً الجنس كمدخل، واعداً إياه بنتائج ملموسة وسريعة وحلولاً لمشاكله الجنسية.

لكن مفعول الأقراص المخدرة خف بعد المرة الثالثة، وتركه مدمناً. مع الوقت تلفت أسنانه وشُلت قدرته الجنسية، فنصحه صديق له بالحشيش.

ثم وصل إلى تعاطي الهروين، حيث كان يتعاطى ربع جرام على 3 أيام، وبعدها ذهب للعلاج، لكنه عاود الكرة مجدداً، حتى استطاع العلاج منه كلياً بفضل برنامج الـNA. لم يفكر في خلال رحلته المريرة بأن يلجأ إلى طبيب يساعده في حل مشكلته الجنسية، وكان واثقاً أنه لوحده قادر على حلها.

نشرت صحيفة المصري اليوم عام 2011 أن نسبة الضعف الجنسي في مصر مرتفعة بين الرجال، حيث 64% من الرجال من الضعف الجنسي، بحسب الصحيفة التي استندت في أرقامها إلى متخصصين في أمراض الذكورة، فيما بلغت عالمياً 150 مليون رجل، 30مليون منهم في أمريكا وحدها، ومن المتوقع أن يرتفع العدد إلى 322‏ مليوناً بحلول عام‏ 2025.

كما يعد الضعف الجنسي سبباً رئيسياً في الانفصال في كثير من الأحيان، في الوقت الذي يشهد العالم العربي ارتفاعاً في حالات الطلاق.

ويرتبط الضعف الجنسي بالأمراض المزمنة، مثل ارتفاع ضغط الدم، والكوليسترول، بالإضافة إلىالفشل الكلوي، فيما يعاني مرضى السكري من مشاكل في الانتصاب.

في الوقت ذاته. تسبب بعض الأدوية ضعف الانتصاب، مثل المهدئات، ومضادات القلق والاكتئاب، وأدوية الضغط المرتفع والحساسية، بالإضافة إلى أسباب أخرى مثل التدخين وتناول المخدرات والكوكايين والماريجوانا وإدمان الكحول.

الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي بمستشفيات القوات المسلحة في مصر، يرجع السبب الرئيسي لظاهرة البحث عن علاجات خارج عيادات الطبيب إلى الاستسهال، وأنه لا يوجد شخص يريد أن يكون مريضاً، لأن كلمة مرض تمثل عبئاً نفسياً.

بالإضافة إلى الثقافة المجتمعة التي تعتقد في الأوهام والسحر والشعوذة، وأن هناك من يريد الشر له، ولذلك يبحث عن الحل بعيداً عن الطب.

وأكد فرويز أن جزءاً كبيراً من الضعف الجنسي أسبابه نفسية كالضغط والتعب والمشاكل اليومية والإرهاق. وهو ما قد يسبب سرعة القذف أيضا.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل