المحتوى الرئيسى

احمد حلمي يكتب: لماذا لا نبايع أردوغان؟! | ساسة بوست

03/29 13:07

منذ 3 دقائق، 29 مارس,2017

قد يبدو العنوان غريبًا ولكنه مقصود، في ظل عالم أحادي القطبية وانتهاء نغمة الحروب التقليدية المسلحة (إلى حد كبير) وبروز الحروب الفكرية والاقتصادية وازدياد الضغط على الدول لتغيير سياساتها ومقدراتها وتحجيم قوتها. لماذا حقًا لا نبايع أردوغان؟!

لعلنا جميعًا لاحظنا الحرب الدعائية الدائرة الآن في أوروبا بين السلطان العثماني الجديد والدول الأوروبية ومحاولة فرض سطوته من ناحية ومحاولة تحجيمه هو وإسلامه من ناحية أخرى.

وفي ظل تلك الأجواء لماذا لا نحاول نحن العرب المسلمين ضعيفي النفوذ الدولي أن نبايع السلطان أردوغان، إنها لعبة سياسية بحتة، كلنا نعرف أن العالم تحكمه أمريكا وتزداد يومًا بعد يوم قوة الدب الروسي والتنين الصيني ولكن يظلون إلى الآن في دائرة الاحتواء من السيد العالمي الذي سوف يفلت منه زمام السيطرة إن آجلًا أو عاجلًا متيحًا الفرصة لظهور أقطاب عالمية جديدة تشاركه حكم العالم والتلاعب بمقدراته.

وعبثًا نحاول نحن العرب الاستفادة القصوى من هذه المتغيرات ونحن من الضعف والتفرق أن نغير من أقدار هذه الحبكة السياسية الدولية، وفي وسط تلك الأجواء يحاول أردوغان تركيا أن يسترجع أمجاد بلاده العثمانية وأن ينصب نفسه سلطانًا دستوريًا على ذلك البلد العلماني وإعادته إلى سابق مجده وإسلامه، ولكن فيما يضرنا ذلك؟ سواء أكان يفعل ذلك من منطلق العقيدة ودفاعًا عن الإسلام السني أمام الغرب المسيحي وإيران الشيعية أم يفعل ذلك سعيًا وراء مجد شخصي وجنون استعماري وشهرة داخلية وخارجية.

فلنفرض أن الأمر سيان بالنسبة لنا، ففي الحالتين نحن أكبر مستفيد من سلطنة أردوغان وبالقليل من الحنكة والنفوذ الإقليمي نستطيع تحقيق ما لم تستطع الحروب تحقيقه لنا.

نحن نخاف إيران! أردوغان كذلك، لماذا لا نبايعه على محاربتها على أن تتولى تركيا ذلك وتحمل راية السنة أمام الدولة الشيعية؟!

ألم ننفق المليارات ودماء المئات في اليمن من أجل محاربة المد الشيعي ولم نحقق شيئًا، ألم نرَ دور تركيا في سوريا ونفوذها وقوتها التي أصبحت حقيقة واقعة وتدخلها أمام روسيا وبشار وإيران؟

لماذا لا نبايعه على الأهداف المشتركة بيننا على أن يتولى هو مسئولية الصدام المباشر؟ لماذا لا نخلق تحالفًا إسلاميًا سنيًا أمام تلك التحرشات الأوروبية الأمريكية الروسية الإيرانية؟!

لنطمئن، لن يرسل السلطان أردوغان الأول تجريدة عسكرية للدولة المصرية فتطيح بحاكمها الحالي وتعين بدلًا منه واليًا عثمانيًا وحامية عثمانية. لقد ولى هذا الزمان. وفي ظل وجود الوحش الأمريكي والروسي والصيني وأطفالهم الأوروبيين لن يجرؤ السلطان على تجاوز خطوطه التي نحددها له في تحالفنا معه خشية أن ندير له ظهورنا فيجد نفسه وحيدًا أمام كل هؤلاء، وتاريخ الصراع التركي – الأوروبي والتركي – الروسي والتركي – الإيراني لا يخفى على أحد ولن تزول أسبابه أبدًا.

على النقيض يمكننا انتزاع اعتراف وتأييد تركيا للنظم العربية القائمة حاليًا كخطوة أولى للتحالف معه ومساندته في موقفه الصعب الحالي أمام الدول الأوروبية.

وما أعنيه هنا بالمبايعة لا يزيد عن الكف عن مهاجمة الرجل في إعلامنا ومحاولة مساندته معنويًا وماديًا إن أمكن وتبني مواقف مشتركة في الموضوعات المتفق عليها بيننا، ومحاولة الضغط وإقناعهم بالعدول عن رأيهم في الموضوعات التي نختلف فيها. كلها أشياء من هذا القبيل.

أمام هذا باستطاعتنا أن نمارس سياسة دولية أكثر قوة ونفوذًا وأن نضع قدمًا لنا في أوروبا كما تضع أوروبا وأمريكا أقدامهم في أفواهنا، بالإضافة إلى اعتراف ضمني بالأنظمة القائمة حاليًا والكف عن مهاجمتها علنًا وسرًا من مبدأ إذا أردت أن تصبح ديكتاتورًا فلا تعايرنا بديكتاتوريتنا، كما يمكننا الاستفادة من الخبرات التركية في كافة المجالات من صحة وتعليم واقتصاد وحتى الشئون العسكرية والتصنيع الحربي.

بالإضافة لذلك نجذب تركيا من مقعد المحايد الذي يمكن تصنيفه حليفًا لإسرائيل إلى مقعد المناهض لها حتى من مبدأ الوحدة الإسلامية والدافع الديني.

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل