المحتوى الرئيسى

هل يتحدى الجمهوريون ترامب؟! | المصري اليوم

03/28 21:52

ما جرى فى الكونجرس الأمريكى، نهاية الأسبوع الماضى، يستحق الاهتمام لتداعياته على السياسة الأمريكية الداخلية والخارجية على السواء. ففى مجلس النواب الذى تدار أعماله بالأغلبية البسيطة، فشل الجمهوريون فى الرئاسة والكونجرس فى تنفيذ تعهدهم بإلغاء قانون الرعاية الصحية الذى صدر فى عهد أوباما. والجمهوريون كانوا منذ صدور القانون فى 2010 قد جعلوا التعهد بإلغائه حجز الزاوية فى كل حملاتهم الانتخابية على مدار ست سنوات. ودونالد ترامب كان قد تعهد هو الآخر طوال حملته الانتخابية بإلغاء القانون الذى طالما وصفه «بالكارثة» وطالب الناخبين بانتخاب أغلبية من حزبه فى الكونجرس حتى يقوم «فورا» بعد توليه بإلغاء القانون. والناخبون قد انتخبوه بالفعل ومعه أغلبية من حزبه فى المجلسين. بل إن الجمهوريين حصلوا على 237 مقعدا، مقابل 193 للديمقراطيين بمجلس النواب، وهى أغلبية مريحة لأن أعمال المجلس تقوم على الأغلبية البسيطة، أى 218 من أصل 435، وهو ما يعنى أن بإمكان الجمهوريين تجاهل حزب الأقلية بالكامل. وبالفعل، قامت استراتيجية البيت الأبيض وزعامة مجلس النواب، فى محاولة إلغاء قانون أوباما وإصدار قانون جديد يحل محله، على تجاهل الديمقراطيين بالمطلق والاعتماد على أصوات الجمهوريين وحدهم. لكن حزب الرئيس انقسم على نفسه. فاستطلاعات الرأى لم تكن فى صالح مشروع الجمهوريين، حتى فى أوساط جمهورهم. فمشروع القانون الذى تقدموا به ليحل محل قانون أوباما لم تزد شعبيته على 17% مقارنة، بينما شعبية القانون المراد إلغاؤه 54%. أكثر من ذلك، فقد ثبت أن الناخبين الجمهوريين من أصحاب الدخول المنخفضة والتعليم الأقل، أى جمهور ترامب الرئيسى أكثر تأييدا من غيرهم من الجمهوريين، لقانون أوباما لأنهم استفادوا منه بشكل مباشر. ثم صدر تقرير مكتب الكونجرس للميزانية، ليؤكد أن 24 مليون أمريكى سيفقدون التأمين الصحى لو ألغى قانون أوباما. فرفض الأعضاء الجمهوريون من تيار الوسط إلغاء القانون، لأنه يعنى مواجهة مباشرة مع ناخبى دوائرهم الذين سيفقدون تأمينهم الصحى، بينما طالب الجمهوريون الأكثر يمينية بتنازلات كبرى حتى يمنحوا المشروع أصواتهم، وهى التنازلات التى قدم ترامب بالفعل بعضها، مما زاد من رفض تيار الوسط الجمهورى، ولم يكن كافيا ليمين الحزب، فكانت النتيجة فشلا اضطر معه بول رايان، رئيس مجلس النواب، سحب المشروع أصلا دون التصويت عليه، بعد أن كان قد أجّل التصويت يوما كاملا بحثا عن أصوات غير موجودة.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل