المحتوى الرئيسى

أزمة العديسات وتجسيد الفوضى! | المصري اليوم

03/28 01:35

«يا رجال العديسات قبلى وبحرى، هلموا إلى إخوانكم فى المهيدات، أختكم أميرة دونها الرقاب، أظهرو لله اليوم من أنفسكم خيرا، لا تخذلوا أختكم المسلمة، وتتركوها للكلاب، فهى تستمد القوة منكم بعد الله، فكلاب النصارى لن يرحموها، ابعثوا برسالة أمان واطمئنان لكل من يريد اعتناق الإسلام، حاصروا المكان ولا تبرحوه إلا والبنت معكم، وكونو أذكياء ولا تثقوا بأحد». هكذا كتب أحد شباب رابطة شباب محافظة الأقصر على صفحته، فى الفيس بوك، يحرّض ويلهب حماس شباب الرابطة فى «جهادهم الأكبر ضد النصارى»! للحصول على أميرة جرجس خليل- فتاة «نجع المهيدات» التابع لقرية العديسات قبلى، بالأقصر.

فى السابعة عشرة من عمرها، وبالصف الثالث الثانوى توجّه أحد شباب نجع المهيدات يُدعى «إبراهيم محمد أحمد نور» (19سنة) عاطل عن العمل، إلى منزل الفتاة، ومعه مجموعة من المحرضين (مزارع وعامل وتاجر ومدرس إنجليزى) لأسرتها بحجة أنه تزوج من ابنتهم، ويطالبهم بالكشف عن مكانها، بعدما قاموا بإخفائها، للتفريق بينهما، بعدما علموا باعتناقها الإسلام.

القصة المتداولة من جانب الأقباط أن أسرة الفتاة تركت المنزل، بعد محاولات التجمهر والاعتداء على الفتاة وتهديدها بقتل والدها، لأن هناك شابا مسلما يريد الزواج بها، وإجبارها على ذلك: فى المقابل، رواية الشاب المسلم تقول أن الفتاة أسلمت وتزوجت منه، لذلك احتشد الأهالى، وتجمهروا أمام منزلها، لمطالبة أهلها بتسليمها بعد إخفائها داخل أحد الأديرة، لإجبارها على العودة للمسيحية.

ويؤكد أهل الفتاة أنها لم تعتنق الإسلام، ولم تتزوج، ومنعًا للمشكلات خرج بها والداها من القرية لحل الخلاف، إلا أن هناك تدخلات من الأهالى تطالب بعودة الفتاة.

هل عاد شبح أزمة وفاء قسطنطين وكاميليا شحاتة مرة أخرى؟! وهل مازلنا نعيد إنتاج المناخ الردىء بالضغط على الأقباط للارتداد عن عقيدتهم بادعاء أكاذيب والتشهير بالفتيات القاصرات واستخدام العنف والتحريض الدينى والتهديد بالقتل؟! كأننا فى غابة يحكمها من يملك القوة، والعزوة، ضاربا عرض الحائط بمبدأ المواطنة! وإضافة إلى ذلك: هل لو كانت الفتاة مسلمة، ورغبت فى اعتناق المسيحية، هل كان المسيحيون سينتفضون ويذهبون للمطالبة بأخذها، هل كان يسمح لها بترك دينها؟!

إن الخطاب العدائى السائد عند بعض الشباب من أمثال رابطة شباب الأقصر وشيوخ السلفية المسيطرين على الحياة الاجتماعية وبعض القنوات الفضائية والإعلامية لبث خطاب عدائى- لا يرى فى الأقباط إلا أهل ذمة وأقلية، ويحل نهب بيوتهم وتهجيرهم وتعرية نسائهم المسنات.

هذا الخطاب أصبح بديلا للمواطنة، والخطورة تكمن منذ سنوات طويلة فى وجود مشروع سياسى بديل يقوم على مفهوم الأمة الإسلامية، والذى بدا أنه تم إجهاضه، إلا أن الحقيقة عكس ذلك، ففى كل زاوية ونجع فى مصر، وفى الفضاء الإعلامى والإلكترونى، وفى المدارس والمعاهد والمناهج والمؤسسات المختلفة يعشش ذلك الفكر الظلامى، ونجده فى شكل اعتداءات طائفية أو هجمات إرهابية واتهامات للمبدعين والمفكرين.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل