المحتوى الرئيسى

انتشار القتل والاغتصاب في مصر.. غياب للعدالة أم تفكك المجتمع

03/28 11:02

قتل، اغتصاب، سرقة .. تشابهت الوقائع واختلفت المناطق فى أنحاء الجمهورية، لا يمر يومًا إلا وتحدث جريمة وقد تحدث اكثر من حالة فى يوم واحد، بعضها المجنى عليه شاب أو عجوز او فتاة أو حتى طفلة كما حدث في واقعة اغتصاب الطفلة جنا المعروفة إعلامية بـ"طفلة البامبرز" على يد شاب عاطل عمره 35 عاماً فى إحدى قرى الدقهلية.

"مصر العربية" استطلعت رأي عدد من الخبراء اﻷمنين حول أسباب انتشار هذه الظواهر مؤخرا وطرق معالجتها، يقول  اللواء فاروق المقرحى مساعد وزير الداخلية الأسبق، إن نشأة الفرد داخل مجتمع يمارس العنف يؤثر وجدان وشخصية الشخص منذ طفلوته، فمثلًا عندما يولد الطفل ويجد والده مجرم ويمارس أعمال السرقة والقتل والنصب والاغتصاب والبلطجة، فمن الطبيعى أن يكتسب الطفل تلك السلوكيات السلبية الفاسدة، ويخرج الى المجتمع مجرم آخر.

وأشار المقرحى لـ" مصر العربية"،  إلى أن الأسرة هى المكون الأول لشخصية الطفل والمسئولة عن تكوين شخصيته سواء من الناحية العقلية والوجدانية والأخلاقية والجسمانية والاجتماعية والنفسية، وانها تعتبر السبب الرئيسي فى تنشأة الشخص، وإذا ما كانت الأسرة تلعب دورًا فى إكساب الشخص صفات حميدة، فمن شأنها ايضًا أن يكون لها  دور مؤثر فى الانحراف والسلوك العنيف.

وأضاف،: أن حياة الطفل داخل مجتمع يواجه تفكك ومشكلات متعددة داخل الأسرة وخضوعه لأعمال عنف من والده ووالدته،كل هذا يكسب شخصية الطفل الطابع العنيف الذى يصدره إلى المجتمع فى صورة مغتصب وقاتل وسارق وغيرها من الأعمال الإجرامية التى يقوم بتطبيقها فى المجتمع.

وفى نفس السياق، يقول اللواء جمال عبد العال، عضو مجلس النواب، ومساعد وزير الداخلية السابق، إن وسائل الإعلام كان لها دورًا بارزًا خلال الفترة الأخيرة فى انتشار ظواهر العنف والتى كان من أهمها الإغتصاب، مشيرًا الى ان المشاهد العنيفة التى يشاهدها الأطفال والمراهقين، دفعتهم الى تطبيق تلك الأفعال فى محاولة منهم لتطبيق تلك الحركات العنيفة واستخدام الأسلحة كنوع من البلطجة وخاصة ان وسائل الإعلام قد عرضت تلك المشاهد على انها مشاهد بطولية.

وأشار عبد العال لـ" مصر العربية"،  إلى أن الكثير من الأطفال اعتبروا تلك الأعمال العنيفة هى أعمال بطولية، حيث أنها أصبحت متعة لدى الكثيرين وخرجوا ليطبقوها فى مجتمهم مما ادى الى انتشار تلك الظواهر بشكل كبير، كما ان غياب التعليم وانتشار البطالة فى بعض المناطق كان له دور  ايضًا فى انتشار عنف حيث غابت عن مداركهم أهمية العلم والصفات الحميدة، عندما نشأوا فى مجتمع بعيد عن التنوير.

وأوضح عبد العال ان البطالة لها دور فى تنمية العنف داخل الشخص، حيث أن قلة العمل وعدم وجود وظائف خلق حالة من الاكتئاب المزمن والذى يؤدى الى اليأس وجعل الشخص عدوانى بشكل كبير، بالإضافة الى المدرسة والجامعة والتى يجب ان تهتم بهم، حيث لابد ان يكون للمدرسة دور فى الاهتمام بمشكلات التلاميذ وتوافر التوجيه والإرشاد وان تكون العلاقة بين المدرس وبين الطلاب علاقة صداقة حتى يتمكن المدرس من كسب ثقة التلاميذ وبالتالى حل مشاكلهم وإبعادهم عن المشاكل الموجودة فى الشارع وفى الأسرة.

فيما أكد اللواء محمد نور الدين مساعد وزير الداخلية السابق، ارتفاع معدلات جرائم الاغتصاب خلال السنوات الأخيرة، مشيرا إلى زيادة نسبة المحاضر  التي تحرر يوميا بشأن هذه الجريمة خاصة في أقسام بولاق الدكرور وإمبابة .

وشدد في تصريحات لـ" مصر العربية" على ضرورة تدخل مجلس النواب بتشريعات لتغليظ  عقوبة الاغتصاب، وذلك للحد من هذه الجريمة.

 وطالب مساعد وزير الداخلية السابق، بمعاقبة مرتكب جريمة الاغتصاب فى حق من هم أقل من 10 سنوات بالإعدام، وفى حق من هم أكبر من ذلك بالمؤبد، مشيرًا إلى أن تغليظ العقوبات وسن القوانين الحل الأسرع للتصدي لتلك الظاهرة.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل