المحتوى الرئيسى

أحمد بابكر حمدان يكتب: رحلة نموذج «ASC» مكتشف هوايات الطلاب | ساسة بوست

03/29 10:57

منذ 1 دقيقة، 29 مارس,2017

«نموذج ASC أداة تدريبية رائعة؛ تساعد المدرب في اكتشاف مواهب الطلاب وقدراتهم، وتساعد الطلاب أنفسهم في اكتشاف ذواتهم وميولهم واتجاهاتهم المهنية. إن نموذج ASC يؤهل الطلاب للتميز في المجالات التي يفضلها كل منهم مستقبلًا». -حبيبة حسن أحمد سليم – ناشطة في مجال التعليم.

رواد التنمية البشرية.. شكرًا لكم

تتطلب برامج تدريب الطلاب، توفر أدوات جيدة لاكتشاف مواهبهم وميولهم المعرفية والمنشطية الأخرى، ومن ثم تصميم برامج وأنشطة مناسبة لتنميتها وتعزيزها. وبمقدار جودة الأدوات وفاعليتها، وحداثتها، يكون تجاوب الطلاب، وتفاعلهم مع البرامج المدرسية واستفادتهم منها.

وفي هذا السياق يأتي نموذج «ASC» كأداة داعمة للاتجاه التدريبي والتطبيقي المتنامي في المجال التربوي في مختلف مؤسساته ومستوياته. ويرجع الاهتمام الكبير بأنشطة تنمية القدرات إلى رواد التنمية البشرية وجهودهم المستمرة في التأكيد على أهمية اكتشاف الذات وتنميتها، والتخطيط ووضع الأهداف، إضافة إلى تركيزهم على سلة موضوعات نفسية من قبيل الثقة بالذات والإيجابية والأمل، وربط كل ذلك بالنجاح الشخصي والمؤسسي.

وليس غريبًا أن يكون نصيب المدارس من أنشطة التنمية كبيرًا؛ فهي مراكز التعلم، ومحاضن التربية ومزارع المستقبل. تقول الكاتبة التونسية عفاف الدريدي الرميلي: «إن الأنشطة التدريبية في المدارس من شأنها أن تعلن عن هوية التلميذ، وتجلب لنا من قصرت وسائل الاتصال الشخصي عن جلبهم، فتتضاعف بهم جمهرتنا القيادية». وقد مثل رواد التدريب في كل بلد على حدة – دور المجسر لعلاقة المدارس والجامعات التقليدية بمؤسسات أخرى ذات تأثير كبير في ساحة الفعل التثقيفي والتربوي، ولم تكن الجهات الإعلامية وحدها من استفاد من عمليات التجسير، بل استفاد منه بدرجة أكبر نشطاء المجتمع وهواة الأعمال الخيرية أيضًا. وكتب ناشط في الفضاء التربوي ويعمل مهندس اتصالات: «بغض النظر عن السن والدراسة، كلنا بحاجة إلى تشجيع وتحفيز، لكن الأطفال أكثر حاجة لمن يهتم بهواياتهم ومبادراتهم حتى لو كانت بسيطة في نظرنا». ويضيف عبدالقادر بابكر: «إن اهتمامنا بهم يعتبر أكبر دافع يصنع الثقة في نفوسهم، ويحفزهم لتحقيق رغباتهم وآمالهم».

كان آسك أحدث محطاتي في رحلة الاهتمام بتنمية قدرات الطلاب في المدارس والجامعات، وقد سبقت النموذج عدة مقترحات وتصورات قدمتها في فترات ومؤسسات متفرقة هنا وهناك خلال فترة عملي بالمدارس في العاصمة الخرطوم وخارجها، كنت مهتمًا بما يعزز القدرات الأكاديمية للطلاب في محيطي الصغير، فكتبت برنامج «إسناد» في صورة مقترح لمساعدة الطالب أكاديميًا، ثم أتبعته بـ«إشراف» وهو مقترح أقل التصاقًا بالتدريس، وأقرب إلى التوجيه والإشراف حسب اسمه. واستمر عن التدريس التقليدي بالرغم من استمراري في ساحاته ومراكزه، وكتبت تصورًا ثالثًا أطلقت عليه «إبحار» وهو أكثر ابتعادًا عن النبض الأكاديمي، ونسخة موسعة من سابقه، وكان الغرض من المقترح الثالث توجيه الطلاب ثقافيًا، والإشراف على أنشطتهم المعرفية وتعزيزها، مما تطلب إعداد ملاحق للتصور الأساسي تتضمن استبانات وإعداد قوائم وأدلة معرفية للمواد والوجبات المعرفية، بقوالبها ومذاقاتها المتعددة. كان «إبحار» مشروعًا أكثر منه برنامجًا مدرسيًا بسيطًا، وقد ساهمت فكرة المشروع رغم عدم اكتماله – في إنتاج النموذج الجديد «ASC» وهو أكثر احترافية في التواصل مع مواهب الطلاب وميولاتهم، وقد كتبت مقالة تعريفية نُشرت في مدونات الجزيرة العام الماضي، تساءلت في عنوانها عن مدى تأثير النموذج في تعزيز اهتمام الطلاب بهواياتهم، وقد يتطلب قياس ذلك إجراء دراسة ميدانية حسب ما يرى مهتمون.

من شأن الأدوات عادة تسريع نجاحات مستخدميها، خاصة إذا كانت قابلة للتطور، وقادرة على تلبية احتياجات جديدة للمستخدمين، كما هو الحال بالنسبة للهاتف الجوال، فقد بدأ كأداة للاتصال الصوتي، لكنه اليوم مدين للإنسان المعاصر بكثير من نجاحاته بعد أن أصبح أداة لها أكثر من عشرة استخدامات متباينة؛ فمن المراسلة النصية والتسجيل والتصوير إلى عمليات التصميم والسداد وتحويل الأموال، تجد الموبايل حاضرًا في كل تفاصيل حياتنا.

محاكاة للمنتج التقني الأسرع تطورًا، يطمح مطور آسك وفريقه المساعد لأن يصبح النموذج أداة قادرة على التناغم مع مختلف الاستخدامات التربوية، تتيح مزيدًا من المساحات لاستخدامات جديدة وباستمرار. ويُستخدم ASC حاليًا في اكتشاف هوايات الطلاب وميولهم، وفي التخطيط المعرفي والمهني، وفي التوجيه الدراسي والمنشطي والمهني، وفي نحو سبعة استخدامات أخرى كان آخرها استخدامه للمقارنة بين مستوى الأنشطة بين شخصين أو أكثر. وقد اشتمل (دليل المستخدم) – وهو الكتاب التعريفي للنموذج – على فكرة «ASC» ومميزاته، ودوافع تصميمه، وخطوات تدريسه، وأدواته ووسائله التعليمية المساعدة (لوحات، ألعاب، حكايات، اختبارات)، إلى جانب استخداماته المتعددة.

استقبال جيد في الساحة التربوية

«تدرب، وزد معلوماتك، وأخرج العبقري الذي بداخلك باستخدامك لنموذج ASC». – نصر الدين الرخيص – طالب تقنية معلومات بجامعة دوالا – الكاميرون.

في مقدمة دليل المستخدم، أوردت الدوافع الأساسية لتطوير النموذج، ومنها:

– حاجة الطالب إلى التفريق بين المواهب والهوايات.

– حاجة الطالب إلى المساعدة في اختيار الأنشطة المناسبة لقدراته وميوله.

– حاجة الطالب إلى المساعدة في تنمية قدراته وأنشطته.

– حاجة الطالب إلى اكتشاف العلاقات بين هواياته وطموحاته المهنية.

– عدم توفر أدوات جيدة لتنمية قدرات الطلاب واكتشاف مواهبهم وميولهم.

– عدم توفر أدوات جيدة لمساعدة الطلاب في التخطيط المعرفي والمهني.

– عدم توفر أدوات لتوجيه الطلاب دراسيًا ومنشطيًا.

وبعد فترة من التطبيق الميداني في بعض المدارس الأساسية والثانوية، واستخدامه من قبل طلاب جامعيين في مجموعات عمل صغيرة، إلى جانب التدريب الإلكتروني باستخدام أدوات التواصل المتاحة – بدأت تفاعلات المستخدمين والمهتمين، وأولهم أعضاء فريق التدريب من متطوعين ونشطاء. وثمنت الأستاذة نعمات مهدي حسين وهي معلمة لغة عربية حاصلة على درجة الماجستير في النقد الأدبي، دورَ فريق «ASC» بمدينة الفولة السودانية وإسهامه في إثراء الأنشطة المدرسية، وتنمية قدرات الطالبات بمدرستها وتحفيزهن. أما عن النموذج نفسه فتقول أم محمد: «من خلاله يمكن للطالب أن ينظر إلى المستقبل ويكون ذلك خير معين له في الوصول إليه بصورة مثالية». ونشرت جريدة (الصحافة) تقريرًا في يوليو الماضي بعنوان (رؤية جديدة لتدريب الشباب بالفولة)، تناولت فيه أبرز أهداف الفريق المتمثلة في «اكتشاف هوايات الطلاب وزيادة مستوى المهارات وبناء علاقات بين هوايات الطلاب وطموحاتهم المهنية».

وكتب جلال الدين الجاك مترجم النسخة الإنجليزية، على صفحة البرنامج في فيسبوك: «إن ASC يقود الطلاب نحو تحقيق رغباتهم بكل سهولة، ومن ثم الإبحار في عالم الاحترافية وتحقيق درجة عالية من التخصصية في مجال العمل، وتطبيقه يمهد لخلق بيئة أكاديمية جاذبة للتميز العلمي والإبداع الفكري».

أما مستخدو النموذج من طلاب المدارس والجامعات، فقد كانت تعليقاتهم محفزة للمطور والفريق التدريبي،

نرشح لك

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل