المحتوى الرئيسى

استراحات قصيرة فى كوكب الشرق (4) | المصري اليوم

03/28 00:39

المؤرخ والكاتب حسين فوزى يصف أم كلثوم عندما رآها للمرة الأولى بقوله: «فتاة ريفية جميلة، مثل أعلى فى الاحتشام الإسلامى، كانت تقف وسط أسرتها مرتدية ملابس رجل بدوى، وتغنى أغنيات تراثية مصرية، من بينها أغنيات دينية، وكانت تغنى بعلو صوتها الملائكى، الذى كان يذكر بأصوات المصريين بإيمانهم الصادق».

وفى أول تعليق لمجلة «الكشكول» الأسبوعية على أغانى أم كلثوم، تقول المجلة فى معرض وصفها لحفلة قدمتها فى عام 1922: «كانت أول مجموعة من أغانيها قصائد فى مدح الرسول، صلى الله عليه وسلم، ثم غنت قصائد غزل متنوعة، وغير ذلك من الأغانى العاطفية فى الوصلة الثانية. وفى وصلتها الثالثة بدأت تغنى أغنيات قصيرة بسيطة (من نوعية كشكش بيه) تسمى (طقاطيق). وربما كان السبب فى هذا التنوع وعدم التجانس- المتمثل فى الانتقال من سيرة الرسول إلى (اللى باحبه هواه جننى)، ثم إلى (تفاح حلو وبديع)- هو رغبتها فى إرضاء الناس والتجاوب مع أهوائهم وأمزجتهم!».

ولم يخل طريق أم كلثوم من بعض الآراء والنقد اللاذع وهى فى بداياتها، ومنها هذا الانتقاد الذى نشر فى مجلة «روزاليوسف»: (لا ننكر قوة صوت أم كلثوم ولا رنين طبقات صوتها، ولكن فى هذا صرت أعتبرها مجرد مقلدة للتراث. فبالإضافة إلى الصوت الجميل الشجى يوجد شىء اسمه الفن، وأم كلثوم تمضى فى طريقها معتمدة فقط على مقدرتها الفطرية، والحقيقة أن هذا لا يكفى.. أين تجديداتها؟؟ إنها منشدة دينية، وهذا الأسلوب فى الغناء موجود فى مصر منذ عشرات السنين). وكان مظهرها، فى نظر نقادها، مظهرا وقورا أكثر مما ينبغى، وكان سلوكها فى حاجة إلى صقل وتهذيب، وكان العاملون معها «فلاحين بسطاء»، وكان الصحفيون يسخرون من تعبيراتها الريفية، ففى حديثها عن تكاليف المعيشة قالت لأحد الأصدقاء إن إيجار شقتها الجديدة 24 جنيها فى الشهر بدون اللحم!. وحُكى عن والدتها أنها لم تكن تعرف شيئا عن الكهرباء، إذ سألت ابنتها بصوت عالٍ فى حضور جمع من الضيوف: كيف ينتظر منها العاملون الأغبياء فى شركة الكهرباء أن تطفئ النور وهى لا تستطيع الوصول إلى المصباح المعلق فى السقف؟!.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل