المحتوى الرئيسى

"شرنقة الحُمى".. تجسيد لعلاقة المبدعة بواقعها المأزوم

03/27 15:47

خاطبت الكاتبة والشاعرة خالدة خليل الورق في مجموعتها الشعرية الأولى "شرنقة الحُمى" قائلة :"اعذريني أيتها الورقة.. إن افتضت بكارتك بقلمي.. أرى عقد الحروف ينفرط على ياقوت نهديك، أشباح أحرفي تحوم كجراد.. وعبارتي الغجرية تتأرجح مثل سرب مهرجين على حبل القدر".

"شرنقة الحُمى" هي المجموعة الشعرية الأولى للشاعرة العراقية المقيمة في ألمانيا خالدة خليل الصادرة عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة.

تقع المجموعة في 116 صفحة من القطع المتوسط، وتضم 19 قصيدة نثرية، من عناوينها "أحلام وسجادة صمت، بين الهمزة وتخوم الصفر، زكاة الجسد، من نار، وجوه لليل الشاعرة، مواجيد غربة، عالم الثلج"، تصميم الغلاف للفنان المصري أمين الصيرفي.

على الغلاف الخلفي للمجموعة، جاءت كلمة الناقد الأردني الدكتور راشد عيسى، والتي يقول فيها:-

(في "شرنقة الحمى" ماء شعري ساخن حد الفوران، يحرج الذائقة البليدة، وينعش الذائقة الجمالية المعاصرة، ويحقق قسطًا كبيرًا من فتنة اللغة النشيطة، ووحشية الصورة، وعلوّ المعاني في سياقات تنهل قيمها الفنية من رؤى مسننة بالانفعال الوجودي الحاد، ومدببة بحواف جارحة من العذوبة، فتخترق المأنوس، وتصعد مراقي الفضاء الجمالي من غير تواطؤ مع السائد أو استناد إلى ذاكرة شعرية ذابلة. فهي تخلخل التركيب اللغوي النمطي لتبني مداميكها الشعرية بفطرانية تعبيرية جديدة.

نص "خالدة خليل" رنين شعري باذخ يوثق صلة الذات بوجدان وجودها، ففي هذا الديوان أيضًا مغامرات باهظة من الانزياح الدلالي والإسنادي والتركيبي، وسائر أشكال المفارقة والانحرافات الكنائية. كما تجسّد الشاعرة في نصوصها قضية علاقة المبدعة بواقعها المأزوم المخنوق بالملل والصبر المؤلم.

في "شرنقة الحمى" شعرٌ صافٍ لا يحتاج جواز سفر أو تأشيرة مرور لأنه يتجاوز بلذعه الجميل كل مركونٍ إليه من المعايير الفنية التقليدية).

ومن أجواء المجموعة الشعرية نقرأ:-

كن كبرمودا الذي لا يأبه بالأنواء

واسكبني فى فم الكون ألوان طيف

سأترك سفني طعماً لزرقة البحر فى عينيك

كيما تصطادني من أعماق المخيلة

أيها الحزن القادم من كهف الحمى

أم خرق لميثاق الثلج والنار؟!

أنثرك ذرات من قشرة أحلامي

أيها الحزن امسح بألواني الموج

والشاعرة خالدة خليل، هي أديبة وأكاديمية، ولدت في قضاء الشيخان، بمحافظة الموصل، بالعراق، تخرجت في كلية الآداب بجامعة الموصل قسم اللغة العربية، ودرست في كلية القانون بجامعة الموصل، وحصلت على درجة الماجستير من الجامعة نفسها عن رسالتها “البناء الفني في رواية شرق المتوسط لعبدالرحمن منيف” عام 1998.

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل