المحتوى الرئيسى

مؤمن محمد صلاح يكتب: أهواء الدعاة الجدد | ساسة بوست

03/29 16:15

منذ 1 دقيقة، 29 مارس,2017

من أساسيات الدعوة إلى الله أن يكون الداعي على بصيرة، خاصة في الأمور الفقهية، والتي تتطلب الرجوع إلى كتاب الله وسنة رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ على عكس الأمور البسيطة التي يجب على كل مسلم أن يدعو إليها مثلًا دعوة تارك الصلاة أو الدعوة إلى صيام رمضان، كل ذلك لا يحتاج بالضرورة إلى عالم متفقه في الدين، وإن ما يحدث الآن فوضى عارمة في الفتاوى من هنا ومن هناك، ضحالة في الفكر والإطلاع، البعض منهم يقع فريسة لإرضاء الإعلام والعلمانين ناهيك عن ما يرضي السلطان، هوى متبع وليس الإسلام الحنيف المنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، تحريف باطل لبعض الأمور فهم أساليب بعكس ما هي مطلوبة، يأخذون ما يحبون، ويتركون ما ليس على هواهم، ويدعون بالأحاديث الموضوعة والضعيفة، حتى ولو كان بها نص صريح من القرآن أو حديث في أعلى صحيح البخاري ومسلم وغيرهما.

لماذا لأنه ليس على هواهم، وليس على هوى من يشاهدوهم، يبيعون الدين بعرض رخيص من الدنيا الزائلة، لا شيء يحزنك أكثر ممن يتبعون هؤلاء، ويصدقونهم ويمشون خلفهم كأن ديننا مُنَزل حاليًا، ولا نعلم عنه شيئًا من قريب أو بعيد، هل لأن بعض الناس أصبحت تصدق كل ما تشاهد دون وعي أو بحث أو حتى مجرد شك، أو لأن بعض الناس أصبحت تبحث عن من يرخص لهم الحرام ويصبح سهلًا في أيديهم، كمن يحلل طلاق الزوجة شفهيًا، فهذا بالنسبة للبعض وجبة لذيذة الهضم محببة لقلوبهم، أصبحوا طوال الليل والنهار يلعبون بأيمان الله، لماذا؟ لأن الشيخ الإعلامي قال لهم: لا يجوز إلا بختم النسر.

إن هؤلاء الدعاة الجدد يذبحون أنفسهم كل يوم من غير سكين، يخضعون لإرضاء أهواء من يطلبون ذلك مقابل بعض الآلآف التي يتقاضونها كل شهر، كمن يرقصون على السلم، ويريدون أن يمسكوا العصا من المنتصف لا يريدون أن يغضب أحد منهم مقابل سبوبة الإعلام، هم أقرب إلى الممثلين منهم إلى الدعاة.

إن اهتمامهم بارتداء المركات العالمية أكثر من اهتمامهم بتطبيق سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، تجدهم يقعون على من يشبهونهم، يحاولون إرضائهم بكل الطرق خوفًا من غضب هؤلاء، وليس المهم عندهم غضب الله، فهم يهتفون طوال الوقت بأن الله غفور رحيم، وأن الدين يسر وسهل، ولا نريد من يشدد علينا ديننا وهكذا في حلقة التنازلات التي لا تنتهي حتى أصبح الحرام لدينا عاديًا وسهلًا ومستساغًا، وأن ما دون ذلك هو التخلف بعينه.

البعض منهم جاهل بكيفية توصيل المعلومة يتكلم من منطلق أنه معصوم وأنه ضمن لنفسه مكانًا في الجنة وأن من يحدثهم من أهل النار العصاة، ترك الإخلاص لبعضهم أوقعهم فريسة لرواد المواقع الاجتماعية الذين يعلقون لهم المشانق على صفحاتهم كل يوم، ولست أدافع عن من يسب ويشتم فيهم، ولكن عدم توقيرهم لله جلب لهم عدم تقدير الخلق.

قال ابن حزم رحمه الله: لا آفة على العلوم وأهلها أضر من الدخلاء فيها، وهم من غير أهلها، فإنهم يجهلون ويظنون أنهم يعلمون ويفسدون ويقدرون أنهم يصلحون. فإن أخطر شيء على الإنسان أن ينقلب قلبه ويتغير فكره بحيث أن يرى ما يحبه هو الصواب، وأن ما يقتنع به هو الواجب، فالمرضى والباحثين عن الشهرة يخالفون الشرع فيظهرون أنفسهم كمن يقف ويضلل في البخاري ومسلم رحمهما الله، ويتناسى أن البخاري ومسلم ما هم إلا مجمعين ومخرجين لأحاديث الرسول المتواترة على من كان قبلهم في كتب الإمام مالك وكتب الإمام أحمد بن حنبل وغيرهما رحمهم الله جميعًا.

إن في عصر الفتن كيف لك أيها القارئ العزيز أن تنجو بنفسك من كل هذه الأهواء ممن يضلون وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعًا، كل ما عليك أن تتمسك بكتاب الله وسنة رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كما أخبرك بذلك رسولك، ووجب عليك أن تبتعد عن هؤلاء المرضى وألا تسمع لهم ولا تنشر ما يقولون بين الناس إلا لتبين ضلالهم، فقد قال محمد بن سرين رحمه الله: إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم. ووجب عليك أيضًا أن تتفقه في دينك على يد صاحب سنة، حتى تعلم الصحيح من السقيم، وحتى لا تقع فريسة لهؤلاء المرضى.

نرشح لك

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل