المحتوى الرئيسى

عادل إمام.. كيف تحول «الصعلوك الظريف» إلى بطل شعبي؟

03/27 21:57

«عادل إمام.. رسائل إلى الوالى».. عنوان الكتاب الجديد للمفكر والناقد السينمائى الكبير أحمد يوسف، صدر عن كتاب الهلال مارس 2017. الكتاب حلقة فى سلسلة عطاء وإبداع أحمد يوسف الذى طالما أثرى الوعى السينمائى بمئات من المقالات وبترجمة عشرات المراجع عن تاريخ السينما.

قد يظن القارئ من عنوان الكتاب أن الحديث يدور عن عادل إمام، وهذا صحيح جزئيا، إلا أن ذلك العنوان يظلم الكتاب كثيرا ولا يعبر عن محتواه الفكرى والجمالى الأشمل الذى يتخذ من موضوع «النجم السينمائى» نقطة انطلاق إلى قضايا أكبر وأعمق تتصل بتذوق الفن السينمائى عامة وفهمه وتفسيره ورد ظواهره الجمالية إلى جذورها الاجتماعية.

يفسر لنا أحمد يوسف ظاهرة «النجم السينمائى» من خلال أفلام عادل إمام، وعبرها يضع أيادينا على كيفية ظهور النجم وصناعته وتدخل القوى والمصالح الاجتماعية فى تلك الصناعة. وبداية فإن الناقد الكبير يؤكد لنا أن النجم: «ليس إلا المحصلة التى يجتمع فيها العديد من المؤثرات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية فى سياق تاريخى بعينه»، ذلك أن النجم الذى يحقق الانتشار الساحق لابد أن يكون بشكل ما: «تجسيدا لعصره وتحقيقا لواقع المتفرج وأحلامه فى آن»، هكذا تختلف شخصية النجم الفنية من عصر لآخر، وهنا يميز أحمد يوسف بين «نجومية» عادل إمام وما تمثله وبين نجومية من سبقوه مثل نجيب الريحانى الذى اعتمد على «شخصية الموظف البائس فى حياته وحبه»، أو نجومية على الكسار الذى اعتمد شخصية «النوبى الساذج أبيض القلب»، أو إسماعيل يس الذى شق طريقه للنجومية بشخصية الإنسان الطيب قليل الحظ من الوسامة والذكاء.

لقد أقام عادل إمام عرشه على أساس شخصية الصعلوك الظريف الذى يحتال على قسوة الواقع بخفة ظله وأحيانا بخفة يده، إنه «الفهلوى» المنتمى إلى الشرائح الدنيا من المجتمع أو إلى قاع المجتمع، بجسمه الضئيل، وملابسه البسيطة، الذى لا يمتاز بوسامة فتى الشاشة، وهى الشخصية التى بدأ عادل إمام بلورتها مع فيلمه «رجب فوق صفيح ساخن» عام 1979 فقدم «الفهلوة» التى لا تعبر فى جوهرها عن سلوك إيجابى، صدامى معارض، بقدر ما تعبر عن قدرة على التكيف هى حيلة العاجز لمواجهة الظروف الساحقة. وتبدو هنا «الحلول الفردية» هى الأقرب لمنطق الفهلوى، حلول قد تكون دموية أحيانا، أو ذكية ترتقى بصاحبها إلى الأعلى، لكنها فى كل الحالات فردية لا تشكل مخرجًا عامًا من أزمة.

ويقر الناقد الكبير أن «النقد السينمائى يجد نفسه بكل قواعده الصارمة أمام لغزٍ محيرٍ، فلا يستطيع أن يعثر بين أدواته السينمائية وحدها على إجابة شافية لنجاح عادل إمام الشعبى والجماهيرى الجارف.. رغم أن تلك الأفلام تتسم فى أغلب الأحيان بالسذاجة الفنية والمستوى المتواضع فى الشكل والمضمون معا».

إذن ما هو سر تلك الشعبية؟، يؤكد أحمد يوسف أن عادل إمام لم يقدم فقط شخصية «الفهلوى»، بل قدمها مضفورة بما هو أكثر من ذلك، ففى فيلم «اللعب مع الكبار» سنلمس الانحياز إلى الفقراء والسخرية من الأغنياء بمزج بعض الخيوط الدرامية بعناصر الكوميديا، وتقديس القيم الشعبية مثل الشهامة والإخلاص للصداقة، وغير ذلك. ويقول أحمد يوسف: «أما الأكثر دلالة والأهم عند الجماهير فهو أن يسخر بطل عادل إمام من السلطة»، ويبدو ذلك واضحًا فى فيلمه «مسجل خطر» الذى يضع قدما فى عالم أفلام المغامرات وقدما أخرى فى عالم البطل الشعبى معلنا «بكل سذاجته الفنية أن الخطر الحقيقى أن تعيش فى مجتمعٍ يتقاسمه من ناحية اللصوص والمجرمون، والسلطة العاجزة من ناحية أخرى، وقد يجد البطل الشعبى نفسه مضطرًا لكى يحيا إلى أن يصبح لصًا فى مجتمعٍ من اللصوص.. وأن يحمل قليلا من سمات الفتوة كما عرفته السينما المصرية وملامح باهتة لشخصية الشجيع الأمريكى.. فى مزيجٍ متناقضٍ مع شخصية الصعلوك».

وإذا كان لابد للنجم واسع الانتشار أن يلامس الوجدان الجمعى، فإن عادل إمام قد فعل ذلك حينما تقمص فى أكثر من نصف أفلامه شخصية اللص الظريف الذى يواجه مجتمعا طاحنا، وشخصية اللص الظريف هى «مفتاح الإجابة عن النجاح الجماهيرى الذى تناله أفلامه، لأنها تلمس فى وجدان الجمهور وترًا حساسًا عندما تستدعى إلى وجدانه ومن أعماق ذاكرته الجماعية صورة البطل فى الأدب الشعبى وشكل الحواديت الشعبية.. ففى كل أفلام عادل إمام- التى ظهرت قبل عام 1990- تستطيع أن تلمس وشائج قوية مع حكايات اللصوص والشطار فى حبكتها التى تتألف من سلسلة متتالية من الملاعيب أو النمر.. حكايات تؤلف رحلة يقوم بها البطل تتيح له أن يخوض فى كل الطبقات وينتقل من حضيض المجتمع إلى رفاهية القصور.. لكن أهم ما فى رحلته أنها تفضح الظلم الفادح الكامن فى قلب النظام الاجتماعى».

وبعد جولة نقدية فى أفلام عادل إمام يختتم أحمد يوسف كتابه الممتع بفصلٍ عن مستقبل السينما المصرية لا يخفى فيه تشاؤمه بسبب ما يقول إنه «غياب أى فلسفة تنبع منها رؤيتنا تجاه صناعة وفن السينما»، فى ظل إطلاق أيدى رجال الأعمال والوسطاء فى الإنتاج السينمائى بحثا عن الربح فقط من دون تدخل الدولة.

تجمهر أهالى قرية البصارطة بمحافظة دمياط، وقطعوا الطريق العام الواصل بين عزب النهضة والبصارطة، على خلفية مقتل حازم الأمير ـ 42 سنة ـ رقيب شرطة بمركز شرطة دمياط"، على أيدى مثلمين تابعين لتنظيم الأخوان ...

لاقت الحملة التي دشنها عدد من أهالى محافظة دمياط لمقاطعة شراء الأسماك قبولا بين المواطنين، بمشاركة أهالى فارسكور ودمياط، حيث تم العزوف عن شراء الأسماك للحد مما أطلقو عليه "جشع التجار". كما شارك عدد ...

Comments

عاجل