المحتوى الرئيسى

فيديو| «طفلة البامبرز».. بنت مجتمع «مغتصب بطبعه»

03/29 11:08

“لابسة قصير"، "ايه اللي ممشيها لوحدها"، مبررات اعتادت على سماعها الفتيات والسيدات، في حالة تعرضهن للتحرش أو الاغتصاب، ولا يستطيعن تحرير محضر بأقسام الشرطة خوفاً من الإساءة لسمعتهن.

ولكن الجديد في ظاهرة الاغتصاب التي انتشرت في الآونة اﻷخيرة في شوارع مصر، أن المغتصبة اﻷخيرة رضيعة تبلغ من العمر 20 شهرًا فقط لاغير، ولا يستطيع المجتمع تبرير اغتصابها بلبسها أو تصرفاتها السيئة ﻷن كل ما كانت ترتديه الطفلة هو "البامبرز" فقط، مما يسقط فكرة أن لبس الفتاة هو سبب اغتصابها.

 واقعة اغتصاب "طفلة البامبرز"، جاءت لتكون جرحًا جديدًا بذاكرة المجتمع المصري، وشاهدًا على غياب تطبيق القانون، رغم ارتفاع حالات اغتصاب الأطفال ووصولها إلى 85%  من حالات الاغتصاب، وفقًا لبيانات المركز القومي للأمومة والطفولة.

هاشتاج إعدام مغتصب «طفلة البامبرز».. «أثارته ملابسها أم جسمها»؟

لم تكن تلك الحادثة هى الأولى أو الفريدة من نوعها، فقد سبقتها مباشرة واقعة الاعتداء على الطفلة فرح بمحافظة الشرقية، التي تبلغ من العمر 10 سنوات، وكانت تجلس وسط زملائها تستمع إلى ما تشرحه لها مدرستها، قبل أن تستأذن لدخول الحمام، وعادت إلى فصلها تنزف من فمها وأنفها بعد الاعتداء عليها، وتوفيت نتيجة ذلك.

ومن قبلها الطفلة زينة، وميادة، والطفل أحمد الشيخ، وغيرهم من الضحايا الذين فقدوا براءتهم بسبب ما تعرضوا له من حوادث مؤسفة.

فيديو| اغتصاب الأطفال.. عرض مستمر والقانون غائب

 "مصر العربية" ترصد في  هذا التقرير الدوافع والآثار النفسية وراء ارتكاب جريمة طفلة البامبرز، وكيفية تأثيرها على المجتمع، بحسب خبراء نفسيين.

خبير نفسي: المعتدى مصاب بالشذوذ الجنسى

قال الدكتور جمال فرويز أستاذ علم النفس بجامعة القاهرة، ما حدث فى واقعة اغتصاب طفلة الدقهلية، أو المرعوفة إعلاميًا حادثة "طفلة البامبرز"، إنه يعد شذوذًا جنسيًا.

وأضاف "فرويز"، لـ"مصر العربية"، أن  الشذوذ الجنسى معناه  سلوك معيب  يقوم الإنسان بفعله، مشيرًا إلى أن له أنواع كثيرة، وأن الدافع لدى المعتدى لارتكاب جريمته أنه مصاب بمرض الشهوة الجنسية بالملامسة، وهو أمر واضح من خلال فحص تاريخ سلوكياته.

وأوضح  أن جميع الأفراد بالبيئة المحيطة أجمعوا على أنه  متحرش، وأوضحوا أنه تزوج  مرتين وكان  أطول فترة ارتباط له 15 يوم، وهذا يؤكد على أنه غير سوى وغيرقادر على ممارسة الجنس بالشكل الطبيعى.

وأكد أنه يجب أن يتم تطبيق عقوبة الإعدام على هذا الشخص، لأنه دمر حياة طفلة بشكل كامل وعن عمد، ولذلك يجب تطبيق عقوبة الإعدام عليه، ليكون رادع فى مثل هذه الحوادث فيما بعد.

ولفت فرويز، إلى أن قانون الاغتصاب به عوار ويجب إعادة تعديل بعد هذه الواقعة لأنه حدد العقوبة للسن فوق السبع سنوات، ولم يذكر الفئة العمرية الأقل فهل هذا منصف ألا يعاقب شخص فاقد للمعايير الإنسانية، حتى يدمر حياة طفلة ليس لها أى ذنب.

وأشار أستاذ الطب النفسى، إلى أن الحل فى مثل هذه الأمور للحفاظ على الأطفال من حوادث الاعتداءات الجنسية، هو وضع مناهج تعليمية للأطفال فى المدارس عن التربية الجنسية السوية والتى لها عامل كبير فى الحفاظ على الأطفال من التحرش والاغتصاب وماشابه.

وأكد فرويز، أن الدعوات التى تطالب بالإخصاء الكيماوى ليست حل، لأن هذه الطريقة ستعمل قتل الغريزة بالرغبة الجنسية، ولكن ستبقى أخطر لأنها ستظل فى الرغبة فى العقل، ومن الممكن أن تصل إلى إرتكاب جرائم قتل وتعذيب، لافتًا إلى إن تطبيق عقوبة الإعدام هو الحل.

هبة قطب: التربية الجنسية للأطفال تحميهم من التحرش والاغتصاب

خبير اجتماعي : لابد من تفعيل تشريعات رادعة

وفى سياق متصل، قالت الدكتورة ابتسام مرسى، أستاذة علم الاجتماع بجامعة الأزهر، إن تأثير حادثة اغتصاب طفلة الدقهيلة، لا نستطيع القول عنها ظاهرة ولكنها حالات فردية ولكنها متككرة فى المجتمع.

وأضافت مرسى،  لـ"مصر العربية"، أنه  لابد من وجود عقاب قانونى رادع لهذه الحوادث، فهناك ثورة مجتمعية، بشأن الحادثة نتيجة لأن عمر الطفلة لا يدل على أن مناهضة للعقوبة الإعدام فهى لم تغريه ولم ترتد ملابس مثيرة لتحرك الغريزة لديه.

وأشارت أستاذة الاجتماع، السبب الرئيسي لانتشار هذه الحوادث هو غياب الأساسيات مثل المفاهيم الصحيحة للدين، فقد بدأ حصر الدين فى الشكل السياسى عن طريق الأحزاب السياسية، وأما التعامل بالدين عن طريق الظواهر فى الملابس وإطلاق اللحى وغيرها من الأمور الأخرى وليس اتباع تعاليم الدين فى المعاملات.

وأكدت مرسى، على أن الحل لهذه المشكلة يمكن فى  3 أمور التوعية الإعلامية عن طريق نشر الأخلاق والفضائل، وإختيارالدعاة على المانبر عن طريق الإلتفات إلى ما يتم قوله فى الخطب والدروس وأن يكون هناك دعاة وشيوخ إسلام وسطيين، والأمر الثالث هو التعليم والمناهج التعليمية بجعل مادة التربية الدينية مادة إجبارية سواء للمسلمين أو المسيحيين.

الإفتاء: اغتصاب "طفلة البامبرز" من أعظم جرائم الإفساد في الأرض

خبراء آمنيون.. غاب العدالة أم تفكك المجتمع

يقول  اللواء فاروق المقرحى مساعد وزير الداخلية الأسبق، إن نشأة الفرد داخل مجتمع يمارس العنف يؤثر وجدان وشخصية الشخص منذ طفولته، فمثلًا عندما يولد الطفل ويجد والده مجرما ويمارس أعمال السرقة والقتل والنصب والاغتصاب والبلطجة، فمن الطبيعى أن يكتسب الطفل تلك السلوكيات السلبية الفاسدة، ويخرج إلى المجتمع مجرم آخر.

وأشار المقرحي لـ"مصر العربية"،  إلى أن الأسرة هى المكون الأول لشخصية الطفل والمسئولة عن تكوين شخصيته سواء من الناحية العقلية والوجدانية والأخلاقية والجسمانية والاجتماعية والنفسية، وانها تعتبر السبب الرئيسي فى تنشئة الشخص، وإذا ما كانت الأسرة تلعب دورًا فى إكساب الشخص صفات حميدة، فمن شأنها أيضًا أن يكون لها  دور مؤثر فى الانحراف والسلوك العنيف.

وأضاف: أنّ حياة الطفل داخل مجتمع يواجه تفككا ومشكلات متعددة داخل الأسرة وخضوعه لأعمال عنف من والده ووالدته،كل هذا يكسب شخصية الطفل الطابع العنيف الذى يصدره إلى المجتمع فى صورة مغتصب وقاتل وسارق وغيرها من الأعمال الإجرامية التى يقوم بتطبيقها فى المجتمع.

وفى نفس السياق، يقول اللواء جمال عبد العال، عضو مجلس النواب، ومساعد وزير الداخلية السابق، إن وسائل الإعلام كان لها دورًا بارزًا خلال الفترة الأخيرة فى انتشار ظواهر العنف والتى كان من أهمها الاغتصاب، مشيرًا إلى أن المشاهد العنيفة التى يشاهدها الأطفال والمراهقين، دفعتهم إلى تطبيق تلك الأفعال فى محاولة منهم لتطبيق تلك الحركات العنيفة واستخدام الأسلحة كنوع من البلطجة وخاصة أن وسائل الإعلام قد عرضت تلك المشاهد على أنها مشاهد بطولية.

وأشار عبد العال لـ"مصر العربية"،  إلى أنّ الكثير من الأطفال اعتبروا تلك الأعمال العنيفة هى أعمال بطولية؛ حيث إنها أصبحت متعة لدى الكثيرين وخرجوا ليطبقوها في مجتمعهم مما أدى إلى انتشار تلك الظواهر بشكل كبير، كما أن غياب التعليم وانتشار البطالة فى بعض المناطق كان له دور  أيضًا فى انتشار عنف حيث غابت عن مداركهم أهمية العلم والصفات الحميدة، عندما نشأوا فى مجتمع بعيد عن التنوير.

وأوضح عبد العال أن البطالة لها دور فى تنمية العنف داخل الشخص، حيث إن قلة العمل وعدم وجود وظائف خلق حالة من الاكتئاب المزمن والذى يؤدي إلى اليأس وجعل الشخص عدوانيا بشكل كبير، بالإضافة إلى المدرسة والجامعة والتى يجب أن تهتم بهم، حيث لابد أن يكون للمدرسة دور فى الاهتمام بمشكلات التلاميذ وتوافر التوجيه والإرشاد وأن تكون العلاقة بين المدرس وبين الطلاب علاقة صداقة حتى يتمكن المدرس من كسب ثقة التلاميذ وبالتالى حل مشاكلهم وإبعادهم عن المشاكل الموجودة في الشارع وفي الأسرة.

مواطنون يطالبون بتوقيع أقصى عقوبة

 رصدت كاميرا «مصر العربية» رأي الشارع المصري في واقعة اغتصاب الطفلة حيث طالب المواطنون بتوقيع أقصى عقوبة على الجاني.

وألقت مباحث مركز بلقاس القبض على المتهم، الجمعة الماضية، بعد بلاغ من "ن. ص. س" بتعرض ابنتها الرضيعة لواقعة اغتصاب على يد عامل بالقرية، نُقلت إثرها إلى مستشفى بلقاس المركزي.

وقرر المستشار إيهاب أبو عيطة، المحامي العام الأول لنيابات شمال الدقهلية، مساء أمس الاثنين، إحالة المتهم إلى محكمة الجنايات.

من جانبه، قال رضا الدنبوقي، محامي جنا المعروفة إعلاميًا بـ«طفلة البامبرز»، إن المحكمة أحالت المتهم باغتصاب الطفلة إلى الجنايات اليوم الثلاثاء، وفقا لنص المادة 267 من قانون العقوبات، والذي ينص على: من واقع أنثى بغير رضاها يُعاقب بالإعدام أو السجن المؤبد، ويُعاقب الفاعل بالإعدام إذا كانت المجني عليها لم يبلغ سنها ثماني عشرة سنة ميلادية كاملة".

وأوضح في تصريحات لـ"مصر العربية" أنه في رأيه القانوني فإن المحكمة ستغير القيد والوصف للتهمة من الاغتصاب لهتك العرض نتيجة أنه وفقًا لأقوال المتهم في النيابة فإنه لم يتمكن من مواقعتها بشكل كامل وتمت عملية الاغتصاب بأحد أصابعه.

وأشار إلى أن تعريف الاغتصاب في القانون المصري هو حدوث اتصال جنسي كامل، موضحاً  أن هذا لم يتم في هذه الحالة، وعند صدور حكم بالإعدام عليه ستتصدى محكمة النقض لهذا الوصف وتصبح العقوبة الموقعة عليه طبقا للمادة 268 من قانون العقوبات والتي تنص على:" كل من هتك عرض إنسان بالقوة أو بالتهديد أو شرع في ذلك يُعاقب بالسجن المشدد، وإذا كان عمر من وقعت عليه الجريمة المذكورة لم يبلغ ثماني عشرة سنة ميلادية تكون العقوبة السجن المشدد مدة لا تقل عن سبع سنوات، وإذا اجتمع هذان الظرفان معاً يُحكم بالسجن المؤبد".

وأكد أن القضية أحيلت وفقا لنصوص المواد 267 . 290 من قانون العقوبات وكذلك المادتان رقم 2 ، 2.1 .116 مكرر من قانون الطفل المعدل وقيدت الواقعة برقم 477 لسنة 2107 جنايات كلي شمال المنصورة.

جدير بالذكر أن القانون في مصر يُعاقَب المغتصب  بالسجن المشدد بين حدّيه العامّين (أي من 3 إلى 25 سنة).

ويكون السجن المشدد طبقًا لنص قانون العقوبات المصري على بعض الظروف التي تشدد من عقاب الجريمة لتجعلها السجن المؤبد وهذه الظروف هى:

-أن يكون الجاني من أصول المجني عليها، أن يكون الجاني من المتولّين تربية المجني عليها أو ملاحظتها، أن يكون الجاني ممن له سلطة على المجني عليها، وأن يكون الجاني خادمًا بالأجرة عند المجني عليها أو عند أحد ممن ذكروا فيمن تقدم.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل