المحتوى الرئيسى

خطيئة الثورة والقمة العربية | المصري اليوم

03/29 01:26

ست سنوات ويزيد مرت على بداية ما عرف بالربيع العربي، ست سنوات لم تحصد البلدان التي هبت عليها رياحه ثمرا طيبا، فالشعوب لم تحقق مبتغاها من الحرية والعدالة الاجتماعية ولا من «العيش»، وزاد أن تحللت دول وسقطت أخرى صرعى تحت أقدام جماعات الإسلام المسلح..

وبعد أن ضجت الميادين تردد «الشعب يريد إسقاط النظام»، فإذا بغالبية الشعب بعد هذه السنوات تترحم على الأنظمة الساقطة، وعلى أيامها وشخوصها وقدرتهم على إدارة الأوضاع التي خرجت بعدهم عن السيطرة..

وتحولت الثورة من «الحلم الطاهر» إلى «الخطيئة الكبرى»، وصار الثوار إما خونة وعملاء أو متآمرين أو مغررا بهم في أحسن الأحوال..

يردد البعض أن ذلك من فعل «الدولة العميقة» التي نالت ولا تزال من كل ما هو ثوري، وسعت عكس اتجاه الآمال التي انعقدت في الميادين، واستطاعت أن تحشد الجماهير ضدها.

لكن واقعا آخر يؤكد أن دولا لم يعد فيها دولة عميقة ولا أجهزة من الأساس وصلت لنفس الحال من لعن الثورة وما أتت به.. والترحم على الأنظمة التي طالبت بسقوطها، لأنه سقطت معها أطلال الدولة..

فالحقيقة أنه لا «الدولة العميقة» ولا «الميادين» مكمن الخطأ، بل هي الأنظمة الحاكمة التي كانت كرب أسرة لم يسع يوما للعمل على رفع كفاءة أفرادها، ولم يهتم لحظة بصيانة أو تجديد البيت وإعادة بناء ما تهدم منه، ولم ينشغل إلا ببقائه حاكما فردا بلا صوت يؤرقه..

ولما غاب؛ وجد الأفراد أنفسهم أمام استحقاقات لم يختبروها، أمام بيت سقط أو آيل للسقوط، ولم يبق فيه ركن إلا وأصابه الانهيار، والأخطر أنهم غارقون في فساد قد يقضي على ما تبقى..

أما خطأ الثورة أنها كشفت خطيئة الحكام، أنها رفعت الغطاء عن أجهزة أصابها العطب، وأظهرت أثر ما كان معلوما من أن الدولة تم اختصارها في الحاكم، وأن مؤسساتها ما هي إلا ذات نفسه..

خطأ الثورة أنه بسقوط الرئيس وغياب قبضته الأمنية ظهرت سوءات أنظمة سارت بسياسة «اليوم بيومه» وترحيل كل ما هو نافع وبناء للغد الذي لم يأت، أنظمة ظلت راقدة على تل من الركام تحت مسمى «دولة».. وما هي إلا هياكل وحطام شعوب لم ترتق لدرجة مواطن..

ولأن التجربة أثبتت أن الجميع يدفعون ثمن السقوط أنظمة؛ وأجهزة؛ ودولة؛ وشعب، لذا وجب التوجه للسادة حكام هذه المنطقة مع انعقاد القمة العربية الثامنة والعشرين بالأردن، لينقذوا أنفسهم والشعوب فيما هو آت من الأيام.. والأمر ليس صعبا.

فما عليهم إلا اختصار جدول أعمالهم المتخم إلى بندين اثنين فقط، أولهما رفع كل أياديهم الكريمة عن التدخل بـ«سوريا» و«العراق» و«ليبيا» و«اليمن» وكل بلد عربي !!..والبند الثاني والأهم أن يعود كل منهم لإقطاعيته ويقوم بما عليه من بناء المؤسسات وإصلاح الأجهزة الإدارية، والعمل على تطبيق آليات المواطنة..

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل