المحتوى الرئيسى

بالفيديو| واعظات الأوقاف.. وجه آخر للدعوة

03/27 16:58

داخل إحدى القاعات الملحقة بمسجد الشربتلي في التجمع الخامس، جلست الدكتورة يمنى أبو النصر التى تعمل بجانب كونها واعظة متطوعة بالأوقاف، معالجًا نفسيًا واستشاريًا أسريًا، تلقي درسًا دينيًا عقب صلاة الظهر لما يزيد على 60 امرأة من مختلف الأعمار.

تحدثت يمنى التي اعتمدت مؤخرًا ضمن الـ 144 واعظة، خلال درسها عن فلسفة تهنئة الأم بعيدها وكيفية إخراج الزكاة، كما فتحت المجال لأسئلة الحاضرين خلال الدرس.

وعقب انتهاء الدرس أكدت يمنى أبو النصر، التي تعمل فى المجال الدعوي منذ 25 عامًا، أن النساء يحتجن لمن يتحدث معهم في الدين ويشرح لهن ما هو الهدف من التكليف، قائلة: "لذا أخذنا على عاتقنا وأنا زميلاتي فى مجال الدعوة، مهمة تعليم الناس كيفية الصلاة والصوم وعبادة الله وكيفية تطبيق الدين على أرض الواقع".

ولفت لـ"مصر العربية"، إلى أن حصولها على شهادة من معهد الدعاة، ومعهد قراءات القرآن الكريم التابع للأزهر، وثقافتها العامة والدينية الواسعة أهلتها للعمل في مجال الدعوة الإسلامية.

وأوضحت أن المرأة هى الأقدر على مخاطبة المرأة لأنها الأكثر فهما بطبيعتها النفسية من الرجال، مشيرة إلى أن حياة النساء قد يمنعهن من تدارس بعض الأمور مع الرجل.

وأشارت إلى أن معظم الأسئلة التى ترد إليها كواعظة تأتي في مجال العبادات ككيفية الصلاة والطهارة وأداء الزكاة، ثم يأتي بعدها الأسئلة الخاصة بالأسرة وفقه النساء ، والاستشارات الأسرية ككيفية التعامل مع الأبناء.

 وعن الدعم الذى تقدمه وزارة الأوقاف للواعظات، أوضحت يمنى أبو النصر، أن التعامل معهن في السابق كان يتم على حذر بحيث كان يستخرج لهن تصاريح مزاولة المهنة للتدريس فى المساجد دون أن يكون هناك إدارة مسئولة عنهن، ولكن فى عهد الدكتور محمد مختار جمعة – حسب قولها -  تم إنشاء إدارة لتنظيم أمور الداعيات، وأصبح هناك منهج متكامل تسير عليه من دروس وعظ.

وأكدت أن الدورات التدريبية التى وعد الوزير بعقدها لهم ستحدث صحوة، وفلترة لكل من يتصدر المشهد الدعوى ولن يبقى إلا الأفضل لن يكون هناك تطرف أو إرهاب أو شيء لا يظهر الوجه الحقيقي للدين.

 وشددت على ضرورة فتح المجال لهن للدراسة فى الكليات الشرعية بالأزهر والحصول على رسالات الماجستير والدكتوراه.

من جانبها، أعربت الدكتورة آمنة نصير أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، وعضو مجلس النواب، عن سعادتها بواعظات الأوقاف، متمنية لهن النجاح والتوفيق والسداد.

وقالت آمنة نصير في تصريح لـ"مصر العربية": "يجب على الواعظات الجدد الاطلاع المستمر في جميع مصادر الإسلام بدءً من التفسير والحديث والفقه، مرورًا بعلم النفس والاجتماع والفلسفة الإسلامية والعقائد، لأن أسئلة الناس بتكون أسئلة موسوعية، ولابد للداعية أن تكون قادرة على استيعاب هذه الأسئلة ودائمة الاطلاع على هذه العلوم حتى تكون استجابتها على أسس علمية وترقى بها فى مرتبة العلماء".

وعن قلة أعداد الواعظات، أوضحت أستاذ العقيدة والفلسفة، أنها بداية جيدة، ومع نجاح هذه التجربة سيتم الدفع بمزيد من الواعظات فى العمل الدعوى، معربا عن أملها فى أن يكن قادرات على نشر العلم والفكر والارتقاء بالنساء.

كان عدد من أئمة وزارة الأوقاف عبروا عن رفضهم لعمل المرأة في المجال الدعوي بدعوى أن مكانهن الطبيعي هو البيت وتربية الأولاد فقط، وقالوا : "من الخطأ الجسيم، أن تخرج المرأة لإذاعة العلم حتى وإن كانت أعلم أهل الأرض، مؤكدين أنه أمر غاية في الخطورة والفساد- على حد تعبيرهم-.

تلك الآراء رد عليها الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، عقب لقائه بعدد من الواعظات، بقوله :" إن لدينا كفاءات وطنية مشرفة من الواعظات وسيحدثن نقلة في الدعوة النسائية في العصر الحديث، وسيظهر أثرهن في الدعوة أسرع مما يتوقع أو يتصور الكثيرون".

وبدورها أكدت الدكتورة فتحية الحنفي أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، أن المرأة تمتلك القدرة على العمل الدعوي وقد تسابق فيه الذكور، مشيرة إلى أن هذا الأمر يرجع إلى الكفاءة في أداء العمل، فالمرأة لها كفاءة في بعض الجوانب كما تتحقق للرجل في جوانب أخرى

وعن السن المناسب لعمل المرأة بالمجال الدعوي، قالت أستاذ الفقه لـ"مصر العربية"،: بما أن الله سبحانه وتعالى خلق الذكر والأنثى وجعل لكل منهما خصائص تميزه عن الآخر بحكم الفطرة الإنسانية، فنجد أن المرأة وظيفتها الأساسية الحمل والولادة والتربية، فدائما العقل في حالة انشغال بالبيت والأولاد خاصة إذا كانت في سن الشباب"، مستشهدة بقوله تعالى :" ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه".

وتابعت: "إذن الذهن يكون في حالة انشغال دائم بين العمل والبيت والأولاد ومتطلبات الزوج، لذا أفضل عطاء من المرأة هو وقت الرشد أي بعد سن الأربعين لاعتماد الأولاد علي أنفسهم فيقل العبء علي الأم خاصة التربية والسهر في فترة الصغر، وتكون المرأة مؤهلة لذلك، لأن العمل الدعوي محتاج إلي عقلية حاضرة، حيث ربط الأحكام بالمستجدات علي الساحة، فهذا في حد ذاته محتاج إلى البحث والتفرغ".

ويوجد فى الأوقاف نوعين من الواعظات، النوع الأول معينات وعددهن 20 واعظة وتعامل نفس معاملة إمام الأوقاف، وأما النوع الثاني يعملن بنظام المكافأة وعددهن 2012 واعظ وداعية، ويحصلن على نفس مستحقات خطيب المكافأة ما عدا خطب الجمعة.

وتتمثل شروط عمل الواعظات بمساجد الأوقاف في ضرورة الحصول على مؤهل أزهري أو أن تكون الواعظة من خريجات معاهد الثقافة الإسلامية التابعة للوزارة، بعدها تخضع المتقدمات لاختبارات أولية بمديريات الأوقاف وفي حالة حصولهن على أكثر من 75 % يتم اختبارهن في ديوان عام الأوقاف.

وتقوم كل مديرية بموافاة ديوان عام الوزارة بأسماء المصرح لهن وأماكن عملهن، ويرفع الأمر لرئيس القطاع الديني، حتى يتمكن التفتيش العام بديوان عام الوزارة من المتابعة.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل