المحتوى الرئيسى

عبد الرحمن عباس يكتب: بينما نحن نلهو «أم جاسبر» أفزعتنا جميعًا  | ساسة بوست

03/29 17:27

منذ 6 دقائق، 29 مارس,2017

ثلاث ساعات خارج إطار الزمن، لا حروب أو كوارث في الانتظار، لا جماعات إرهابية، وأنظمة ديكتاتورية، وجوع وتكفير وتخوين وفتنة وهلاك ينتظرنا جميعًا، هكذا كان الأمر حين شاهدت فيلم وثائقي من جزئين تحت عنوان «عالمنا بعد الخمسين» وبثته قناة الجزيرة الوثائقية.

الفيلم يدور حول «أم جاسبر» التي تحادث ابنها في البداية وتسأله عن عالمه خلال السنوات المقبلة، ما شكل ألعابهم؟ ما هي الاختراعات التي ستغير حياتهم؟ وكيف سيتغلبون على مشاكل المستقبل؟

«أم جاسبر» لم تقف عند حدود الدراسات فقط، ولم تكتف بنظريات العلماء التي تقول: إنه في عام كذا سيحصل كذا، بل أخذتنا إلى أماكن حقيقية وتطبيق عملي لحياة المستقبل، وبالرغم من أن الأماكن التي تطبق ذلك محدودة، إلا أنه تشهد إقبالًا يتزايد يومًا بعد الآخر، وفي المستقبل لن يكون هناك سبيل إلا ذلك.

بالنسبة للتعليم فلن يكون هناك سوى الآلات التي ستحل محل المعلم، مدرسة في أحدى الدول الأوروبية التي زارتها «أم جاسبر» بدأت تقديم ذلك النموذج، شاشات الكترونية ورؤية ثلاثية الأبعاد للتعليم، بجانب «روبرت» يعمل بشكل آلي ويمكن من خلال الحصول على كل ما تريد، الأطفال يقضون ذلك بنية اللعب لكن بسؤالهم في نهاية الحصة تذكروا المعلومات المفترض أن يتذكروها في أي حصة عادية الفرق كان روح المرح وحب الدراسة الذي يسيطر عليهم إن كانت بتلك الطريقة.

إذ كان العالم يزيد بشكل مستمر ومتوقع أن يصل إلى 8 مليارات نسمة في 2030 حسب الفيلم الوثائقي فمن أين نأتي باللحوم التي تكفيه، تلك الإشكالية لم تكن فقط مجرد نظرية عادية بل هي شاغل بعض علماء الغرب، وفي فرنسا زارت «أم جاسبر» مطعم فرنسي يقدم «الحشرات» كوجبة له، يبدوا الأمر غريبًا نوعًا ما، الآراء بين زوار المطعم منقسمة لكن صاحب المطعم يخبرنا أن هناك 10 مليون نوع من الحشرات و4  مليون منهم تصلح للطعام، وفي المستقبل لن نستطيع أن نكفى تلبية احتياجات الإنسان من اللحوم فقط، الأراضي الخضراء في تناقص مستمر، والزيادة في عدد السكان لا تتناسب مع الزيادة في الثروة الحيوانية أو السمكية أو الدجاج، «جاسبر» ومثله سيأكلون الحشرات بشكل طبيعي في المستقبل.

الألعاب أيضًا كانت حاضرة، ففي الوقت الذي سيطر على جيل الألفية الجديدة ألعاب الـ«بلايستيشن» يبدو أن العالم لن يكتفي بذلك؛ فهناك ألعاب أخرى بتقنية الـ«3D» والتي ستكون مهتمها الوحيدة هي انغماس كلي في اللعبة كأنك داخل الشاشة وزارت «أم جاسبر» بعض من تلك الأماكن في رحلتها في اكتشاف العالم بعد خمسين عامًا.

بيت إلكتروني ينتظر البشر أيضًا في السنوات المقبلة، به شاشة كبيرة ستكون وظيفتها إخبارك بكل شيء، وأنت في الخارج، هل نسيت غلق صنبور المياه، هناك حركة من أي نوع، يمكنك غلي المياه هكذا بطريقة أفضل، كل ذلك يحدث من خلال شاشة واحدة تجعلك متحكم في بيتك بطريقة مذهلة.

بعد مشاهدة الجزئين لن يكون هناك إحساس سوى أين نحن وأين هم؟ ففي الوقت الذي يمثل تخفيض عدد التلاميذ في الفصول هو أقصى طموح مصر في تطوير التعليم، يبحث هؤلاء عن الاستغناء عن الفصول والـ«دكة» والسبورة وما غيرها من الأشكال التقليدية.

وفي الوقت الذي يتجه فيه العالم إلى اكتشاف أنواع أخرى من الطعام للتخلص من أية أزمة في اللحوم، مازلنا نتعامل بالطرق البدائية من ترشيد الاستهلاك وارتفاع الأسعار، دون الإعلان أن هناك أشياء أخرى يمكن أكلها بعيدًا عن اللحوم الذي لن تكفينا خلال السنوات المقبلة.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل