المحتوى الرئيسى

رياضة 24 | تقرير| "لاباز" سلاح بوليفيا الذي يقتل الأرجنتين فقط .. وسبب الحرب مع "فيفا"

03/29 13:04

نال المنتخب الأرجنتيني لكرة القدم، هزيمة جديدة في مشوار التصفيات نحو مونديال روسيا 2018، بهدفين مقابل لاشيء، ليتعقد موقف المنتخب الأرجنتيني في مشوار المونديال، إلا أن أكثر ما أثار الانتباه، هو الهزيمة المعتادة، للمنتخب الأرجنتيني في المباريات الأخيرة ضد بوليفيا على ملعبها، وهو الأمر الذي يتعلق بالطبيعة الجغرافية للعاصمة البوليفية "لاباز" والتي تعد أعلى عاصمة على وجه الأرض، والتي لطالما شكلت أزمة كبيرة للفرق التي تواجه بوليفيا على أرضها.

وتسببت ملاعب العاصمة البوليفية "لاباز" في أزمة كبيرة بين بوليفيا والاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، والذي اتخذ قرارًا رسميًا بمنع اللعب على الملاعب التي ترتفع أكثر من 2500 متر فوق سطح البحر، لما له من تأثير صحي سلبي على صحة اللاعبين، وتسببها في اصابتهم بما يعرف طبيًا بـ"هيبوكسيا" وهو نقص وصول الأكسجين للرئتين عن طريق الدم، بسبب قلة الاكسجين في المناطق المرتفعة عن سطح البحر بأكثر من 2055 متر، وهو ما ينطبق على العاصمة البوليفية لاباز التي ترتفع 3600 متر عن سطح البحر، وتؤكد الدراسات الطبية أن التواجد على ارتفاع أكثر من 3500 متر يتسبب شعور نحو ثلث الناس الغير معتادين على نقص الأكسجين بفقدان الاتزان والرغبة في القيء والتعب.

لاباز، شكلت أرضًا خصبة للحرب بين الحكومة في بوليفيا و"فيفا"،  بعد القرار الذي تم اتخاذه عام 2008 بمنع اللعب في لاباز، وهو ما دعا خوان رامون كينتانا، وزير شئون الرئاسة البوليفي وقتها لعقد مؤتمر صحفي أكد فيه أن لجنة طبية وعلمية تابعة لاتحاد كرة القدم في أمريكا الجنوبية، ستبحث تأثير اللعب في مرتفعات تزيد عن 2500 متر على لاعبي الكرة.

وساندت كل من كولومبيا والإكوادور، بوليفيا في طلبها، كونهما تضررا من هذا القرار، لأن العاصمة الكولومبية بوجوتا تقع على ارتفاع 2600 متر، وكيتو عاصمة الإكوادور تقع على ارتفاع 2800 متر، وتسبب الضغط الكبير من بوليفيا على "فيفا" لإلغاء القرار، بعد عام واحد فقط، لتستأنف بوليفيا، لعب مبارياتها على ملاعب العاصمة لاباز على ارتفاع 3600 متر فوق سطح البحر.

كل ما سبق ما هو إلا تعريف بالحرب التي خاضتها بوليفيا بسبب لاباز، إلا أنه على المستوى الكروي لم تستفد البلد الصغير كثيرًا من ارتفاعها عن سطح البحر، كونا لم تتأهل لكأس العالم سوى 3 مرات فقط، منها مرتين بدعوة صريحة دون تصفيات وهي عامي 1930، و1950، ولم تتأهل سوى عام 1994 عن طريق التصفيات، وذلك لأنها لا تتمكن من استخدام هذا السلاح مع كافة دول أمريكا الجنوبية، لأن معظمها يمر بذات الظروف المناخية والجغرافية باستثناء الأرجنتين، التي لطالما عانت من اللعب في لاباز بسبب نقص الأكسجين.

وبجانب الهزيمة التي نالتها الأرجنتين أمس في لاباز بثنائية، فقط فشلت الأرجنتين في تحقيق الفوز على بوليفيا في لاباز في أخر 4 مباريات، بعد أن هزمت في مباراتين، وتعادلت في اثنتين، ونالت هزيمة تاريخية في تصفيات مونديال 2010، قوامها ستة أهداف مقابل هدف واحد، تحت قيادة الأسطورة دييجو مارادونا، وفي ظل وجود أبرز لاعبي العالم ليونيل ميسي، الذي تقيأ في أرض الملعب من الإعياء.

وتلجأ الفرق المتجهة إلى لاباز للعديد من الاحتياطات الطبية قبل مواجهة بوليفيا على أرضها، وفي ملعب " هيرناندو سيليس"  الملعب الذي يختاره الاتحاد البوليفي للعب مبارياته بسبب ارتفاعه عن سطح البحر، أخرها المنتخب الأرجنتيني أمس، والذي استخدم عقار "الفياجرا" الشهير، الذي يستخدم في عدة حالات طبية أخرى بخلاف المشهورة عالميًا، وأبرزها علاج حالات الاختناق الناتجة عن نقص الأكسجين، بسبب قدرته على زيادة سعة الأوعية الدموية والقدرة على إيصال الدم إلى الرئتين، كما تلجأ الفرق لقناعات الأكسجين، لعلاج حالات الاختناق المفاجئة.

ويبدو الحل الوحيد هو السفر إلى لاباز قبل المباراة بوقت كاف – 6 أيام على الأقل – للاعتياد على نقص الأكسجين، وهو ما لا تسمح به مواعيد "أجندة فيفا"، والتي تلزم كل فريق على خوض مباراتين على الأقل في غضون 7 أيام.

أهم أخبار الرياضة

Comments

عاجل