المحتوى الرئيسى

لماذا لا يمكنني أن أكون سعيدة أبداً بكوني أُماً؟

03/28 00:03

لا أريد أن أكون أماً أبداً، وهذه أسبابي

"ستغيّرين رأيك عندما تتعرفين على الشخص المناسب" سمعت هذه الكلمات في أكثر من مناسبة خلال الخمس والعشرين سنة الماضية، ربما بحسن نية، لكن الأمر خاطئ كلياً، عمري الآن 38 عاماً، وكنت محظوظة بما يكفي بأني قابلت الشخص المناسب، لكن أحذر ماذا؟ ما زلت لا أريد الإنجاب، السبب بسيط جدا أن كوني أُماً سيجعلني تعيسة بشكل كبير.

بالنسبة لتفكير الناس، فإن هذا الأمر بمثابة لعنة أو تدنيس للمقدسات، فبرغم كل شيء فإن أكثر الأشياء طبيعية في العالم أن تريد طفلاً أو هكذا تم إخباري.

قد أصدق أن هذا الأمر صحيح بالنسبة لغالبية الناس، ولكن ماذا إن لم تكوني من هذه الغالبية؟ أنا لست من النوع المتأمل ولا أستطيع سماع دقات الساعة، ربما نزع أحدهم بطاريات ساعتي الخاصة عندما وُلدت.

الأمر أنني سعيدة كوني امرأة حرة بلا أطفال، أنا مرتاحة مع هذا الوضع، ولكن لأسباب تبقى مجهولة بالنسبة لي، ولكن الآخرين ليسوا كذلك، يشعرون بالحاجة إلى إقناعي بأنني ببساطة قد ارتكبت خطأً ويريدون إنقاذي من أخطار طريقتي في الحياة، في كل موقف يحضر فيه موضوع الأطفال إذا تفوهتِ بأن هذا الأمر ليس في قائمة الأشياء التي تريدين إنجازها ستسمعين قائمة قصيرة من الردود الشائعة:

هم: "أنتِ ما زلتِ شابة بما يكفي لتغيّري رأيك. أعرف امرأة لم تحظَ بطفلها الأول حتى منتصف الأربعينات من العمر".

أنا: اممم، حسناً هذا جيد بالنسبة لها، ولكن ما علاقة هذا الأمر بي؟ ولماذا يجب عليَّ أن أغيّر رأيي؛ أنا سعيدة بالأمور كما هي، شكراً لك!

هم: "أُمك المسكينة لا بدَّ أنها ستكون حزينة إذا عرفت أنها لن ترى أبداً أحفادها".

أنا: بالفعل الأمر يجعلها حزينة، لكن لحسن الحظ هي أُم أفضل مما كان بإمكاني أن أكون وهي تحبني في كل الأحوال، لكن فقط لنكون واضحين هل تقول إنني يجب أن أحظى بأطفال فقط لأجعل أمي سعيدة؟

هم: حياتك ليست مكتملة حتى تحظي بأطفال.

أنا: همم، حياتكم ربما، ولا يعني هذا أن حياتي أنا غير مكتملة، آخر مرة تفحصت الأمر وجدت أني أمتلك كل شيء أحتاجه، ومعظم الأشياء التي أردتها ولا أجد شيئاً مفقوداً، ولا أحتاج أشخاصاً آخرين كباراً كانوا أو صغاراً ليكملوني، أنا كاملة كما أنا.

هم: لكن من سيعتني بك عندما تصبحين عجوزة؟

أنا: هل أنتم جادون؟ أنتم كذلك بالفعل؟ حسناً إذن الإجابة هي: أنا سأفعل، نعم أنا في الغالب سأمرض وربما أكون في موقف يتطلب مساعدة الآخرين، ولكن مع ذلك الحصول على طفل باعتباره خط النجاة الأخير؟ لا شكراً.

هم: لكنكِ امرأة والغاية من كونك امرأة هي أن تصبحي أماً.

أنا: إذاً أنا لا أحقق غاية وجودي في الحياة إذا لم أصبح أماً؟ حتى الكلمات تخذلني.

أفضل جزء في هذه التعليقات وكثير غيرها هو أنها تقريباً وحصرياً تطلقها نساء أخريات، في عالم تستمر فيه المرأة في كونها تعامل ككائن درجة ثانية وعليها أن تقاتل للحصول على تعليم، أن تكون قادرة على العمل ولها الحق في التصويت، هذه الحقيقة لا تكف عن إصابتي بالصدمة، نحن لسنا منفتحين أو متسامحين في مجتمعنا التقدمي، كما كنا نعتقد.

لم أشعر أبداً بالدونية أو بأني موضع لأحكام الآخرين بسبب جنسي في مكان العمل، ولكن شعرت بذلك أكثر من مرة في المحادثات الاجتماعية بسبب اختياري ألا أنجب أي أطفال. كأنني بطريقة ما فشلت في الوفاء بواجباتي؛ لأنني لا أشعر بالحاجة لفعل ما يعتقده الآخرون طبيعياً، أجد الأمر غريباً ومحبطاً بشكل كبير.

إليكم السبب، يبدو أن ما هو صحيح بالنسبة لي ليس له أي أهمية في الموضوع، حتى إنه لا يتم ذكره في السؤال، حياتي مكتملة وأنا سعيدة بها كما هي ولا أريدها أن تتغير، ما أريده هو أن يكون من المقبول اجتماعياً أن تكون النساء مثلي، أن يتم الاعتراف بي بسبب ما أمثله وما أحققه بعيداً عن قدرتي على الإنجاب؛ ليتم الاعتراف بهذا الأمر، وألا يكون مبيضي مرادفاً للغاية والإنجاز.

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل