المحتوى الرئيسى

إيران وروسيا: تحالف استراتيجي تنقصه الثقة

03/29 13:10

يوصفان بالحليفين القويين وبأنهما أبرز الداعمين لنظام الرئيس السوري بشار الأسد. التعاون بين إيران وروسيا يتجاوز التقارب الكبير في الملف السوري إلى تعاون اقتصادي وتقارب في وجهات النظر بخصوص عدد من الملفات الإقليمية بالإضافة إلى العلاقات المتوترة مع الغرب. وفي سياق هذه العلاقات المتميزة استقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو اليوم نظيره الايراني حسن روحاني الذي يقوم بزيارة تتطرق للملف السوري وأيضا للعلاقات الاقتصادية، بالإضافة إلى مكافحة الإرهاب حسب ما أعلنه مصدر في الخارجية الإيرانية.

في مستهل اللقاء مع روحاني في الكرملين قال بوتين إن "ايران جارتنا وشريك موثوق ومستقر" مضيفا أن موسكو وطهران تتعاونان "بشكل فعال جدا في كل المجالات عمليا" وذلك في تصريحات أوردها التلفزيون الروسي. من جهته صرح الرئيس الإيراني للصحافيين قبيل مغادرته إلى موسكو بأن بلاده وروسيا "تنظران للتهديد الارهابي بطريقة مشابهة... وتعارضان تغيير الحدود الجيوسياسية في المنطقة".

لكن خلف هذا التحالف الظاهر تطفو إلى السطح بين الفينة والأخرى خلافات أو اختلافات في وجهات النظر. فهل موسكو وطهران حليفان قويان بالفعل، أم مجرد شريكين مؤقتين لا يثقان ببعضهما البعض تماما عكس ما توحي به التصريحات الروسية؟

تقارب في أكثر من ملف

هي الزيارة الرسمية التي يقوم بها روحاني إلى روسيا منذ توليه الرئاسة في ايران عام 2013. وتدعم روسيا وايران عسكريا قوات النظام السوري وقد ساهم الغطاء الجوي الروسي والمقاتلون الإيرانيون على الأرض في تقدم الجيش السوري على جبهات عدة وخصوصا في استعادة السيطرة على كامل مدينة حلب في كانون الأول/ديسمبر، وهو ما قلب موازين القوى لصالح الأسد بشكل كبير. ويقول بشير عبد الفتاح،  الباحث في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية والخبير في الشأن الإيراني، في تصريحات DW عربية إن موسكو وطهران تتفاهمان بشكل كبير في عدة نقاط في سوريا بالإضافة إلى بقاء الأسد وحماية نظامه، وأبرز هذه النقاط تحجيم الدور الأمريكي وضمان تموضع روسيا وإيران في مرحلة ما بعد الحرب، بالإضافة إلى تنسيق وجهات النظر فيما يتعلق بالدور التركي. ويشاطر رائد جابر الخبير في الشأن الروسي والصحفي المقيم في موسكو نفس الرأي إذ يقول في تصريح ل DW عربية إن التعاون الإيراني الروسي في سوريا وثيق لدرجة انه لا يمكن لطرف إنجاز مهماته بنجاح دون مساعدة الطرف الثاني. بالإضافة إلى أن الطرفين تفاهما بخصوص ضمانات التوجه إلى محادثات أستانا.

العلاقات الإيرانية الروسية: تحالفات سياسية وشراكات اقتصادية مهمة

 وبالإضافة إلى الملف السوري خلقت علاقة الطرفين المتوترة مع الغرب تقاربا كبيرا بينهما، فحسب عبد الفتاح، خلفت عقوبات الغرب ومحاولاته عزل إيران وروسيا "تقاربا اضطراريا" وتوجها نحو نسج علاقات استراتيجية، خاصة أن روسيا تعتبر طهران بوابتها إلى الشرق الأوسط كما أنها تستخدم إيران كورقة لمساومة الغرب ونفس الشيء تفعله طهران التي تزداد تقربا من روسيا كلما ازدادت عليها الضغوط الأمريكية. ووصل هذا التقارب إلى استفادة الإيرانيين من الروس في مواصلة تطوير برنامجهم النووي المثير للجدل بالإضافة إلى أن روسيا تستثمر الكثير في هذا المجال في إيران وأبرز مثال هنا هو محطة بوشهر النووية،  كما يقول رائد جبر. وفي هذا السياق وقعت شركة "روس أتوم" للطاقة الروسية  ومؤسسة الطاقة النووية الإيرانية مذكرة تفاهم في مجال نقل المواد النووية خلال زيارة روحاني الحالية.

 ويضيف جبر أن هناك تقاربا إيرانيا روسيا أيضا فيما يتعلق بالعلاقات مع دول الخليج إذ أن روسيا تفرض حضور إيران في أي قرارت مصيرية في المنطقة ويثير التعاون الكبير في مجال التسلح بين الروس والإيرانيين قلقا كبيرا في الخليج، كما أن هناك شبه تطابق في المواقف فيما يتعلق أيضا بالملف العراقي. ويقول بشير عبد الفتاح إن إيران تعول على روسيا فيما يتعلق بتقوية علاقاتها مع مصر. ويضيف في هذا السياق: "طهران تعلم أن العلاقات مع مصر لم تتعزز حتى الآن بسبب موقف دول الخليج من ذلك، لذا فهي تعول على موسكو لخلق توازن وجسر بين طهران والقاهرة".

وبالإضافة إلى التفاهمات السياسية والتعاون في المجال النووي، تجمع علاقات اقتصادية قوية بين البلدين في أكثر من مجال، وبحسب وكالة سبوتنيك، أبرمت كل من الحكومة الروسية والإيرانية اتفاقية حول السماح برحلات سياحية جماعية بين البلدين دون الحاجة لتأشيرة دخول.

العلاقات مع إسرائيل واحدة من نقاط الخلاف بين الروس والإيرانيين

وكان بوتين قد أعلن  اليوم في بداية جلسة المباحثات مع روحاني، بأن بلاده وإيران زادتا من حجم التبادل التجاري بينهما بنسبة 70% العام الماضي.

وفيما يتعلق بالملف السوري جاء في البيان المشترك بين طهران وموسكو اليوم أن: "روسيا وإيران تحترمان استقلال ووحدة وسيادة الأراضي السورية، وتنطلقان من موقف مبدئي عدم وجود بديل للحل السلمي للأزمة السورية، وتؤيدان التسوية السياسية - الدبلوماسية للنزاع في سورية على أساس المبادئ المطروحة في قرار مجلس الأمن الدولي 2254".وتابع البيان " مشاركة روسيا وإيران إلى جانب تركيا كدول ضامنة خلال مفاوضات استانة بين ممثلي المعارضة المسلحة والحكومة السورية هو مساهمة لدفع التسوية السياسية السلمية في سوريا". 

لكن كل نقاط التفاهم هذه لا تعني عدم وجود خلافات بين الطرفين، قد تكون على رأسها الصعوبات المطروحة أمام روسيا فيما يتعلق بالتنسيق بين إيران وإسرائيل وتركيا، فإيران لا تخفي انزعاجها من النفوذ التركي في سوريا، كما أن إسرائيل لديها مخاوف وتحفظات كبيرة على التواجد الإيراني الكبير في سوريا وتريد ضمانات بأن القوات الإيرانية المقاتلة في سوريا ستغادر بعد انتهاء الحرب. وبالإضافة إلى ذلك يتحدث خبراء عن وجود خلافات أيضا حول مستقبل سوريا، فبينما تحبذ موسكو حل الأزمة عن طريق سياسي يضمن وحدة البلاد وسيادتها بحيث تثبت للغرب أنها قادرة لوحدها على حل الازمة دون تقسيم سوريا، توجد لدى طهران أولويات أخرى على رأسها تعزيز النفوذ العلوي في سوريا وإن تطلب ذلك تقسيمها. ويؤكد رائد جبر هذا الطرح، إذ يقول إن روسيا يهمها أن تبقى سوريا موحدة ودولة ذات سيادة بينما تسعى إيران إلى خلق دولة داخل دولة.

 بالإضافة إلى ذلك توجد خلافات حول ما يسميه الخبير المصري بشير عبد الفتاح "تقسيم غنائم الحرب" في سوريا، فطهران مستاءة من أن روسيا هي المهيمنة في سوريا وهي التي تحصد الثمار رغم أن الإيرانيين ساهموا بمليارات الدولات الدولارات وأعداد كبيرة من المقاتلين في الحرب التي دخلت عامها السادس.

في 11 شباط/ فبراير 1979، أعلنت الإذاعة الإيرانية "انتهاء 2500 سنة من الاستبداد وسقوط ديكتاتورية الملوك"، وبذلك إعلان الجمهورية الإسلامية في الأول من نيسان/ أبريل. كان ذلك بعد عشرة أيام على عودة آية الله الخميني إلى طهران.

في الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر 1979، احتجز طلاب إسلاميون 52 دبلوماسيا أميركيا رهائن في سفارة الولايات المتحدة في طهران، مما أدى إلى قطع العلاقات بين البلدين في 1980. وفرضت واشنطن في 1995 حظرا كاملا على إيران التي اتهمتها بدعم الإرهاب.

اندلعت الحرب بين العراق وإيران في أيلول/سبتمبر 1980، وأدت خلال ثمانية أعوام (حتى 20 آب/أغسطس 1988) إلى سقوط أكثر من مليون قتيل في البلدين. وكانت هذه الحرب واحدة من أطول النزاعات وأكثرها دموية في الشرق الأوسط.

في الثالث من حزيران/يونيو 1989، توفي الخميني وأصبح علي خامنئي المرشد الأعلى. انتخب المحافظ المعتدل هاشمي رفسنجاني رئيسا في تموز/ يوليو ثم أعيد انتخابه في 1993 وأصبح مهندس انفتاح نسبي. وواجه خلفه الإصلاحي محمد خاتمي صعوبات خلال ولايتيه الرئاسيتين (1997-2005) بسبب عراقيل وضعها المحافظون. في تموز/يوليو 1999 قمعت تظاهرات طلابية بعنف.

في 25 حزيران/يونيو 2005، انتخب محمود أحمدي نجاد رئيسا. في آب/أغسطس دعا إلى "محو" إسرائيل "من الخارطة". وأدى استئناف تخصيب اليورانيوم إلى أزمة مع الغرب وفرضت الأمم المتحدة عقوبات في 23 كانون الأول/ديسمبر 2006. تم تعزيز هذه العقوبات في 2007 و2008 و2010.

في 16 أيلول/سبتمبر 2012، أعلن الجنرال علي جعفري قائد الحرس الثوري، إرسال "مستشارين" إلى سوريا لمساعدة النظام في مواجهة الحركة الاحتجاجية التي بدأت في 2011. وتشمل هذه المساعدة العسكرية أيضا إرسال "متطوعين" وخصوصا أفغان. وإيران هي الداعم الرئيسي لدمشق في المنطقة.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل